السلطة والرهان الخاسر
السلطة والرهان الخاسر
المستشار سعيد النعمان
عضو اللجنة القانونية ، المنتدى العراقي للنخب والكفاءات
المتابع للأحداث ومنذ اندلاع الانتفاضة ان السلطة الحاكمة راهنت وتراهن على ان النزال مع شباب الانتفاضة سينتهي بفوزها بعد ان تطول المنازلة وعلى الوقت الذي تجاوز الشهرين وهي تعلم ان الاعتماد على هذا الرهان خائب وفاشل ولا يجدي لها نفعا طال ام قصر ولكن لا ندري لماذا تراهن ولا تتعظ .
وتعتقد السلطة الهجينة الخماسية المؤلفة من حكومة عميلة فاشلة وبرلمان مزور ومليشيات للقتل والخطف وعصابات مسلحة واحزابا فاسدة وطبولا اعلامية مرتزقة لتحسين صورتها انها باقية . وان صياغتها للقوانين واعادة النظر في بعضا من مواد الدستور قد يقنع شباب الانتفاضة ومن ثم يغادرون ساحاتها ومواقع التحدي والصمود فيها وفي غيرها .
وهذه السلطة ليس لها مثيل في كل دول العالم على الاطلاق وكأنها تعيش في كوكب اخر بعيدا عن المحاسبة والقصاص الذي هو قادم لامحالة على ارض العراق الثائر المنتفض ومن ثم ينالون جزاء ما اقترفوا من جرائم . وهذه السلطة تهدف الى اطالة البقاء لتستمر في النهب وافراغ خزينة الدولة على الرغم من انها متخمة بالمال الحرام والرفاهية ومنذ الاحتلال وبالتقاسم مع الثنائي امريكا وايران .
وهذه السلطة اجتهدت وتفقهت في عالم الاجرام وواصلة القتل والخطف والتعذيب لشباب الانتفاضة ظنا منها ان ذلك سيوقف صلابة وتماسك صمودها وتحديها مهما قدمت من تضحيات فتبين للسلطة ثبوت الوهم والخسران المبين الذي ينتظرها .
وهذه السلطة مهما عرضت على الانتفاضة من قوانين والتي هي اكثر ظلما وجورا من التي سبقتها او تجري تعديلا لبعضا من مواد الدستور وتغيرا في الوجوه الكالحة التي مسحت هوية العراق العربية بأقوالها وافعالها فلن يجدي نفعا . وهذه السلطة مهما حاولت اقناع الانتفاضة بوعود وعهود فان الانتفاضة لا تثق بها لا ايمانها بانها وعود مسمومة ومبطنة وان قرارها اتخذ منذ اندلاعها وحسمت موقفها بالتغير الجذري الشامل للسلطة شخوصا وقوانين مهما طالت المنازلة .
وهذه السلطة تراهن على بقائها بدعم وتايد مطلق من ايران وتواطئ أمريكا وبالتالي فهي ملزمة بتنفيذ اوامرها حرفيا دون إبداء راي او مشورة تطبيقا للقاعدة الفقهية التابع يأخذ حكم المتبوع .
وهذه السلطة جاهلة وغبية لا نها لم تقرا جيدا تراث العراقيين وتاريخهم المجيد الناضب بالحياة وارادة التغير والعزيمة متى ارادوا وانتفضوا ضد الفساد والفاسدين وهاهم قد فعلوها .
وهذه السلطة وعلى الرغم من التأييد الذي حصلت عليه من مجلس الامن الغاشم والامم المتحدة الفاشلة والمجتمع الدولي الغائب ومنظماته اللاإنسانية ومنذ الاحتلال الا انها بقيت تكابر وتتحدى شعبها باستخدام سياسة الفقر والتجويع والاجتثاث لكل ما هو وطني ومخلص وغيور .
وهذه السلطة حتى لو صنعت دستورا ملائكيا وقوانين مثالية للبقاء والعبور الى الضفة الثانية فهي واهمة ورهانها خاسر لان المنتفضين على دراية تامة وأكيدة ان اول من يخرقها ويتجاوز عليها هي السلطة وذيولها .
وهذه السلطة راحلة شاءت ام ابت وان الرهان على بقائها وهما وخيالا في عقول اتباعها المنتفعين من فتات الغنائم والسحت الحرام . وهذه وهذه وهذه. وهناك الكثير آلا اننا نكتفي بهذا القدر.