الانتفاضة وجرائم الاغتيال
الانتفاضة وجرائم الاغتيال
المستشار سعيد النعمان ، عضو اللجنة القانونية
المنتدى العراقي للنخب والكفاءات
يلاحظ القارئ الكريم انه قبل الانتفاضة شهد العراق الكثير من جرائم الاغتيال والتفجير بالسيارات المفخخة وزرع العبوات الناسفة وبأشكال مختلفة حتى بات المواطن لا يستطيع التجوال الا للضرورة والحاجة الماسة ثم تحسن الوضع الامني وتناقصت هذه الجرائم حتى كادت ان تنتهي وتختفي .
الا انه سرعان ما ظهرت جرائم الاغتيالات الفردية ولأسباب طائفية وانتقامية ومصلحية في غياب الدولة التي انتهجت اساليب النهب والسرقة لموارد العراق وثرواته فشاع الفساد ووصل الحال بشعب العراق الى العوز والفقر والجوع والبطالة وتدني الحالة المعاشية نتيجة سياسات الحكومات واحزابها وتنظيماتها المسلحة التي تتنعم في خيرات العراق .
وفي ضوء هذه الحالة المزرية وتفاقمها اندلعت تظاهرات في عدد من المحافظات المحسوبة على اطياف معينة استطاعت الحكومة إجهاضها ومن ثم اخمادها بدوافع معروفة للقاصي والداني . وعندما انعدم الامل في اصلاح الدولة العراقية وحكومتها الفاسدة والفاشلة واصرت على تجويع العراق وشعبه الحر فانتفض الشباب عفويا ونقيا وصافيا بعيدا عن التحزب والمذهبية والمناطقية ليعلن انها ساعة الخلاص من الحكم الجائر والظالم والفساد حكومة وبرلمانا ورئاسة واحزابا وافدة وعميلة .
وعندما تخطت الانتفاضة المطبات والحواجز التي راهنت عليها السلطة واتسعت وتجذرت واقتربت من النصر الناجز امرت عصاباتها وميلشياتها المسلحة بتنفيذ عمليات ارهابية واغتياليه وخطف للناشطين والبارزين من المنتفضين والمساندين والمؤيدين لها لعلها تخيفهم وتستدرجهم الى المقابلة بالمثل على الرغم من ان الدفاع عن النفس حقا مشروعا .
ومع ذلك لابد ان تتخذ الانتفاضة الحيطة والحذر والمراوغة باعتماد اساليب التمويه والتخفي عند الذهاب والاياب الى مواقع التظاهر بصورة جماعية واختيار الأوقات المناسبة بغية عدم تعرض شبابها لجرائم الاغتيال والخطف المنظم .
ان اعلام السلطة المؤيد للدولة العميقة والمشوهة الذي يروج للأخبار الكاذبة والمسمومة عبر قنواتها القضائية المغرضة ووسائل اعلامها سوف تندم ولن تنجح في تشويه سمعة الانتفاضة وانحرافها عن شعار السلمية التي خطته بدماء الشهداء ومهما كان السبب .
لذا يتوجب على مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات المساندة للانتفاضة نشر وتبادل المعلومات للرصد والتعرف على مجرمي الاغتيالات التي ترتكب من قبل العصابات المسلحة التابعة للسلطة واحزابها العميلة وتغطيتها بمصداقية عالية والتوقف عن نشر ما يضر بالانتفاضة وترك التواصل والتجاذب بين الفيديوهات والرسائل المتبادلة بين المواقع الإلكترونية مهما كانت الدوافع بل للنشر والتأكيد على السلمية والهوية العراقية وتبادل الرؤى وتعميق روح التحدي والصمود والعزيمة لدى الثوار.
ومهما تمادت السلطة في غيها واستخدمت العصابات المسلحة لكسر شوكة الانتفاضة السلمية فهي واهمة وكمن يرسم في الماء وان نصرها الحاسم يقترب بأذنه تعالى .