تصريحات مثيرة وصريحة لوزير خارجية إيران في بغداد

بقلم أ.د هاني الياس خضر الحديثي
استاذ السياسة الخارجية والعلاقات الدولية
عضو المنتدى العراقي للنخب والكفاءات – لجنة العلم السياسية
وزير خارجية إيران بالإنابة (علي باقري كني) نطق حقيقة الخلاف مع الولايات المتحدة في المنطقة خلال مؤتمر صحافي مشترك في بغداد مع مستشار الامن الوطني قاسم الاعرجي.
انه ليس خلافا عقائديا انما خلاف على مناطق تقاسم النفوذ (ان خلافنا مع الولايات المتحدة انما بسبب عدم اعطائنا حصتنا التي نريدها في المنطقة) وأضاف (نحن لم نقبل بذلك ونسعى للحصول على حصّتنا في المنطقة).
إن هذا التصريح الواضح والجريء جدا يعزز الرأي بأن أيران تستخدم أذرعها ومواليها في المنطقة وقودا لأحلامها الامبراطورية. وإن السماح لها من قبل الامريكان بأخذ حصتها سينهي هذه الخلافات.
لقد نسقت إيران مع ادارة جورج دبليو بوش لغزو واحتلال العراق وهو الغزو الذي عبر عنه رفسنجاني في حينه قبل الاحتلال بانه فرصة أيران التاريخية.
وبعد الاحتلال نسقت جميع رموزها مع بريمر لصياغة الدستور العراقي المعد سلفا، وتسليمهم السلطة في العراق وفق تصريحات رامسفيلد وبريمر الموثقة.
وحين اشتدت المقاومة الوطنية العراقية فأنها نسقت مع بوش الابن وقوات الاحتلال لإجهاضها عبر ادخال تنظيمات القاعدة الارهابية ثم داعش للعراق وبتنسيق تام مع نظام بشار الاسد لإيجاد الذريعة للقضاء على وتدمير مدن المقاومة الوطنية المعروفة تحت ذريعة محاربة داعش الارهابي ، وهنا ينظر لمذكرات بثينة شعبان مستشارة بشار الاسد سابقا وتصريحات عبدالقادر العبيدي وزير الدفاع الاسبق، حيث الدور الذي لعبه قاسم سليماني في ذلك التعاون الوثيق بين الحكومتين العراقية عهد المالكي والسورية وبتنسيق مباشر مع الادارة الامريكية .
وهكذا الحال في اليمن وسوريا وفق جميع الوثائق.
ان الزعم بالصراع العقائدي بين إيران والولايات المتحدة تدحضه المعطيات على ارض الواقع حيث التنسيق لفرض واقع النزوح والتهجير وتدمير المدن واستلاب ثروات العراق ووضعها في خدمة مشروع إيران في عموم الاقليم العربي والمترافق مع تدمير قدرات العراق الاقتصادية الصناعية والزراعية ليكون العراق المساحة الاكبر لاستيراد المنتج الايراني وهذا ايضا ذكرته العديد من المصادر من داخل العراق وبينهم وزراء واعضاء مجلس نواب ورموز من العملية السياسية.
في ضوء ما تقدم ،فان زيارة وزير الخارجية الايراني بالإنابة لكل من دمشق ولبنان وبغداد واربيل التي سبق ان تعرضت لهجمات صاروخية ومسيرات من قبل ايران واذرعها في محيط اربيل تحت ذريعة كاذبة بوجود مقرات للموساد أو ايواء قوى ايرانية معارضة ، تأتي وفق هذا الجهد بعد ان اقتربت فرصة حسم معركة غزة وما سببته ايران عبر دعمها المحسوب لصالح تمدد نفوذها لحماس من تدمير غزة تدميرا شاملا والتضحية بعشرات الالاف من الشهداء من ابنائها تماما وفق ما حصل في معركة حزب الله مع اسرائيل عام 2006 م ليتم وضع خارطة جديدة ستمهد الطريق لتطبيق صفقة القرن مع اسرائيل .
نعم بفضل إيران تم انهاء الدور العربي لفلسطين عبر تحجيم منظمة التحرير الفلسطينية وتحقيق الانقسام الوطني الفلسطيني وتدمير غزة بالكامل أثر هجوم حماس وهي الحليفة لإيران عقائديا وفق تصريحات اسماعيل هنية بذات الطريقة التي تم فيها تدمير العراق وسوريا واليمن لتصبح الساحة مؤهلة لتحقيق تقاسم النفوذ بين اسرائيل وايران وهو الذي شكل الاساس لفتح باب التطبيع للدول العربية مع اسرائيل تحت مخاطر البعبع الايراني وبدفع اسرائيلي -امريكي.
حينها ستجد الشعوب العربية أو القوى الحليفة منها لإيران انها قد راهنت على حصان طروادة وأنها بذلك أفقدت الامة العربية دورها ووجودها الى مديات بعيدة الامد.
كي لا يصدع رؤوسنا الولائيين بمعاداة الامريكان ونهجهم ، انه تنافس الحلفاء على مناطق النفوذ ايها السادة