مقابلات صحفية

مقابلة صحفية مع الأستاذ الدكتور خضر عباس عطوان

  • الأستاذ الدكتور خضر عباس عطوان، عضو لجنة العلوم السياسية في المنتدى العراقي للنخب والكفاءات
  • دكتوراه فلسفة سياسة دولية
  • تدريسي وباحث
  • كيف تقيم تجربتكم الشخصية في مجال اختصاصكم العلمي والمهني؟
  • ان تقيم تجربتنا الشخصية في مجال الاختصاص العلمي والمهني يتحدد بكون هذا الاختصاص انما هو تطبيقي اولا ونظري ثاني، فلا توجد قواعد ثابتة ومستقرة وانما القواعد المقبولة تتفق مع القدرة على التكيف والاستمرار للطرف الضعيف، والقدرة على الربح للطرف الاقوى، فقواعد الاختصاص غير محددة، ولا توجد نظريات مستقرة فيه، وهو ما لا يجعله علما بالمعنى الحرفي للكلمة انما مجرد معارف عامة يمكن اكتسابها بالتجربة والممارسة في الغالب.
  • أين تضع العراق اليوم في حقل الاختصاص المعرفي أو العلمي الذي تمارسونه مقارنةً بواقع العراق ذاته في مراحل سابقة، أو بالمقارنة مع دول أخرى إقليمياً ودولياً؟
  • كتدريس مقررات جامعية فالواضح ان الحديث هنا يقودنا الى وجود اشكالية، فحجم وقدرة التسويق لهذا الاختصاص محدود، واغلب الدول المستقرة تربطه بالقنوات الحكومية فيكون المنخرطين به ذو مهارات محددة لأنه يرسم لهم مخرجات محددة في العموم. ولهذا يطبع على الاختصاص الجمود، كتدريس جامعي، خاصة في البلدان غير المستقرة وصعوبات في تكييف الاختصاص وتطويره.
  • ان حقل الاختصاص المعرفي او العلمي يكاد يكون متأخر جدا سواء لمراحل سابقة او مقارنة بحالات اخرى حتى المقاربة بالخصائص، لأسباب متعددة، ومنها ان التعليم تحول بشكل متسارع لان يكون نشاط اداري وليس علمي، نشاط يرتهن بالكم وليس بالإنتاج والتسويق والمنفعة، ولان القدرة على العمل مرتهن بالولاء السياسي، والاهم الجمود الاداري في التعامل مع منظومة التعليم، لهذا فان السلبية هي من تطبع ذلك الاختصاص.

 

  • لو كان لديكم سلطة القرار في المؤسسات المعنية بالحقل العلمي أو الأكاديمي الذي تمارسونه، فما هي القرارات التي كنتم ستتخذونها لتحسين أو تطوير الواقع الحالي؟
  • ان الجامعات كمنظومة في المجتمعات الحية، انما هي مؤسسات حية متفاعلة مع محيطها وتدعم التدم والتطور، وبها ميزة انها تعد نفسها وخريجيها لمرحلة مستقبلية لاحقة وليس للوقت الذي يتم فيه تعليم الطلبة، وهذا ما يتطلب منها ان تعكس وجودها ومناهجها وادارتها ليس كعمل اداري انما كعمل مستقبلي قادر على التكيف والاستمرار والربح. المركزية بالجامعات خطأ، وجود وزارة للجامعات خطأ، وجود مقررات موحدة في الجامعات خطأ، وجود منظومة قبول مركزي لمدخلات الجامعات وتوزيع الطلبة الطلبة امر سلبي جدا وخطأ، التنظيم الحزبي للمناصب التعليمية خطأ، عدم ادغام الجامعة بمشاريع ربحية وجعل الابحاث تجارية خطأ، عدم وجود ورش ومختبرات حقيقية او معامل مرتبطة بالجامعات خطأ، وجعل التمويل الحكومي للجامعات المصدر الوحيد خطأ ، وعدم التحول للتمويل الذاتي خطأ، التكالب السياسي على المناصب خطأ، تكبيل الجامعات بقيود فكرية وادارية خطأ، وعدم التمييز بين الشهادة كورقة وبين العمل الجامعي لصاحب المؤهل خطأ، والتعليم المجاني خطأ، وجعل الجامعات مؤسسات خيرية للتعيين خطأ ، والهرمية الادارية المقيدة للمنظومة التعليمية خطأ، والبحوث غير الانتاجية خطأ، وكما ان رهن التخرج بالتعيين خطأ، وتأسيس الجامعة على اساس وجود خريجين وطلبات التعيين خطأ المفروض يترك الامر ليكون عمل تجاري-علمي، والمطلوب تحرير الجامعة، واول خطوات التحرير هي: التخلص من كل ما سبق ، عندها سيتم الانطلاق بان تكون الجامعات قادرة على الاستدامة ، وتبتكر وتصنع وتسوق وتبيع منتجاتها وابحاثها ، ويتطلب الامر هنا وضع هيئة معيارية لضمان جودة الاداء والقدرة على تحقيق الهدف والتعامل مع النزاعات بشان تكييف حالات النزاعات العلمية ومنها الحد الادنى لسنوات التخرج والحد الادنى لعدد الوحدات المطلوب دراستها ، على ان تترك لكل جامعة تحديد نظامها الخاص ، والاهم تحويل كل الجامعات الى قطاع خاص يستوعب كل منها ما يحقق الهدف من وجود الجامعة: رفع وتقدم المجتمع والربح.

