ما لا تعرفه عن كأس العالم بكرة القدم الحلقة العشرون البطولة التاسعة عشرة – جنوب أفريقيا / 2010
أ . د إسماعيل خليل إبراهيم
نائب رئيس لجنة الشباب و الرياضة
هي البطولة التاسعة عشرة من كأس العالم لكرة القدم وأول بطولة تقام في القارة الإفريقية وتحديدًا في جنوب أفريقيا و أقيمت من 11 حزيران إلى 11 تموز 2010. كان اختيار قارة أفريقيا لتكون مضيفة كأس العالم 2010 من منطلق إشراك قارات العالم في استضافة البطولة. تنافست خمس دول أفريقية على استضافة كأس العالم 2010 هي مصر ، المغرب ، جنوب أفريقيا و قُدِّم عرض مشترك من ليبيا وتونس . وعقب قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم بعدم السماح بضيافة مشتركة للمسابقة انسحبت تونس ، وتقرر عدم النظر في طلب ليبيا لأنه لا يفي بالشروط المنصوص عليها في لائحة المتطلبات الرسمية. أعلن أسم الدولة الفائزة من قبل جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم في مؤتمر صحفي عقد يوم 15 مايس 2004 في زوريخ، في الجولة الأولى من التصويت حصلت جنوب أفريقيا على أربعة عشر صوتا فيما حصلت المغرب على عشرة أصوات ولم تحصل مصر على أي صوت .
وقعت أحداث أثارت جدلاً واسعاً خلال تصفيات البطولة كان أولها في المباراة الثانية بين فرنسا وإيرلندا في تصفيات الملحق الأوربي بعد أن قام قائد المنتخب الفرنسي (تييري هنري) بتسجيل هدف بيده في وقت متأخر من المباراة مما مكن فرنسا من التأهل على حساب إيرلندا التي طالبت بإعادة المباراة لكنّ الاتحاد الدولي لكرة القدم رفض الطلب . وبعدها طلبت إيرلندا المشاركة في بطولة كأس العالم كمنتخب رقم ثلاثة وثلاثين لكن الطلب قوبل بالرفض أيضاً . ولتلافي تكرار ما حدث أعلن الاتحاد الدولي استخدام تكنولوجيا أو حكام إضافيين على أعلى مستوى في جنوب أفريقيا . واحتجت كوستاريكا على هدف فوز الأوروغواي في تصفيات الملحق القاري ، في حين شهدت المباراة الفاصلة بين مصر والجزائر أحداث شغب من الجانبين وانتهت بفوز الجزائر بهدف واحد لتتأهل للنهائيات ولتصبح الدولة العربية الوحيدة المشاركة فيها . وفيما يتعلق بموضوع اللعب النظيف قال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري سيب بلاتر : إنني أناشد جميع اللاعبين والمدربين الالتزام بقواعد اللعب النظيف . نحن نريد أن نثبت بأن كرة القدم في عام 2010 هي أكثر من مجرد ركل الكرة ، حيث إن لها قيمة اجتماعية وثقافية ، لذلك نحن نطلب من الاعبين الالتزام باللعب النظيف كي يكونوا مثالا للعالم .
اجريت قرعة نهائيات البطولة يوم 2 / كانون الأول / 2009 واعتمد تحديد مستويات المنتخبات على تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم لشهر تشرين الأول / 2009 ، وصنفت سبعة منتخبات إلى جانب جنوب أفريقيا في المستوى الأول في القرعة النهائية وهي الأرجنتين وإيطاليا وهولندا وإسبانيا وألمانيا وإنجلترا والبرازيل ووضعت على رؤوس المجموعات الثمانية ، بينما وزعت المنتخبات الباقية وعددها أربعة وعشرون على الأوعية الثلاثة الأخرى ، ولم يوضع فريقان من قارة واحدة في مجموعة واحدة لتجنب المواجهة المبكرة بينها باستثناء المنتخبات الأوروبية حيث يمكن وقوع منتخبين كحد أقصى في مجموعة واحدة لكثرة عدد المنتخبات الأوربية .أعلنت لجنة الحكام في الاتحاد الدولي لكرة القدم عن القائمة النهائية في 5 / شباط / 2010 ، والتي ضمت ثلاثون حكما أربعة من آسيا ، ثلاثة من أفريقيا ، ستة من أمريكا الجنوبية ، أربعة من أمريكا الشمالية ، اثنان من أوقيانوسيا وعشرة من أوروبا . كان من بين حكام اسيا السعودي ( خليل الغامدي ) الذي قاد مباراتين في دوري المجموعات الأولى بين فرنسا و المكسيك و الثانية بين تشيلي و سويسرا .
