خطوات اعداد الاستراتيجية المائية وعمل الموازين المائية طويلة الأمد
خطوات اعداد الاستراتيجية المائية وعمل الموازين المائية طويلة الأمد
الدكتور المهندس كنعان عبد الجبار أبو كلل _ مهندس استشاري
عضو لجنة الزراعة والري ، المنتدى العراقي للنخب والكفاءات
تشمل عملية اعداد الاستراتيجيات المائية عدة خطوات وهي : –
- وضع الرؤية الاستراتيجية المائية .
- وضع برنامج العمل والإطار الزمني لصياغة الاستراتيجية وخطة العمل .
- تحليل وتقييم الوضع الحالي لقطاع المياه .
- صياغة الاستراتيجية المائية .
- تضمين التغييرات المناخية في استراتيجيات إدارة المياه .
وتحدد الرؤية الاستراتيجية لقطاع المياه الوضع المستقبلي المستهدف للموارد المائية على المستوى الوطني . وتعمل الرؤية على توحيد الهدف المستقبلي المشترك للجهات المعنية وأصحاب المصلحة والعمل معا على تحقيقه . ومن الواجب ان تكون هذه الرؤية في اطار رؤية عامة للدولة للتنمية المستدامة على المستوى الوطني . بل قد يكون من الأفضل ان يتم صياغة تلك الرؤية كمكون من مكونات الرؤية العامة للتنمية على المستوى الوطني .
ان الوقت الذي يستغرقه اعداد استراتيجية إدارة المياه وخطة العمل يختلف من دولة الى أخرى. حسب ظروف كل دولة وحسب الأهداف المطلوب تحقيقها من هذه الاستراتيجية . ولكن في جميع الأحوال يجب ان يكون هناك اطار زمني محدد لوضع الاستراتيجية وخطة العمل وجدول اعمال تفصيلي يحدد كافة الخطوات التي سيتم اتخاذها والوقت المحدد لتحقيقها مع وجود مؤشرات متفق عليها لقياس مدى الالتزام بتحقيق الخطوات المحددة سلفا .
ويجب عند وضع الاستراتيجية اجراء تحليل وتقييم للوضع الحالي لقطاع المياه والذي يهدف الى المساعدة في رسم صورة واضحة للوضع الحالي لقطاع المياه على المستوى الوطني , واستخدام البيانات والمعلومات المتوفرة لتحديد التعديلات المستقبلية اللازمة لصياغة الاستراتيجيات وخطط العمل الوطنية للمياه . وتشمل هذه المرحلة تقييم النظام الاجتماعي والاقتصادي , وتقييم الموارد والاحتياجات المائية , والنظام الإداري والمؤسسي والتشريعي , والجوانب الصحية والبيئية , الى جانب تحديد التحديات والفجوات القائمة في القطاع .
وتهدف مرحلة صياغة الاستراتيجية الى تحديد الأهداف والتوجهات الاستراتيجية الأساسية التي ستعمل على تحقيقها عند التنفيذ . وتعمل التوجهات الاستراتيجية بشكل عام على تعظيم الاستفادة من الفرص المتاحة وتقليل الخسائر من التهديدات المحتملة . ويجب ان تضم الاستراتيجية الى جانب التوجهات الاستراتيجية عددا من المبادرات والبرامج العامة الوطنية التي تستهدف قطاعات بعينها او قضايا بعينها بهدف دعم تلك القطاعات والقضايا ودمجها في الاستراتيجيات وخطط العمل الوطنية .
ويجب اثناء صياغة الاستراتيجية مراعاة التناغم والتنسيق مع الاستراتيجيات القطاعية ذات العلاقة مثل قطاعات الزراعة , الصناعة , الطاقة , ومياه الشرب والصرف الصحي , واستراتيجية التأقلم مع التغيرات المناخية .
عمل الموازين المائية طويلة الأمد :
ان التنبؤ بموارد المياه المستقبلية ضروري وفي المقام الأول لتحقيق الموازنة المائية , ويجب مراعاة العوامل التالية في الاعتبار عند اعداد الموازنة المائية :-
1 – التغيرات المناخية والتغيرات المرتبطة بها مثل الرطوبة , والإشعاع الشمسي للمنطقة , والتغيرات في جريان الأنهار , ومياه التربة .
2 – التأثير البشري , وهي التأثير البشري على موارد المياه وكميتها وديناميكيتها وجودتها , إدارة تكوين موارد المياه ( زيادة او نقصان في هطول الأمطار والجريان السطحي , التغذية الاصطناعية للمياه الجوفية , تسريع ذوبان الجليد …الخ (.
ويتطلب التنبؤ بالطلب على المياه مراعاة العوامل التالية :-
- تحسين تكنولوجيا استخدام المياه من قبل جميع مستخدمي المياه.
- تغيير كمية النتح .
- الطلب على المياه في الأراضي الزراعية وفي مناطق الغابات, فيما يتعلق بإدارة نظام المياه للأراضي الزراعية .
ولعمل الموازنة المائية في المناطق الرئيسية , يتطلب الأخذ بنظر الاعتبار بعض خصائص أنظمة المياه المستقبلية وحالتها التكنولوجية وهي ؛ –
- روابط الأحواض المائية الداخلية .
- مستوى المياه المنظمة في الخزانات .
- بناء نظام موارد مائية متكامل .
- او بناء أنظمة موارد مائية لمناطق منفصلة تسمح بتحويل المياه العكسية .
ولغرض عمل الموازنة المائية في المستقبل , من المستحسن مراعاة الديناميكية السنوية للطلب على المياه , والموارد المائية وحركتها السنوية للموازنة المائية طويلة الأمد , وخصائصها المساحية , والتمييز بين المناطق الهيدرولوجية والاقتصادية والطبيعية .
