أحداث من ذاكرة الرياضة العراقية (الحلقة الثالثة والعشرون)
أحداث من ذاكرة الرياضة العراقية
(الحلقة الثالثة والعشرون)
أ . د إسماعيل خليل إبراهيم
عضو لجنة الرياضة والشباب
المنتدى العراقي للنخب والكفاءات
منتصف سبعينات القرن الماضي خطرت لي فكرة القيام بتوثيق الأحداث الرياضية العراقية التي لم تنل اهتمام الكثيرين ، وعلى الرغم من صدور أكثر من كتاب تناول تأريخ الرياضة العراقية في العصر الحديث من أندية ومهرجانات واتحادات ولجنة أولمبية ، ومشاركات منتخباتنا الوطنية في البطولات العربية والقارية والأولمبية ، لكن ما سواها من أحداث ظل حبيس أوراق الصحف التي نشرتها على الرغم من أن فيها الكثير من المتعة والإثارة والغرابة فضلاً عن معانيها ومدلولاتها التي تشيع في النفس البهجة والسرور ، وتسبب الألم عند مقارنتها بمثيلاتها في أيامنا هذه .
توكلت على الله وبدأت هذه المهمة الشاقة منذ اليوم الأول للعطلة الصيفية عام ( 1978 ) إذ توجهت إلى المكتبة الوطنية لأبحث في ثنايا الصحف التي تَحَول لون أوراقها إلى الأصفر وأقَلِبها بحذر خشية تمزقها إذ مضى عليها أكثر من ستين سنة حينها .
كان عليَ أن أبحث في جميع الصحف التي كانت تصدر في محافظات العراق ، وهنا لا بد لي من التوجه بالشكر والتقدير إلى الإخوة في المكتبة الوطنية الذين لولا تعاونهم لما تمكنا من إنجاز شيء ، لم تكن في صحف تلك الأيام صفحات خاصة بالأخبار الرياضية بل كانت تُنشر في أي من الصفحات وهو ما حتم عليَ البحث في جميع صفحات كل جريدة عسى أن أجد فيها خبراً . انتهت أيام العطلة بحصيلة رائعة غطت الأحداث الرياضية ما بين عامي 1900 و 1933 على أمل أن استكمل ما بدأته في العطلة الصيفية القادمة لكن وللأسف حالت مشاغل الحياة دون ذلك .
هذه المقدمة هي البداية لتعريفكم بما سيقدم لاحقاً وسيكون لنا موعد كل يوم ثلاثاء إن شاء الله ونتوقع أن يكون ما ستطلعون عليه مفاجأة نترك لكم التعليق عليها .
الحلقة الثالثة والعشرون
سنخصص هذه الحلقة للمهرجان الرياضي الذي أقامته مدرسة البنين الأمريكية التي تغير اسمها فيما بعد إلى كلية بغداد لنطلع على كيفية إدارته وتنظيمه في ظل الخبرات والإمكانات المادية والبشرية المتوفرة حينها وهو ما يستحق – من وجهة نظرنا – الإطلاع عليه و الإشادة بمن قام بتنظيمه .
- جريدة العالم العربي ( 29 / 3 / 1931 ) :
جرت الحفلة الرياضية السنوية لمدرسة البنين الأمريكية ( سُمِيت فيما بعد كلية بغداد ) نهار الجمعة في ميدان اللاسلكي و حضرها جمهور كبير وأبرزت تقدماً كبيراً في مجال إتقان الألعاب الرياضية ، وشمل المنهاج على فعاليات الركض والقفز و الأوزان و الترادف و جر الحبل ، وعُيِنَ جميل أفندي الراوي قائد الكشافة مرشالاً و الدكتور صبيح وهبه طبيباً و الأستاذ عبد الكريم عسيران حكماً عاماً . أما بقية حكام المهرجان فكانوا :
- حكام النهاية : الأستاذ أدور جرجي ، الأستاذ فريد نجار ، الأستاذ فوزي رفائيل و الأستاذ يوسف فرعين ( هم الحكام الذين يتواجدون عند خط النهاية الذي تنتهي عنده جميع سباقات الركض وإعلام المسجل بأسماء العدائين ومركز كل منهم بعد نهاية كل سباق ) .
- المؤقتون : المستر د . موفرو ، المستر ب . س . بريس و المستر ف . هويت . ( مهمتهم حساب الوقت الذي يستغرقه كل عداء في قطع مسافة السباق المشارك به ) .