ترشحت لنهائيات البطولة عن أوروبا ، الدنمارك و إنجلترا و فرنسا و ألمانيا و اليونان و إيطاليا و هولندا و البرتغال و صربيا و سلوفاكيا و سلوفينيا و إسبانيا و سويسرا ، وعن أمريكا الجنوبية الأرجنتين و البرازيل و تشيلي و باراغواي و الأوروغواي ، وعن أفريقيا الجزائر و الكاميرون و ساحل العاج و غانا و نيجيريا و جنوب أفريقيا مستضيفة البطولة ، وعن آسيا أستراليا و اليابان و كوريا الشمالية و كوريا الجنوبية ، وعن الكونكاكاف هندوراس و المكسيك و امريكا ، و نيوزيلندا عن الأوقيانوس .احتلت منتخب الجزائر المركز الاخير في مجموعته بنقطة واحدة من تعادل بدون أهداف مع انكلترا وخسارتان أمام سلوفينيا و أمريكا بنتيجة واحدة هي هدف واحد دون مقابل . ترشحت لدور الستة عشر منتخبات الارغواي و المكسيك و الارجنتين و كوريا الجنوبية و أمريكا و انكلترا و ألمانيا و غانا و هولندا و اليابان و البارغواي و سلوفاكيا و البرازيل و البرتغال و إسبانيا و تشيلي . وترشحت لدور الثمانية منتخبات الارغواي وغانا و هولندا و البرازيل و الارجنتين و المانيا و بارغواي و إسبانيا . في الدور نصف النهائي فازت هولندا على الارغواي بثلاثة أهداف مقابل هدفين ، وإسبانيا على ألمانيا بهدف واحد ، وبذلك ترشحت هولندا و إسبانيا للمباراة النهائية و الارغواي و ألمانيا لمباراة المركزين الثالث و الرابع .
أقيمت المباراة النهائية يوم 11/ تموز 2010 على (ستاد البنك الوطني الأول) بجوهانسبرغ بين منتخبي هولندا وإسبانيا بحضور أكثر من أربعة وثمانون ألف متفرج وقادها الحكم الانكليزي (هوارد ويب) ولم يسبق لكلا المنتخبين هولندا أو إسبانيا الفوز بكأس العالم ما يعني انضمام منتخب جديد لنادي المتوجين بكأس العالم ، وكانت آخر مباراة نهائية جمعت بين منتخبين غير متوجين عام 1978 في بوينس آيرس بين هولندا بالذات والأرجنتين وكسبتها الأرجنتين ، وهي المرة الأولى التي تصل فيها إسبانيا للمباراة النهائية لكأس العالم و المرة الثالثة التي تصل فيها هولندا للمباراة النهائية منذ إثنتان وثلاثون سنة أي منذ نهائي كأس العالم عام 1978 . فازت إسبانيا بهدف وحيد سجله (أندريس إنييستا) قبل أربع دقائق من نهاية الشوط الإضافي الثاني بعد أن انتهى الوقت الأصلي بتعادل المنتخبين بدون أهداف . كان نهائياً أوروبياً خالصاً للمرة الثانية على التوالي بعد نهائي كأس العالم لكرة القدم 2006 بين إيطاليا وفرنسا . حصد منتخب إسبانيا لقبه الأول في كأس العالم ليصبح المنتخب الثامن الذي يفوز باللقب ، والمنتخب الأول الذي يفوز بالكأس بعد أن خسر مباراته الافتتاحية في البطولة إذ كانت إسبانيا قد خسرت أولى مبارياتها في المجموعة أمام سويسرا بهدف واحد . و كانت هذه المرة الأولى التي تفوز دولة أوروبية بالمسابقة خارج قارة أوربا .
