ديربي خليجي بنكهة آسيوية
يستأنف المنتخب الوطني لكرة القدم مشواره في نهائيات كأس آسيا 2019 عندما يواجه المنتخب القطري الشقيق هذا اليوم الثلاثاء 22 / 1 / 2019 حيث سيكون منتخبنا الوطني مطالباً بتحقيق علامة الفوز الكاملة في مواجهة لا خيار له بها سوى الظفر بنقاطها والمضي قدماً نحو الدور ربع نهائي المعترك الآسيوي الذي يشهد بزوغ نجومية مجموعة من خيرة لاعبي العراق في لوحة باتت تتّضح مزاياها وملامحها الفنية والمهارية في خضم منافسة حامية الوطيس بين منتخبات القارة الصفراء في النسخة الأكبر من حيث المشاركة.
إنّ تصاعد معدل الأداء على المستويين الفردي والجماعي لنجوم العراق الأبطال وتجاوبهم اللافت مع الملاك الفني وشعورهم العالي بالمسؤولية وثقتهم الكبيرة بقدراتهم المميزة تعكس جزءاً من الإمكانات الحقيقية لفريق واعد مازال في جعبته الشيء الكثير ليقدمه في قادم الأيام سواء كان أمام العنابي “المتألق” أم في الاستحقاقات المقبلة.
معروف أن أسلوب لعب منتخبنا الوطني مرّ بمراحل انتقالية منذ مباراته الأولى أمام فيتنام سعياً من المدرب كاتانيتش لتنفيذ الطريقة الانسب للفريق مع إنها مغامرة مرّت بسلام في منافسة بدأت بضراوة بدور المجموعات برغم أن الطريقة المثلى لأداءالفريق كما هو معروف هي 2-4-4 التي تنسجم تماماً مع عناصر الفريق ومراكزهم ومعدّلات عطائهم فردياً وجماعياً.
في المقابل قدّم “الأدعم” القطري نفسه بأبهى صورة في المنافسة القارية بجهود أتت ثمارها مع نجوم واعدين سيكون لهم شأن كبير في مشوار الكرة القطرية المقبل وخصوصاً مونديال 2022 في الاستضافة التاريخية لأكبر وأهم محفل دولي لكرة القدم.
تمتاز طريقة أداء المنتخب القطري في التوازن اللافت لخطوط الفريق ومحاولاته الدقيقة والمستمرة لتشكيل ضغط على العمق خصوصاً أن المنتخب الشقيق مرصّع بلاعبين يتّسمون بمستوى عالٍ من المهارة والكفاءة والالتزام التكتيكي ودقة في نقل الكرات والتحول السريع من الدفاع الى الهجوم عبر خط وسط يمتلك قدرة عالية في إحكام السيطرة على زمام المبادرة وترويض الخصوم وتشكيل خطورة دائمة وضغط هجومي متعاقب يحتاج الى أعلى درجات التركيز وتفادي ارتكاب الأخطاء طيلة زمن اللقاء، ما يعني أن قراءة طريقة أداء المنتخب القطري مهما بلغت من مستوى تبقى مجاراته مهمة صعبة ومعقدة.
مؤكد أن الفوز الباهر للأشقاء على نظيرهم السعودي واعتلاء صدارة المجموعة بجدارة واستحقاق منحهم دفعة معنوية عالية تعزّز قدرتهم وطموحهم اللافت في تقديم المستوى الراقي والنتائج الإيجابية المهمة.
بقراءة سريعة لمجريات مباريات منتخبنا الوطني في مبارياته الثلاث يتضح ان الملاك الفني استغرق وقتاً ليس بالقصير بهدف الحصول على أفضل مردود ممكن من عناصر الفريق والتوظيف الأمثل لكل منهم ولعلّ المقارنة مع فترة تواجده في تدريب الفريق تمنحه حق دراسة كل الإحداثيات بدقة متناهية وأهمها مواصفات اللاعبين بجميع تفاصيلها بهدف تحقيق أقصى درجات الفائدة على المستطيل الأخضر، ما يؤشر وجود حاجة الى المزيد من العمل والتركيز خلال البطولة والتعامل معها باحترافيه عالية ومهنية واقتدار.
لا شك أن فترة التحضير قبل المواجهة المقبلة منحت المدرب كاتانيتش والملاك الفني الوقت اللازم لتجهيز المنتخب على المستويات كافة لاسيما أن الديربي الخليجي الأخوي المرتقب يحمل في طياته العديد من العوامل المشتركة وفي مقدمتها سعي المنتخبين العراقي وشقيقه القطري للظفر بنقاط الفوز في موقعة مصيرية لكليهما أملاً في تعزيز فرصهما المواتية في المنافسة على اللقب القاري.