ثقافة التدريب والتعليم الرياضي
ثقافة التدريب والتعليم الرياضي
الأستاذ الدكتور غسان محمد صادق الجلبي
رئيس لجنة الشباب والرياضة في المنتدى العراقي للنحب والكفاءات
ان مفهوم الثقافة بأي مجتمع يعني حضارة و تاريخ وتراث البلد بما يحمله من تاريخ وحضارة مشرفة يفتخر بها دائما ويعتمد عليها في عمله المستقبلي في جميع المجالات الثقافية و الاجتماعية و السياسية و العلمية و الاقتصادية و الرياضية …إلخ
ومن هذا المنطلق نشاهد اليوم الثقافة الرياضية في مجتمعنا تعيش الفوضى و العشوائية بالتعامل من خلال عمل المؤسسات الرياضية كافة بسبب غياب الإدارة و التنظيم و التخطيط في إعداد البطل الأولمبي الرياضي أو المنتخب الوطني أو المنتخبات الأخرى من الفئات العمرية لأي لعبة كانت.
ونري اليوم ما يحصل للرياضة العراقية من المفهوم الثقافي هو الاهتمام الكبير في كرة القدم و بالتأكيد هذه اللعبة هي شعبية وواسعة للفئات العمرية كافة ولها جمهورها الكبير و سمعتها العريقة وهذا ليس بغريب لأن العالم كله يهتم بذلك والاختلاف بيننا و بينهم واضح من حيث الثقافة العامة و الخاص في كيفية الإعداد لذلك.
أما الألعاب الأخرى سواء كانت فردية أو جماعية تحصد الأوسمة المتنوعة من خلال المشاركات في البطولات العربية و الأسيوية و العالمية و خاصة أوسمة ذوي الاحتياجات الخاصة الكبيرة.
نري الإعلام و الاهتمام ضعيف جدا في المجتمع و خاصة المؤسسات الرياضية بالعراق لأن جميع البرامج الرياضية و الصحافة تتحدث عن كرة القدم عن وضعها ومشاكلها أو فوزها على أي فريق برغم من النتائج السلبية التي رافقة المنتخب الوطني من خلال المشاركات في أي بطولة خارج البلد ولكن عندما يفوز الفريق على أي منتخب عربي او أجنبي فالجماهير تحتفل بالفوز وهو بدون حصول على مركز أو وسام البطولة مجرد لقاء و الجميع يعرف ما يحصل بالملاعب الكروية من فوضي و مشاكل والبعض منها يصل للسب و الشتم و الضرب بين اللاعبين و الجمهور والحكام وتجاوزات عديدة جميعها بسبب غياب الثقافة الرياضية.
كذلك غياب الإدارة والتنظيم والتخطيط في المؤسسات الرياضية في العراق مما أبعد المفهوم الثقافي بين صفوف الشباب الرياضي وأدى الى ضعف و غياب البرامج والأنشطة الشبابية و الرياضية و للفئات العمرية كافة.
مما ساعد على ذلك هو وجود الظواهر السلبية الخطيرة بين صفوف الفئات العمرية و المعرفة لدى الجميع كذلك ضياع دور ومراكز الشباب و الأندية الحديثة التي يجب ان توفر الملاعب والساحات والقاعات والمسابح والسياحة و الورش…إلخ للشباب لكي تساهم في إعدادهم من حيث الفرق الرياضية المتنوعة وإعداد الشباب في النوادي الثقافية و العلمية و الاجتماعية وكل شيء يساهم في بناء مستقبل ناجح لدور الشباب في بناء البلد و خاصة الفرق الرياضية .
ولا ننسى غياب القاعدة الأساسية للثقافة الرياضية في المدارس العراقية بسبب غياب درس الرياضة و الأنشطة الأخرى باعتباره بناء الأساس للجسم للنشئ الجديد للأعمار من المدرسة الابتدائية حتي الجامعة ثم المنتخب الوطني ويجب أن يتم التنسيق مع المؤسسات الرياضية بالعراق.
وأخيرا أتمنى ان تكون هناك وقفة علمية جادة من قبل الجهات المسؤولة على الرياضة العراقية بأن تعتمد على الإدارة و التنظيم و التخطيط لها بكل تفاصل الرياضة و الابتعاد عن المصالح الشخصية و الفوضوية التي رافقة هذه المؤسسات لكي نصل إلي المستوى المطلوب من الثقافة في كل مرافق التدريب والتعليم الرياضي بالعراق .