في جميع انحاء العالم , فأن تطوير (تنمية ) الموازنات المائية لمناطق منفصلة او للدولة بأكملها تكون لمدة 40-50 سنة قادمة يتم اعتبارها عاجلة , وقد ثبت ان الخبرة المتاحة في عمل الموازنات المائية لفترات 5 و 10 و 15 سنة غير كافية .
زادت كثيرا : متطلبات تقدير كمية المياه وحركية موارد المياه المستقبلية , والتنبؤ باستخدام المياه , وتقييم تطوير أنظمة الموارد المائية , وضمان إدارة توزيع المياه وامدادات المياه , واصبح التنبؤ بتأثير أنشطة إدارة الموارد المائية على البيئة والظروف الاجتماعية والاقتصادية محور الاهتمام .
الموارد المائية في الموازين طويلة الأمد Water resources in Long – Term Balance
تتكون المياه المتاحة من الجريان السطحي ونفس العائد من المياه الجوفية . ومن المهم مراعاة الترابط بين المياه السطحية والجوفية . وتؤخذ مياه التربة في نظر الاعتبار عند تقدير الطلب على المياه للزراعة .
التنبؤ بموارد المياه المستقبلية هو الشرط الأول لعمل الموازنات المائية , ويتطلب مراعاة العوامل التالية : –
- التغيرات المناخية والتغيرات الناتجة في الرطوبة والإشعاع الشمسي فوق المناطق , والتغيرات في جريان الأنهار والتربة وموارد المياه الجوفية .
- تأثير الأنسان على موارد المياه وكميتها وحركتها وجودتها .
- إدارة عمليات تكوين الموارد المائية ( زيادة او نقصان هطول الأمطار والجريان السطحي , التغذية الاصطناعية للمياه الجوفية , تسريع ذوبان الثلوج , …الخ ( .
ينطوي التنبؤ بالجريان السطحي على اكثر الصعوبات , حيث يظهر الانتظام الحالي في تقلبات الجريان السطحي لغالبية الأنهار ,ان عملية الجريان السطحي ذات طبيعة احتمالية . لذلك فأن التنبؤ بجريان الأنهار لفترة طويلة من التنمية الإقليمية قد يتم فقط من منظور احتمالي بطبيعة الحال , سيتم تحسن معرفتنا بالانتظام او تغيرات جريان النهر , ولكن افضل ما يمكن فعله هو استبدال المنحنيات غير المشروطة لتوزيع الاحتمالات بمنحنيات شرطية , حيث قد تكون العمليات الجيوفيزيائية الأخرى بمثابة عامل تنبؤ .
ان تأثير الأنسان على الموارد المائية هو المشكلة الملحة التي تواجهها الأنشطة الاقتصادية اليومية التي تؤثر على نظام وكمية ونوعية مياه الأنهار .
يتضمن التنبؤ بموارد المياه المستقبلية ,عنصرين في عملية واحدة , العمليات الطبيعية لتكوين موارد المياه , فمن المستحسن عمل تقديرات احتمالية للتغيرات المناخية لأقل قرن من الزمان , او بشكل اكثر دقة تدقيق الفرضيات المحتملة لارتفاع درجة حرارة المناخ او الاستقرار او البرودة , لم يتوصل العلم المؤقت الى اتجاهات محددة للمناخ لحد الآن .
عند النظر الى العنصر الاقتصادي لموارد المياه المتوقعة يجب ان تؤخذ ادرة تنمية موارد المياه في الاعتبار , بالإضافة الى العوامل المذكورة أعلاه , يتم تداخل أنشطة الإدارة الآن وفي المنظور , قد يلعبون دورا بارزا في مناطق منفصلة . وهي إعادة الشحن الاصطناعي او زيادة هطول الأمطار , والحد من التبخر لأسطح التربة والمياه .
الطلب على المياه في المستقبل :- Water Demand In The Future
ان مختلف فروع الصناعة والزراعة لها طلبات مختلفة على المياه , وتتمثل هذه المطالب بالنسبة لبعضها في سحب المياه من مصادر المياه ونقلها مع مؤشرات جودة معينة الى أماكن الاستخدام وإمكانية التخلص من المياه المستعملة . عادة ما تكون هذه الطلبات على المياه ملموسة ومحددة الى حد ما , فهي مطالب الري والصناعة وامدادات المياه البلدية , على وجه الخصوص .
تعتبر حركات معينة للأنظمة الهيدرولوجية والأنظمة الأخرى للوسط المائي في القنوات والخزانات والبحار المجاورة والخلجان البحرية بدون سحب المياه ضرورية لمستخدمي المياه الأخرين . هذه المطالب ليست دائما محدودة , على سبيل المثال انتاج الطاقة الكهربائية , النقل المائي , فيها متطلبات مائية محددة الى حد ما , بينما تواجه خدمات مصائد الأسماك والصحة العامة صعوبة في الحصول على متطلباتها .
الى جانب متطلبات معينة مفروضة على الموارد المائية فيما يتعلق بدور المحافظة على المياه , ترتبط هذه المتطلبات بمشاكل الحفاظ على المناظر الطبيعية (LandScape ) مع مجموعة أنظمة الأنهار او البحيرات او اجزائها , وحماية الخلجان البحرية للحياة البرية , في القرن الحالي ازداد الطلب على المياه بين مستخدمي المياه في جميع انحاء العالم من 7 – 8 مرات ويستمر ذلك حتى بداية القرن المقبل .