عملية مدينة المسارح والفنون (كروكوس ) في موسكو، تداعياتها
بقلم أ.د هاني الياس خضر الحديثي
استاذ السياسة الخارجية والعلاقات الدولية
عضو المنتدى العراقي للنخب والكفاءات – لجنة العلم السياسية
عملية الاعتداء الاجنبي التي اقدمت عليها منظومة ارهابية في مجمع كوركوس بموسكو ونسبت نفسها الى منظمة داعش في محاولة لإخفاء الفاعل الفعلي والتي وضعت عملياتياً نظام زيلنسكي ومن يدعمه من قوى دولية تحت طائلة الاتهام من قبل روسيا الاتحادية لن تمر دون عقاب شامل وحاسم.
بيان منسوب لتنظيم خراسان الارهابي لن يمر بسهولة على قيادة روسيا الاتحادية وهم الخبراء المتمرسون في العمل الاستخباري وحيله ،روسيا ليست العراق ، وبوتين ليس كغيره كي يمر هذا العمل الارهابي الخطير على الروس كما تم تمرير بيان داعش المزيف حين تم استهداف مرقدي الاماميين العسكريين في سامراء بعد الاحتلال الامريكي وتم نسب العمل لداعش في حين كان العمل مدبرا بإحكام من قبل مخابرات معروفة تم كشف اوراقها لاحقا بقصد تفجير الفتنة الطائفية في العراق لمقاصد متعددة صارت معروفة بعد تكرار حوادث الاجرام ونسبها لتلك المنظمة الارهابية لتشتيت الانتباه .
التفجيرات في المجمع المسرحي الروسي كوكركوس في قلب موسكو لا تقل خطورته على روسيا عن تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر 2001 بالنسبة للولايات المتحدة ، وكما ان احداث تفجير برجي التجارة العالمي في نيويورك ادت الى توظيفه من قبل الادارة الامريكية لاحتلال افغانستان والعراق ،فان التفجيرات في المجمع الفني والمسرحي الروسي (كروكرس ) سيكون له تداعياته الخطيرة على مجمل الوضع في حرب قوى الناتو مع روسيا على الاراضي الاوكرانية وكذلك في اوروبا وتأثيراتها دوليا .
في ضوء ذلك نعتقد ان رد الفعل الروسي لابد ان يكون كاسحا وهنا علينا ان نتذكر الفعل الروسي اتجاه جمهورية الشيشان الروسية حين تولى الشيشانيون المتطرفون القيام بعملية ارهابية اتجاه روسيا في مسارح موسكو ايضا .
خطاب الرئيس بوتين أمس واضح في تحميل اوكرانيا وحلفائها المسؤولية حيث التحذير مما سيحدث وهو امر متوقع جدا ، وكذلك خطاب ميدفيديف نائب رئيس مجلس الامن القومي الروسي والذي اكد ان العقاب بالموت سيطال ليس المنفذين حسب ، انما من مولهم ودربهم وساعدهم وهيأ لهم المساحة ودفعهم للقيام بهذه الجريمة الارهابية .بعبارة اخرى فان زيلنسكي ونظامه ومن خلفه جميعهم سينالهم العقاب الروسي كل منهم حسب مساحة الفعل الصادرة عنه وحسب تقديرات دقيقة لدولة عظمى كروسيا ، ولذلك فان على زيلنسكي وادارته ان يتهيؤوا لما هو ساحق بحقهم وبعد ان تطاولوا على الدب الروسي بتشجيع ودعم من قوى في الناتو .
ان هذا الفعل الارهابي منحة غبية من زيلنسكي وادارة جوبايدن للزعيم بوتين كي يحسم الحرب في اوكرانيا ويضع اوروبا خاصة في الوضع الذي تستحقه بعد ان ربطت عجلاتها بالقاطرة الامريكية في اوكرانيا.
السيناريوهات عديدة ولكن أخطرها ما نتوقعه من انتقام روسي يعيد لروسيا كرامتها القومية المجروحة .
روسيا ليست مستعدة لتحمل موقف اخر سينتج في حالة التغاضي عما حدث في موسكو لذلك فان رد الفعل سيكون متوقعا جدا وحاسما تحدد القيادة الروسية صفحاته وتوقيتاته واماكنه ومار علينا الا الانتظار .