الرقم الأسود وعلاقته بجرائم النساء الخفي
الرقم الأسود وعلاقته بجرائم النساء الخفي
- أ.د. براء منذر كمال ، رئيس اللجنة القانونية في المنتدى العراقي للنخب والكفاءات
- د. نورس رشيد طه
يمثل الرقم الاسود الفارق ما بين الجرائم المسجلة وغير المسجلة و غير المعلومة إذا انه بسبب الاخفاء المتعمد تزداد نسبة الرقم الأسود , نظراً لزيادة الجرائم المخفية التي قام مرتكبيها بإخفائها عن علم الجهات المختصة بكشف الجرائم وضبط مرتكبيها .
تعمل المرآة سواء كانت جانية أو مجني عليها جاهدة على إخفاء الجرائم المرتكبة من قبلها , وذلك يعود لأحد سببين , السبب الأول هو لتعلق الجريمة بها كما هو الحال في جريمة الاجهاض و الجرائم المخالفة للآداب العامة كالاغتصاب واللواط وهتك العرض , أما السبب الأخر فيتعلق بارتكابها للجريمة بحق غيرها كجريمة قتل الاطفال حديثي الولادة أو جريمة القتل أو النصب والاحتيال أو السرقة وغيرها من الجرائم التي تتساوى فيها النساء مع الرجال من حيث التخطيط والتنفيذ .
وفي حالات أخرى تضطر المرأة على إخفاء الجرائم الواقعة عليها خوفاً من الجاني نظراً لتعرضها للتهديد من قبله كما هو الحال في الجرائم غير الأخلاقية , وهذا بدوره يرفع من منسوب الرقم الأسود نظراً لزيادة الجرائم المخفية التي لم يتصل علم الجهات التحقيقية بها .
وقد يكون السبب وراء ارتفاع عدد الجرائم الخفية التي تشكل رقماً أسوداً هو الجهات المختصة بكشف واثبات الجرائم , نتيجة للتوسط لديها من الجاني مباشرة أو من الوسيط , مقابل فائدة يتم الاتفاق عليها عاجلاً أو أجلاً , فتقوم تلك الجهات المعنية بغلق الدعوى أو اتلاف الأدلة المتعلقة فيها . مما يؤثر ذلك على مصداقية المعلومات المقدمة بشأن الجرائم المرتكبة في مكان ما أو خلال فترة زمنية معينة, ومن شأنه تعطيل حركة المشرع في سبيل فرض السياسة الجنائية الخاصة بمكافحة الجريمة ووسائل الحد منها.
يرتبط الرقم الاسود بإجرام النساء الخفي برابطة طردية وثيقة الصلة , لا سيما في المجتمعات الشرقية التي يكثر فيها القتل لغسل العار , أو بقصد أخذ الثأر , ما يدفع النساء في أغلب الاحيان إلى اخفاء جرائمهن وهذا بدوره يزيد من مفعول الرقم الأسود , ويصعب من مهمة الجهات المختصة في كشف الجرائم من جهة , و مهمة الجهات المختصة برسم السياسية الجنائية الخاصة بمكافحة الجريمة , ووصع الوسائل الكفيلة بالحد منها , ما يؤثر ذلك سلباً على أمن و أستقرار المجتمع ويؤدي إلى اشاعة الفوضى فيه .
ترتكب النساء نوعين من الجرائم وهي :-
أولاً : الجرائم العامة :- والتي تتساوى فيها النساء مع الرجال وبغض النظر عن الاسلوب المتبع في ارتكابها , كجريمة القتل , فقد يستخدم الرجال أساليب العنف في ارتكابها , إلا أن المرآة قد ترتكب أسلوباً أخر يتلاءم مع بنيتها الجسمانية وتكوينها العضوي كارتكاب جريمة القتل بالسم .
ثانياً :- الجرائم الخاصة : والتي ترتكب من قبل النساء حصراً , بقدر تعلقها بالتكوين العضوي للمرآة , كجريمة الإجهاض , أو بحسب الدور الذي تقوم به المرآة وبصفتها مربية للأطفال كجريمة قتل الأولاد حديثي الولادة , أو بحسب التكوين النفسي للمرآة وما تحمله من مشاعر رقيقة ومشاعر جياشة من العطف والحنان ما يجعلها مهيئة , للعمل كممرضة أو معينة للمرضى وكبار السن , فتقوم بارتكاب جرائم الاستغلال أو الاحتيال أو السرقة أو القتل أو الضرب بحق هذه الفئة , مستغلة لضعفهم متخفية وراء تلك المشاعر لتنفيذ جرائمها البشعة , متسترة تحت ظل تلك الاحاسيس لا سيما أن غابت الرقابة عنها من ذوي المريض أو من الجهات المختصة برعاية المرضى وكبار السن .
تعتبر الجرائم التي ترتكبها النساء من النوع الخاص حتى و أن ارتكبتها المرأة بالاشتراك مع غيرها أو بمساعدته كما هو الحال في جريمة الاجهاض التي ترتكبها المرآة بمساعدة الطبيب أو الصيدلاني أو القابلة المأذونة أو مساعد الطبيب أو غيرهم ممن لديهم خبرة في مجال الطب
يعد الإجرام الخفي من أخطر الوسائل غير المشروعة الذي تمتهنه المرأة المجرمة , فالمرآة من حيث التخطيط والتنفيذ للجريمة تتساوى مع الرجل , إلا أنها من حيث الإخفاء فإنها تتفوق على الرجل وبفارق كبير , وذلك يرجع لعدة أسباب لعل من أهمها درجة المكر والخداع التي تتصف بهما المرآة , فضلاً عن استخدامها أنوثتها كأداة لإغراء الضحية وايقاعه في دائرة الاعتداء , بالإضافة لإبداعها في أتقان دور التمثيل بأنها مربية صالحة أو فتاة مهذبة أو زوجة صالحة مستترة بذلك لتنفيذ مخططاتها الإجرامية .