صمود غزة يصنع النصر

المستشار سعيد النعمان
عضو اللجنة القانونية
المنتدى العراقي للنخب والكفاءات
يعتقد ويؤمن الكيان الصهيوني الغاشم بأن عدوانه المستمر والمتصاعد على غزة سيحقق له أحلامه وأهدافه لمزيد من الاحتلال فهو واهم. وأن هذا الكيان العدواني الغاصب ما يزال يبحر في أحلامه وأوهامه ليحصد في النهاية الهزيمة المرة ويترك غزة بصبرها وعنفوانها وصمودها. والمحتل يؤمن بأن التهجير والإخلاء بالقوة والنزوح والمجاعة والغارات على مدار الساعة والقتل الجماعي المنتهج سيرهق ويضعف أرادة شعب غزة المقاتل والصامد فهو غارق في أحلامه. وهذا المعتدي الغاشم يؤمن أن قتله للرضع والأطفال والنساء والشيوخ والعزل هدفا أساسيا لإضعاف معنويات المقاومة ويعتبرها من أولويات حربه على غزة المقاتلة والشجاعة.
أن هذا السفاح يؤمن أن قصفه المستباح للمستشفيات ومقرات المنضمات الدولية والإنسانية وتخريب الأماكن الصحية وقتل العاملين فيها يعده وساما يتبجح به مدعيا أنها مواقع لمقاتلي المقاومة حماس والقسام زورا وبهتانا. وألان ومنذ بدايات تشرين الأول من العام الماضي مازال العدو يتخبط في عدوانه ويهاجم كل ما هو مدني وأنساني مسالم فيخرب ويدمر المدارس ورياض الأطفال ودور الحضانة مع سبق الإصرار. والإعلام الفضائي يشهد بذلك عبر قنواته الميدانية الحرة بالصورة والصوت مشاهد الخراب والدمار الذي لحق بمدن غزة.
ثم يستمر العدوان بالتصعيد ليمتد إلى جنوب لبنان وسوريا ليعلن عن أهدافه وأطماعه في توسعة العدوان وخلط الأوراق ليحصد هزيمته وانتحاره المر في غزة. وأما استمراره بالقصف العشوائي للمساعدات التي لا تشكل إلا عشر احتياجات غزة فهو أمر طبيعي ويتصاعد كلما دعت همجية العدوان إلى ذلك.
هذا الكيان الصهيوني المحتل الذي يتحدى القوانين والقرارات الدولية ويستخف بها والتي تطالب بوقف أطلاق النار الذي يرفضه في كل جولة من جولات التفاوض كي يلحق غزة بكيانه المسخ ويفرض الأمر الواقع. وأما قرارات مجلس الأمن فهي تخضع لحق النقض الذي أستخدم من قبل أمريكا وغيرها من الأعضاء لأكثر من مرة ضد وقف العدوان الغاشم والمتغطرس. وأما هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها ومحكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية وعدد غير قليل من المنظمات الإنسانية فأن أغلب قراراتها غير نافذة بسب رفض الكيان لها وعدم اتخاذ أي أجراء ضده.
هذه المنظمات والكيانات والبرامج ومن بينها (برنامج الأغذية العالمي واليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومكتب الأمم لتنسيق الشؤون الإنسانية والمفوضية السامية لحقوق الإنسان) هذه المنظمات والمكاتب والبرامج وغيرها تحركت وبتواضع للمساعدة وتقديم العون لشعب غزة الصامد والسعي لوقف إطلاق النار الفوري أوتسهيل إيصال المساعدات بسبب عرقلة العدو ورفضه.
أن المجتمع الدولي لم يكن بمستوى المسئولية وأظهر انقساما واضحا تجاه العدوان واستمراره. وفي كل الأحوال فأن القرارات التي تصدر فهي أما مع (وقف التنفيذ أو حبرا على الورق أو رسما على الماء أو على وفق الاستعجال) ولكل منها مقاسها للتنفيذ مع من وضد من. هذا المجتمع الذي يجامل الكيان الصهيوني على حساب الحق والإرادة الحرة لغزة وشعبها الفلسطيني المقاتل. وهذا العدو الذي يصول ويجول ويصعد في عدوانه مقابل الضعف والعجز الدولي دونما رادع سوى الإرادة الحرة لشعبنا العربي الفلسطيني فسوف لن يجني سوى الخيبة والخسران.
أن موجات القصف بالطائرات الحربية والمسيرات والمدفعية الثقيلة المركز والعشوائي على الرغم من المفاوضات وصفقات التبادل للمحتجزين والاجتماعات المكثفة والمستمرة لوقف العدوان الصهيوني المنفلت لم تحقق إلا نتائج متواضعة. أن هذا العدوان لن ولم ينته إلا بقرارات ومواقف دولية نافذة وتماسك المجتمع الدولي واستمرار الدعم العربي المادي والمعنوي.
أن الإدانة للعدوان ليست بحاجة إلى أدلة وشواهد فما يعرض على شاشات القنوات الفضائية بالصورة والصوت عبر المراسلين المتواجدين والميدانيين على أرض المعركة والكاشفين لهمجية العدوان. فنعم الأعلام العربي ونعم ما يعرض للمشاهد عبر هذه القنوات الفضائية الرائدة والمنصفة في كشف الحقائق. ونقلها إلى العالم والمشاركة الوجدانية والروحية بدعم وتأييد المقاومة بكل أجنحتها والمساندين والمؤيدين لها ويبقى شعار (صمود غزة يصنع النصر). فأن الصمود هو الأساس والجوهر في تحقيق النصر المؤزر. وأعلم ياشعب غزة (أن النصر مع الصبر). بأذنه تعالى.