- حكام الدورات : الأستاذ متي عقراوي ، الأستاذ عبد الشافي ، الأستاذ دنجو ، الأستاذ زكي و الست صبيحة ( وهم المسؤولون عن مراقبة عدائي المسافات المتوسطة والطويلة وحساب عدد الدورات التي قام بها كل عداء وبما يتفق ومسافة السباق وأداء كل منهم لعدد الدورات المطلوبة ، واللافت للإنتباه وجود مُدَرِسة ضمن هؤلاء الحكام ) .
- حكام القفز : الأستاذ د . بابكر ، الأستاذ أ . صالح ، الأستاذ ن . كوبومجيان و الأستاذ ج . جورج .
- حكام الأوزان : الأستاذ ر . الاجاجي ، الأستاذ أ . يشابان و الأستاذ خ . الهاشمي . ( يبدو أن المقصود بحكام الأوزان هم حكام رمي الثقل و رمي الجريد – الرمح – ) .
- المطلق : الأستاذ ن . نرسيسيان . ( وهو المسؤول عن إطلاق إشارة البدء لجميع سباقات الركض ) .
- المسجل : الأستاذ م . بانوسيان . ( وهو المسؤول عن تسجيل جميع نتائج الفعاليات واحتساب النقاط لتحديد الجهة الفائزة بالبطولة بعد نهاية المسابقات كافة ) .
- المعلن : الأستاذ عادل . ( المسؤول عن إعلان النتائج للحضور ) .
- أما نتائج السباقات فكانت كالأتي :
- 100 م اشترك فيه : سامي بطرس و أنور سمحيري و فتح الله نصوري و يوسف ابراني و علي أحمد عبد الله . وفاز بالسباق فتح الله نصوري .
- 200 م اشترك فيه : سامي بطرس و فتح الله نصوري و أنور سمحيري و أنطوان شكوري و فارتانور أدونجيان . فاز بالسباق فتح الله نصوري .
- 400 م اشترك فيه : يوسف اسحق و محمد مصطفى و جاسم العوادي و كيفوك و عبد الله و نيسان . وفاز محمد مصطفى .
- 800 م اشترك فيه : كمال حكيم و أفيديس كرمانيان و أرنست سكويرا و عبد الرحمن حسن و حسقيل لاوي و فادي سعيد و عمانوئيل ألبا و محمد تقي . وفاز أرنست سكويرا .
- 110 حواجز اشترك فيه : محمد مصطفى و نيشان سركيسيان و نجيب ناصر و أغوان هوسبيان . وفاز نجيب ناصر .
- 1500 م اشترك فيه : ألبرت محلب و فاهي و أرام و سركيس و سيروب و فادي سعيد و عبد الرحمن حسن . وفاز عبد الرحمن حسن .
- القفز العريض اشترك فيه : عمانوئيل عشو و جوشو استرانيك و جول عبد اللطيف و يوسف اسحق و يعقوب بني و البرت محلب . وفاز يعقوب بني .
- رمي الثقل اشترك فيه : مهران أصلان و يوسف و هاكوب و فليب و فكتور و عدنان السنوي و موريس وفاز مهران أصلان .
- رمي الجريد ( رمي الرمح ) اشترك فيه : مهران أصلان و عبد العزيز و عبد الجليل و فيليب و فكتور و عبد الله و كيفوك . وفاز مهران أصلان .
- الخطوتين وقفزة ( الوثبة الثلاثية ) اشترك فيها : حسن مبارك و صاموئيل و فؤاد و جوشير و صادق وفاز حسن مبارك .
- واختتم الاحتفال بسباق الترادف ( البريد ) .
( بعيداً عن الفعاليات و النتائج لابد لنا من التوقف عند التنظيم الرائع لإدارة المهرجان وتقسيم المهام والواجبات وتسمية المسؤولين عن كل مهمة ، وعن التنسيق العالي بين إدارة المدرسة والجهات الرياضية في وزارة المعارف الذي برز من خلال تواجد قادة الرياضة والكشافة في المهرجان وتوظيف خبراتهم التي حصلوا عليها من دراستهم خارج العراق فضلاً عن التي اكتسبوها من تنظيمهم للمهرجانات الرياضية والكشفية على مدار سنوات عديدة لأجل نجاحه دون أن نغفل احتمال وجود خبرات في إدارة وتنظيم المهرجانات الرياضية لدى مدرسي المدرسة وهم من الأجانب . كل هذا يؤكد أننا نمتلك خزيناً ثراً من الخبرات التي لم يلتفت لها أحد ولم تستثمر للبناء عليها وتطويرها ورفدها بالجديد أسوة بالعالم ) .