الدراسة الاستراتيجية لموارد المياه والأراضي في العراق … صنم مرعب؟
المهندس الاستشاري علي حسين حاجم
عضو لجنة الزراعة والري
المنتدى العراقي للنخب والكفاءات
منذ عشرة سنوات والعراقيين مجبرون على عبادة صنم (تعبير مجازي) عنوانه {{الدراسة الاستراتيجية لموارد المياه والأراضي في العراق}}.
دراسة اعتمدت فرضيات غير واقعية كتحقيق وارد مائي (35 مليار م٣/سنويا) وتوفير تخصيصات (4 مليار دولار / سنويا) لتحسين البنى التحتية الخاصة بقطاع المياه..
يدعي مروجيها انها ستطور القطاع الزراعي وتحقيق كثافة زراعية بنسبة % 115 وتحسين البيئة في العراق وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء وتحسين البنى التحتية في مناطق الأهوار وتحويلها إلى جنة عدن وصولا لتحقيق وارد للحكومة منها بحدود السبعة مليارات دولار / سنويا.
تم اقرار هذه الدراسة عام 2014 على أن يتم معايرتها كل خمسة سنوات لتصويب مسارها… وصرف عليها (35 مليون دولار) بموجب عقد مع شركة إيطالية.
الدراسة الجدلية هذه تمكن دعاتها من تغير المفاهيم العراقية المعتمدة في موضوع الجدوى الاقتصادية للمياه…. {{مساحة وحدة المياه في الاهوار ذات جدوى اقتصادية اكثر من نظيرتها الزراعية المعتمدة في الدراسات الانكليزية التي أرست دعائم نظام ري العراق}} .
مضى على عبادة هذا الصنم عشرة سنوات ولم ينطق ولم يتحرك ولم تجر له تحسينات ولا معايرة…. وتبينت آثار الثراء الفاحش على رعاته!!! …. العراقي المتامرك (عراب الدراسة) حصل على وسام أمريكي قدمه له اوباما تثمينا لدورة في تغير فلسفة إدارة المياه في العراق وغرس موضوع جنة عدن فيها التي تسببت في هدر الخزين المائي وتحويل الأراضي الضحلة في الجنوب إلى أكبر مبخرة للمياه العذبة في العالم ( بمعدل 5 مليار م٣ / سنويا) وتمدد التصحر من الجنوب صوب تخوم بغداد.
المخطط الخارجي لهذه الدراسة حرص على حصرها بيد مجموعة بعدد أصابع اليد {هي من تتعاقد عليها وهي من يحاور الجهة الاستشارية الايطالية المزعومة التي تم التعاقد معها (مقرها عمان واغلب كادرها من المتقاعدين) وهي من توفد للتفاوض وهي من يقيم نتائجها}
ذات المجموعة تشرف على سيناريو جديد من خلال التعاقد مع نفس الجهة السابقة (الإيطالية) مع تغير تسميتها لتطوير هذه الدراسة وتلميعها واستمرار اعتمادها لسنوات أخرى جديدة لتحقيق أهداف مخططيها….. وتحجب تفاصيلها عن دوائر المياه البحثية والتخصصية.
الويل لمن لا يتوافق مع هذه المجموعة… يتم نقله على الفور خارج مركز إدارة المياه بتهمة التجسس (ليس للكيان الصهيوني، بل للجهة الراصدة لأهل الصنم).
مجموعة الصنم تعلن بين حين واخر انها تحقق تقدم في مفاوضات المياه مع دول الجوار وتعقد اتفاقات (الرامسار لحماية الأهوار) لكسب ود أذرعها السياسية وتصاوغ بالمياه للمتنفذين من الساسة والمستشيخين وتمرر طلبات المهاويل لتلميع صورتها وتخدع الحكومة رغم أنها تسببت في توسع دائرة الأقطاع المائي المشارك لأدواتها في المحافظات.
[[المحصلة: بعد عشرة سنوات من عبادة الصنم (مجازا) لا جنة عدن ولا وارد مائي ومالي تحقق ولا تصدير لمنتجات زراعية…. المتحقق فقط الجفاف والتصحر والهجرة والتغير الديمغرافي وخراب في قطاع الريف…وثراد رعاة الصنم ومروجي أفكاره…. تملك القصور والشقق وتعزيز الأرصدة في الخارج].
الموضوع خطير جدا… يحتاج إلى صحوة حكومية ودعوة لخبراء الري العراقيين لتفكيك رموز الصنم …. والعمل على ايجاد خطط ودراسات محكمة لتطوير قطاع الريف قبل تفاقم الحال.
والله من وراء القصد