وباء كورونا والدولة المميزة
وباء كورونا والدولة المميزة
المستشار سعيد النعمان
عضو اللجنة القانونية
المنتدى العراقي للنخب والكفاءات
اللافت للانتباه ان دولا ليست بالعظمى من حيث الموارد المالية والامكانيات الصحية والقدرات البشرية والتفوق العلمي والتقني حيث وصفت بالدول النامية الا ان البعض منها اثبت انها دولا تملك الثقة والايمان والمعرفة والعلم والتعايش مع الظروف الخطيرة والامتحانات الصعبة والمواقف المفروضة بنوع من التميز والنموذج الذي يحتذى به .
ومن بين هذه الدول ( المملكة الاردنية الهاشمية ) التي اثبت قادتها ملكا وحكومة وشعبا انهم المؤهلين والنشامى للدفاع المستميت لدرأ خطر وباء كورونا في داخل المملكة وخارجها وعن المقيمين العرب والاجانب على حدا سواء .
فعندما فرض على المملكة واجب الدفاع والدخول في معركة لكبح جماح كورونا وقبل ان يشكل خطرا محدقا لها بادرت ومع اول ساعات تفشي الوباء وانتقاله بأعداد قليلة في المملكة بالإيعاز الى فصائل خط الدفاع الاول بالتصدي لهذا الوباء وقهره فدخل الجميع في سباق المارثون وبيقين ثابت وثقة عالية بانهم سيحصدون نتائج مبهرة ومميزة لقد باشرت الحكومة في اتخاذ اجراءات مبكرة وسريعة على غلق منافذها الحدودية واخضاع الالا ف للفحص وعزل المصابين منهم في اماكن مخصصة توافرت فيها كل مستلزمات الوقاية والعلاج .
ثم اتخذت التدابير الوقائية بإصدار توجيهات وتعليمات اعلامية مركزية على مدار الساعة من بينها ارتداء الكمامات والتقيد بالتباعد الجسدي واستخدام تطبيق امان للتنبيه في حال مخالطة مصابين وتطبيق حضر التجول وفرضت غرامات مالية واخرى سالبة للحرية ضد المخالفين بموجب قوانين الطوارئ والسماح للجيش بفرض حضر حازم وشامل للتجول وغلق المدارس والجامعات ومراكز التسوق واماكن التجمعات . وتعاملت الحكومة بكل صدق وأمانة وشفافية مع الجميع على حدا سواء حاكما ومحكوما . فكانت النتائج إيجابية ومذهلة من حيث تراجع عدد الاصابات والوفيات التي لا تشكل رقما يذكر ومن بين التدابير العلاجية تخصيص مستشفيات للمصابين وتحديد مستوى العناية بهم على مدار الساعة من قبل الاطباء والممرضين كما فرض على العائدين الى المملكة قضاء اسبوعين في الحجر الصحي في فنادق مخصصة وبأسعار مخفضة ورمزية وتخصيص اماكن مجانية للبعض منهم .
هذه الاجراءات السريعة والمتكاملة والتزام المواطنين بالبقاء في منازلهم هي التي ساهمت مع الحكومة في تحدي الوباء واجباره على التراجع . وان السرعة والدقة والتدرج المريح في عمليات الوقاية والعلاج وتوفيرالمستلزمات الصحية وتشديد الرقابة هي التي وفرت طوق النجاة . وان لا نبخس عطاء الحكومة في توزيع ربطات الخبز بين فترة واخرى اثناء ساعات الحضر وتسديد مبلغ 500 مليون دينار للقطاع الخاص لإنعاشه وتخفيض اسعار المستلزمات الصحية ومراقبة الاسعار للمواد الغذائية الضرورية . وعندما تأكدت الحكومة ان الوباء تراجع وهزم اقدمت على تقليص ساعات الحظر والعودة الى الحياة الطبيعية التي بدأت في عموم المملكة ثم حركت اسطول السياحة الداخلية والعلاجية وبدأت في استقطاب الراغبين بالعلاج من المواطنين العرب . كما ان بعضا من الدول المجاورة والمتقدمة طلبت من المملكة العون والمساعدة .
واخيرا فان المملكة قدمت دروسا للقوى العظمى في مكافحة هذا الوباء التي لا تزال تعيش في فوضى عارمة لكبح جماح هذا الوباء فارتفاع الاصابات والوفيات مستمرا ولم يتراجع على الرغم من الامكانيات المالية والقدرات العلمية والصحية التي تتمتع بها هذه القوى التي خسرت كل شيء وقد تطلب المساعدة والعون من الدول التي عاشت معركة الوباء وانتصرت عليه بتميز واقتدار وفي المقدمة منها دولة المملكة الاردنية الهاشمية .