في مباراة المركزين الثالث والرابع فازت ألمانيا على الأوروغواي بثلاثة أهداف مقابل هدفين وأحرزت المركز الثالث لتصبح صاحبة الرقم القياسي لأكثر المنتخبات إحرازًا للمركز الثالث في كأس العالم بأربع مرات ، في حين أصبحت الأوروغواي أكثر المنتخبات إحرازًا للمركز الرابع بأربع مرات . في المباراة النهائية أشهر الحكم أربع عشرة بطاقة صفراء تسع منها لمنتخب هولندا و خمس لمنتخب إسبانيا وهو أكبر عدد من البطاقات في نهائيات كأس العالم و أكثر من ضعف الرقم القياسي السابق وهو ست بطاقات في نهائي كأس العالم 1986 بين الأرجنتين وألمانيا . اعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم عن قيمة الجوائز المالية المقدمة في كأس العالم لكرة القدم 2010 والتي بلغت حوالي 420 مليون دولار أمريكي بما في ذلك 40 مليون دولار أمريكي للأندية المحلية التي شارك لاعبوها مع منتخبات بلدانهم في النهائيات أي بزيادة مقدارها ( 60٪ ) عن بطولة كأس العالم لكرة القدم 2006. حصلت كل المنتخبات المشاركة على مبلغ قدره 32 مليون دولار أمريكي لتغطية تكاليف إعداد منتخباتها ، و 8 ملايين دولار أمريكي لكل منتخب خرج بعد دور المجموعات ، و 9 ملايين دولار أمريكي لكل منتخب خرج من دور الستة عشر ، و 14 مليون دولار أمريكي لكل منتخب خرج بعد ربع النهائي ، و 18 مليون دولار أمريكي لصاحب المركز الرابع ، و 20 مليون دولار أمريكي لصاحب المركز الثالث ، و 24 مليون دولار أمريكي للوصيف ، و 30 مليون دولار أمريكي للفائز بالبطولة .
(زاكومي) هو تميمة كأس العالم لكرة القدم 2010 ، هو نمر مرح ورياضي شعره أخضر وقُدِّم في 22 أيلول 2008 ، وجاءت تسميته من خلال (زا) وهو الرمز الكودي لجنوب أفريقيا و ( كومي ) و تعني بلغة الجنوب الأفريقي الرقم عشرة والذي يشير إلى سنة إقامة البطولة . الأغنية الرسمية للبطولة هي (واكا واكا) (هذا الوقت لأفريقيا) هي أغنية بوب من كلمات وغناء المغنية الكولومبية (شاكيرا وفرقة فريشلي غراوند) من جنوب أفريقيا ، ولقيت الأغنية نجاحًا باهرًا حول العالم وكان لها استقبال كبير وأصبحت أغنية عالمية ، وقُدِمَت الأغنية في حفلي افتتاح البطولة و ختامها . شهدت البطولة العديد من الأحداث الغريبة و الطريفة : يلعب أكثر من نصف اللاعبين المشاركين في البطولة والذين يبلغ عددهم (736) لاعبًا في أكبر خمس دوريات محلية أوروبية واقواها ، ففي الدوري الإنجليزي الممتاز هنالك 117 لاعب ، والدوري الألماني هنالك 84 لاعباً ، وفي الدوري الإيطالي الممتاز هنالك 80 لاعبًا ، وفي الدوري الإسباني 59 لاعباً ، وأخيرا في الدوري الفرنسي هنالك 46 لاعباً. تكونت تشكيلة منتخبات إيطاليا وألمانيا وإنجلترا من لاعبين يلعبون كلهم في دوريهم المحلي ، بينما العكس تمامًا مع منتخب نيجيريا الذي يلعب كل لاعبوه خارج البلاد . ويعتبر نادي برشلونة الإسباني أكثر نادي شارك لاعبوه في منافسات كأس العالم بواقع 13 لاعبًا منهم 7 في المنتخب الإسباني في حين أن هنالك 7 أندية أخرى كان لها 10 لاعبين مشاركين .
