كورونا الإعلام وشبكات التواصل
كورونا الإعلام وشبكات التواصل
المستشار سعيد النعمان
عضو اللجنة القانونية ، المنتدى العراقي للنخب والكفاءات
من المؤكد ان الجميع يتابع القنوات الفضائية العالمية والمحلية على مدار الساعة في تغطيتها لوباء كورونا المستجد ويلاحظ السرعة في نقل الإحصائيات والمعلومات الدقيقة وباستمرارية لم تشهده هذه الفضائيات من قبل من حيث التناغم والتوافق والتعاون التام والانسجام في تسليط الضوء على هذا الوباء المتوحش الذي يعبث في ارواح الناس .
لقد وحد هذا الوباء الدول في نشر طرق الوقاية وبكثافة وتبادل الخبرات وتقديم العون والمساعدة فيما بينها فسجلت حضوراً مميزاً نال الاعجاب . ومما يؤسف له بقاء الحروب والنزاعات بين عدداً من الدول العربية والاسلامية على الرغم من المناشدات والدعوات من المجتمع الدولي بإيقافها مؤقتاً في الاقل.
فليس من المعقول استمرارها تزامنا مع تصاعد اعداد الاصابات والوفيات نتيجة هذا الوباء الخطير الذي يحصد الالاف من الارواح .ان غياب صدور قرارا ملزما من مجلس الامن بوقف اطلاق النار فورا وتنفيذه بالقوة بحق الطرف الذي يرفض بات امرا مهما ومساعدا لتنصرف الدول المتحاربة وميلشياتها المسلحة مهما كانت هويتها للتفرغ مجتمعة لمحاربة هذا الوباء. لقد سجل المجتمع الدولي وبكل هيئاته ومنظماته الدولية والاقليمية صفحات وقائية نادرة وحازمة في تطبيق الاجراءات وطرق الوقاية والية التنسيق فيما بينها .
كما نجحت القنوات الفضائية غير الحكومية وشبكات التواصل الاجتماعي في اداء دورها الرائع والمميز في نشر التوعية الصحية وتقوية الروح المعنوية و التفاؤل لشعوب العالم مكملة بذلك الاعلام الرسمي ومتوافقة معه في هذا الظرف الصعب .
ويبقى الامر بالنسبة لشبكات التواصل الاجتماعي فهي بحاجة إلى تدقيق الرسائل والفيديوهات وتنقيتها والتحقق منها قبل نشرها وتعميمها .
لقد اصبح البعض منا في وضع يتقبل كل ما يصله من الاخر وليس له وقتا للتدقيق والفرز للكم الهائل المتداخل الذي يصل اليه فيتداول في معظم ما يصل اليه فتحصل الفوضى ويصعب الفرز . ان ايصال مستجدات هذا الوباء بشكل سليم وبأمانه وصدق والتعامل مع الارقام بنسق واحد ومتحد مع المصادر الرسمية امرا وجوبيا وفي غاية الاهمية . وان تكون للعلماء والباحثين وقفة جادة ومميزة في البحث والتقصي للوصول الى صناعة الدواء الشافي لهذا الوباء ولنعمل جميعا على تخطي هذه الظروف القاسية وان تكون تعليمات الدولة ملزمة ومطاعة وان نتسابق في تنفيذها بهمة عالية واقتدار كي نخرج من هذه الاوضاع المأساوية سالمين.
كما يتوجب على مواقع التواصل الاجتماعي افرادا ومجاميع الاستمرار بتداول الآيات القرآنية الكريمة والاحاديث النبوية الشريفة والادعية والاستغفار وبكثافة وبقلوب خاشعة. وعلى القنوات الفضائية بث الافلام والبرامج المريحة والممتعة للجمهور والتي تمنح الشعور بالاطمئنان والسكينة والامل و العزيمة لديهم .
لقد قبل العالم المنازلة المفروضة عليه والتي لا مفر منها مع هذا الوباء الذي سيهزم بوحدة العالم والمجتمع الدولي عاجلا ام اجلا بأذنه تعالى .
وليكن شعارنا ( الفرد للجميع والجميع للفرد )