دراسة الوضع المائي الراهن والمستقبلي لموارد المياه في العراق
رمضـان حمـزة
عضو لجنة الزراعة والري ، المنتدى العراقي للنخب والكفاءات
دراسة الوضع المائي الراهن والمستقبلي لموارد المياه وهندسة إدارة الطلب عليها لتحقيق التوازن ما بين العرض والطلب ولإستدامة البيئة وحمايتها من التلوث.
في الوقت الذي يجب أن لا نكفُ عن المطالبة بحقوق العراق المائية من دولتي التشارك المائي كلُ من تركيا وإيران.. لابد أن من الإجابة على السؤال التالي: لماذا أصبح الخزين الاستراتيجي للعراق من المياه لغاية اليوم ( 4 / 8 /2023) بحدود ال ( 8.5 ثمانية ونصف مليار متر مكعب)..؟. وهذه الإشارة في الحقيقة هي مهمة ليتم مراجعة السياسات المائية التقليدية التي تنتهجها الحكومة ، و بهدف وضع استراتيجية متكاملة لترشيد المياه وضمان “”أمن الماء والأمن في العراق”” ، يتطلب علينا نحن أهل الخبرة والاختصاص التركيز على أهمية الحفاظ على الموارد المائية المتاحة أولاً كعنصر أساسي لتحقيق أمن الماء ( جودة أو نوعية الماء) والأمن المائي (كمية المياه) على المستوى الوطني، وأن تتسم الخطة بالتكامل بين الخطط التنموية الوطنية الأخرى بهدف تحقيق الاستدامة كون توفير المياه هي الركيزة الأساسية لضمان الأمن الغذائي. ولوضع الاستراتيجيات الواقعية لمستقبل مواردنا المائية …اليكم الموقف المائي ليوم 28- تشرين الثاني- 2021 كمثال بسيط لسوء وضعف إدراة مواردنا المائية وسوء إدارة الخزين الاستراتيجي المتاح واستخدامه في العراق وما آل اليه حال العراق اليوم والأخطر والأشد سيكون في قادم الأيام… اننا دائماً نعتمد الأرقام الصحيحة…هذا المخطط مثال بسيط ليوم 28- تشرين الثاني- 2021 والمعطيات هي كالتالي:
- سد الموصل: الوارد من عمود نهر دجلة 143 متر مكعب في الثانية والمطلق الى وسط وجنوب العراق هو 400 متر مكعب في الثانية
- الزاب الأعلى تصريفه 57 م3\ث عند محطة أسكي كلك.. جميع التصريف الى عمود نهر دجلة. واصبح بعد الالتقاء بنهر دجلة تصريف عمود نهر دجلة 462م3\ث عند منطقة الشرقاط.
- وارد نهر الزاب الأسفل الى خزان سد دوكان فقط 9 م3\ث المطلق من سد دوكان 70 م3\ث ومنها 52 م3\ث الى مشروع ري كركوك والباقي المطلق من سدة دبس 13 م3\ث الى نهر دجلة .
- عند مدينة بيجي اصبح تصريف نهر دجلة 456 م3\ث .
- ذهب تصريف قدره 10 م3\ث الى جدول الرصاصي.
- من سدة سامراء يطلق380 م3\ث الى نهر دجلة وكانت قناة (ذراع دجلة – الثرثار ) مغلقة .. وكانت بحيرة الثرثار تستلم تصريف قدره 46.88 م3\ث، ويطلق من البحيرة 400 م3\ث الى ناظم ذراع الثرثار الفرات فكان يحول 160 م3\ث الى نهر دجلة عند ناظم التقسيم.
- عند سدة سامراء كانت تطلق 40 م3\ث الى مشروع الإسحاقي و10 م3\ث الى القناة الإروائية ومنها الى ناظم التقسيم.
- سد العظيم كان يستلم 10م3 \ث ويطلق منها نفس الكمية 210م3\ث .. اي لا خزن في سد العظيم
- تصريف عمود دجلة لدى محطة سراي بغداد 494 م3\ث.
- الوارد الى سد دربنديخان من نهر سيروان هو13 م3\ث الاطلاقات 25 م3\ث ويضاف اليها من الجداول والانهر الموسمية لتصبح 41 م3\ث كتصريف الى خزان سد حمرين يطلق منها 30 م3\ث منها 6 م3\ث الى جدول الخالص و20 م3\ث الى جدول صدر المشترك والمطلق من سدة ديالى 1م3\ث وبالتالي لا تصل مياه نهر سيروان “ديالى ” الى عمود نهر دجلة. اي تصريف صفري.
- مجموع ما يصل من تصاريف نهر دجلة عند تحادد بغداد – الصويرة (واسط) هم 472 متر مكعب في الثانية.
وهنا تتوضح صورة تغليب المصالح الخاصة التي لا يستفيد منها إلا فئة قليلة من المواطنين وفئة أخرى تستولى على الحصص المائية حارج الخطط الزراعية ويزرعون لأنفسهم على المصلحة العامة ومصلحة الأجيال القادمة في بلاد كان بلاد رافدين لا ينضبان واليوم يعاني نقص المياه بسبب تحكم دول “الجور” الجغرافي بحصص العراق المائية وسوء وضعف إدارة المتاح والمتوفر لأسباب عديدة ..نأمل سرعة مراجعة هذه السياسات وتبنى آليات لتغيير النمط الاستهلاكي من خلال زيادة نشر الوعي وتطبيق الأنظمة للحد من الهدر المائي والعمل بنظام المحفرات للمزارعين وحتى لربات البيوت عند استخدام طرق الترشيد للمياه وفي القطاعات المختلفة.