منتخبا نهائي البطولة الماضية فرنسا وإيطاليا خرجا من الجولة الأولى من البطولة وهو ما يحدُث للمرة الأولى في كأس العالم. وأنهى منتخب نيوزيلندا مشاركته بالبطولة بكونه المنتخب الوحيد الذي لم يهزم بعد تعادله في مباريات مجموعته الثلاث و أنهاها في المركز الثالث خلف منتخبي باراغواي وسلوفاكيا. ( الأخطبوط بول ) هو أخطبوط لقى اهتمامًا إعلاميًا كبيرًا على المستوى العالمي نظرًا لتوقعه الصحيح للفائزين في مباريات كرة القدم لاسيما التي يكون منتخب ألمانيا لكرة القدم طرفًا فيها . نجح الأخطبوط بول أيضًا في توقع المنتخب الفائز في نهائي كأس العالم لكرة القدم 2010 وهو ما حدث بالفعل عندما تغلب منتخب إسبانيا على منتخب هولندا بنتيجة 1-0 حيث مال الأخطبوط إلى الصندوق الذي يحمل علم منتخب إسبانيا .من الطرائف أن كأس العالم لكرة القدم 2010 هي الأولى التي شهدت تواجد ثلاثة أشقاء هم (جيري ، جوني و ويلسون بلاسيوس) في تشكيلة منتخب واحد وهو منتخب الهندوراس لكرة القدم .
بيعت حقوق بث مباريات كأس العالم لكرة القدم 2010 للقنوات الناقلة في كل منطقة على حدة إما مباشرة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم أو من خلال شركات أو منظمات مثل منظمات مرخصة مثل اتحاد البث الأوروبي و منظمة أمريكا اللاتينية للتلفزة وغيرها . توقع الاتحاد الدولي لكرة القدم أن تكون بطولة كأس العالم 2010 الأكثر مشاهدة في تاريخ نهائيات كأس العالم لكرة القدم بعدما تواجد المئات من المذيعين و المراسلين من 70 بلد لنقل أحداث البطولة ، وقدر الاتحاد الدولي أن نحو 700 مليون مشاهد تابعوا المباراة النهائية لكأس العالم .الكرة الرسمية للبطولة هي (أديداس جابولاني) ومعناها بالعربية (لنحتفل) وهي من إنتاج شركة أديداس ، صُمِّمت كرة جابولاني في جامعة لوبورو في المملكة المتحدة وقد أعلن عنها رسميًا في كيب تاون . استخدمت هذه الكرة لأول مرة في كأس العالم للأندية في دولة الإمارات العربية المتحدة شهر كانون الأول سنة 2009 كي تتاح الفرصة ليجرّبها اللاعبون في المباريات الرسمية ، ليتم بعد ذلك اختيارها الكرة الرسمية لكأس العالم عام 2010. أصبحت جنوب أفريقيا البطولة أول بلد أفريقي ينظم كأس العالم ، وأول بلد بعد اليابان وكوريا الجنوبية تُسند إليه مهمة التنظيم من خارج أوروبا والأمريكيتين .
الفوفوزيلا (كما تلفظ حسب لغة الزولو) عبارة عن آلة نفخ تستخدم عادة في ملاعب كرة القدم في جنوب أفريقيا و تسمى أيضاً (ليباتاتا) حسب لغة (سيتسوانا) وهناك اختلاف على أصل التسمية إلا أن الغالبية تقول إن الاسم جاء من الصوت الصادر من الآلة وهو (فو فو). الفوفوزيلا عبارة عن آلة نفخ تشبه البوق في مظهرها العام ويبلغ طولها حوالي المتر وتصنع إما من الصفائح المعدنية أو من اللدائن و تصدر عند النفخ بها صوتًا يشبه صوت الفيلة. أثارت الفوفوزيلا الكثير من الانتقادات بسبب صوتها المزعج وشكوى العديد من اللاعبين لعدم قدرتهم على التركيز فضلا عن عدم تمكنهم من سماع التعليمات أو الكلام فيما بينهم وطالبوا بحجبها إلا أن رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر صرح بأنها جزء من الثقافة الأفريقية ويجب أن تُتقبّل . للمرة الثالثة يصل منتخب هولندا للمباراة النهائية ويفشل في إحراز اللقب . حصل لاعب منتخب الارغواي (دييغو فورلان) على لقب أفضل لاعب في البطولة ، و الألماني (توماس مولر) على جائزتي هداف البطولة برصيد خمسة أهداف ، و أفضل لاعب ناشئ ، واختير حارس مرمى منتخب إسبانيا (إيكر كاسياس) أفضل حارس مرمى ، ومنحت جائزة اللعب النظيف لمنتخب إسبانيا .