 

  • ما هي أبرز الشخصيات أو المواقف التي أثرت فيكم وفي تجربتكم المهنية أو الأكاديمية؟
  • دخلت الجامعة قبل عقود، وكنت اتصور الجامعة محطة تطوير وتنوير، لكن فعلياً وجدتها مكان للاندثار، الفكري والشخصي، في بدأ حياتي اثرت فيها عدة شخصيات اكاديمية، لكن مع مرور الوقت وجدت ان العملية من بدأها كانت سلبية جدا، لان التكوين الأكاديمي في الجامعات غير حقيقي في الغالب. وان الجامعة هي مجرد محطة لعمل اداري سلبي جدا، حقيقة الجامعات تتاثر بالسياسة والمجتمع، وفي المجتمعات التقليدية والهشة لا توجد جامعات بالمعنى الحقيقي للجامعات انما هي وسيلة للحصول على وظيفة بمرتب شبه مستقر وتفاخر بالمناصب ، ومن ثم لا توجد المعية في الغالب (ثقافة الطرد والتغريب التي لا تستقطب انما تجعل الالمعي ينفر ويغادر) ، فالمحصلة انما هي محطات تغالب للمعيشة لا أكثر. وفي ظل المجتمعات التقليدية بدلا من ان تسحب الجامعة المجتمع والمؤسسات والدولة اصبحت تتفاعل بالسلب مع المؤسسات والمجتمع فتكرس الواقع كما يريد المجتمع بكل تراكماته وليس العكس، وذه نقطة تحول بالتفكير تجعل اي متعلم يفكر بالركود والانسحاب، في ظل واقع لا يتقبل اي تغيير.

 

  • ما هي أبرز مجالات اهتمامكم خارج دائرة اختصاصكم العلمي أو المهني؟
  • حاليا لا يوجد اي طموح أكاديمي، فالعمر قد اخذ مجراه، والحكم على الاختصاص في حقل العلوم السياسية يتجه الى ان يكون : شبه مندثر من وجهة نظري، لان الاجيال الجديدة تفكر بالربح وهو غير متحقق بهذا الاختصاص،، واذا تحول التعليم الى ان يكون عمل اداري وليس عمل علمي منتج فيكون الطموح ذو تاثير سلبي، ويضاعف السلبية عندما تخضع الجامعات للتاثيرات السياسية ، ولا يمت العمل بصلة الى روح الجامعة بالمفهوم العلمي والعالمي: التنوير والابداع والتطوير والانتاج ، والافضل لخريج العلوم السياسية التي تجبره القرارات الخاطئة بان يدرس هذا الاختصاص ان يرتب وضعه داخل الجامعة بوقت مبكر وينتقل للعمل السياسي، وخلاله يكمل دراسته ليس للتنظير والتطوير والتنوير وانما لإكسابه صفة الشهادة ليس أكثر.

 

  • لمحة سريعة عن أبرز نتاجاتكم الفكرية، أو الثقافية، أو العلمية، أو المهنية.
  • عبر سنوات كتبت عدة دراسات، لكن حجم القيود كانت كبيرة مما جعلني اراجع نفسي كثيرا بشأنها واهمها ان الانتاج ليس دليل بروز في المجتمعات الهشة التقليدية ، وانما العمل السياسي والعلاقات والولاء، مجتمعاتنا لا تقرأ، مجتمعاتنا متأخرة بكل المجالات، والتأثير لأسباب سياسية وثقافية، ومنها الاتكال والولاء، وليس انتاج المعرفة والابحاث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى