مقابلات صحفية

مقابلة صحفية مع المهندس طارق زياد الجميلي

  • طارق زياد خليفة الجميلي، عضو لجنة الصناعة والطاقة في المنتدى العراقي للنخب والكفاءات
  • ماجستير الهندسة الكهربائية – منظومة الطاقة الكهربائية والماجستير في إدارة الطاقة
  • الاختصاص ومجال الخبرة: هندسة كهربائية – منظومة الطاقة الكهربائية

 

  • المهام الحالية والسابقة:
  • شغلت سابقا مناصب إدارية وفنية متعددة قبل احتلال العراق في عام 2003
  • حالياً أشغل منصب مدير هندسي في شركة ABB العالمية

 

  • كيف تقيم تجربتكم الشخصية في مجال اختصاصكم العلمي والمهني؟
  • بعد تخرجي من كلية الهندسة جامعة بغداد قسم الهندسة الكهربائية كنت محظوظا بالالتحاق بأكبر مؤسسة علمية وبحثية في العراق في فترة الثمانينات وهي منظمة الطاقة الذرية العراقية وكان العراق في أوج نهضته العلمية والصناعية، وفرت لي المنظمة فرص تدريبية ممتازة خارج العراق.
  • اولى التحديات التي واجهتنيبعد عودتي للوطن هو اندلاع الحرب الإيرانية حيث غادر جميع الخبراء الأجانب العاملين في مشروعنا القطر وكانت هذه فرصة ممتازة للانخراط في تنفيذ بعض الأعمال التنفيذية بشكل مباشر بدعم وتشجيع السادة المسؤولين في المنظمة.
  • ورغم ظروف الحرب وفرت المنظمة الأجواء المناسبة المطلوبة لتطوير المهارات العلمية والفنية كالتدريب وتوفير المصادر العلمية التي أبقتني على تواصل تام مع ما يجري في العالم من تطورات، بل والمساهمة في بناء وتطوير منظومات سيطرة متقدمة حظيت على إثرها بتقدير وتكريم وسام جابر بن حيان البرونزي ثم الذهبي لاحقا.
  • كان اندلاع المواجهة في العدوان الثلاثيني عام 90 تحديا جديدا وفرصة جديدة حيث دمر العدوان محطات الكهرباء في العراق وكانت أقرب تلك المحطات إلى موقع عملي هي محطة المسيب الحرارية، المحطة الأحدث في المنظومة الكهربائية العراقية في حينها حيث تعرضت إلى هجوم مباشر بالصواريخ وحينها تم استخدام المعرفة المتراكمة لتصميم وبناء منظومات سيطرة متطورة لأول مرة في العراق كان له الدور الكبير في رفد المنظومة الكهربائية بطاقات إضافية وحظيت بوسام أعمار قطاع الكهرباء تقديرا.
  • ولغرض تجديد المعرفة العلمية وإدامتها حصلت على شهادة الماجستير في هندسة القدرة في موضوع استقرارية منظومة القدرة بدرجة امتياز عام 1996,
  • جاءت بعدها مباشرة مسؤولية قيادة مشروع الحشد الوطني العام 1998 في محطة بيجي الحرارية التي تم إنجازها بنجاح فائق رغم الحصار ومحدودية الموارد وكانت التحديات كبيرة نتيجة عامل الوقت وضغط برامج الصيانة والتأهيل، ولكن لله الحمد تكلل ذلك بنجاح فائق للوصول بإنتاج المحطة إلى أعلى مستوياتها في العام 1999 لم تحققه منذ انشائها.
  • بعد مغادرة العراق عام 2007 عملت في شركات عالمية متعددة، ولكنني وجدت أن الحاجة تتطلب تحديث وتطوير معلوماتي في مجال الطاقة فحصلت على شهادة الماجستير في موضوع “إدارة الطاقة ” ضمن برنامج تعليمي نرويجي – فرنسي مشترك وحاليا أشغل منصب مدير هندسي في شركة أي بي بي العالمية في النرويج إنها حقا مسيرة طويلة مليئة بالتحديات والإنجازات ولله الحمد.

 

  • أين تضع العراق اليوم في حقل الاختصاص المعرفي او العلمي الذي تمارسونه مقارنةً بواقع العراق ذاته في مراحل سابقة، او بالمقارنة مع دول أخرى اقليمياً ودولياً؟
  • بعبارة أخرى أين تضع العراق اليوم في قطاع الكهرباء؟
  • “الكهرباء نظام لا يعمل الا داخل نظام ” , يعاني العراق من تحديات كبيرة في قطاع الكهرباء لأسباب متعددة قسما منها داخلي يخص القطاع نفسه حيث يعاني من فوضى التخطيط والتنفيذ والإدارة وتقادم سياقات العمل، بل وتخلفها على كل الأصعدة
  • والقسم الآخر من الأسباب خارجية عن الوزارة لكنها تؤثر تأثيرا مباشرا عليها ومنها طبيعة النظام الذي أقامه الاحتلال بعد عام 2003 والذي تم بناءه على أسس تحاصصية طائفية بغيضة وانعكست فسادا ورشاوى وميليشيات.
  • أن المحاصصة والطائفية لا تنتج نظاما فعالا، بل تغيب شكل الدولة ويجعلها تعمل خارج السياقات، المنظومة الكهربائية تحتاج إلى نظام أمني وحكومي مستقر لضمان مدخلات عمل المنظومة الكهربائية من استثمارات، كوادر مؤهلة وكفؤة ,مصادر وقود موثوقة ,بنى تحتية محمية من التجاوزات والاعتداءات مثل الخطوط والمحطات, قوانين وتشريعات ضامنة, جباية سلسة لمبيعات الطاقة.
  • إن غياب الاستراتيجية الوطنية للطاقة يمثل تحدي إضافي لقطاع الكهرباء فما تزال خطط وزارة الكهرباء قصيرة وقاصرة في المدى والتأثير على جميع الأصعدة في الإنتاج والنقل، والتوزيع، والسيطرة، والتحكم.

 

 

  • كيف تقارن وضع العراق مقارنة في المراحل السابقة؟
  • وضع العراق بداية سبعينات القرن الماضي خطة طويلة المدى 25 عام حققت معظم أهدافها نهاية الثمانينات رغم العدوان الإيراني حيث ترافق النمو السكاني والاقتصادي مع توسع كبير في الطاقات المؤسسة للمنظومة الكهربائية العراقية وتم الاعتماد على تنويع مصادر الوقود اعتمادا على المتوفر منه محليا كما تم الاعتماد على تنويع مصادر الطاقة من خلال استخدام السدود والخزن بالضخ والمحطات الحرارية العملاقة.

 

  • كيف تقارن وضع العراق في مجال الطاقة الكهربائية مقارنة مع دول أخرى إقليمية أو دولية؟
  • يقاس تطور الدول في مجال الطاقة الكهربائية بموثوقية المنظومة وقدرتها على تجهيز الطاقة الكهربائية للمستهلك باستمرار ومؤشرات الموثوقية هي عدد الانقطاعات السنوية المبرمجة أو غير المبرمجة. كما يتم اعتماد المعدل العالمي لاستهلاك الفرد السنوي من الطاقة مؤشرا آخر لواقع تقديم الخدمة للمواطن في بلد ما.
  • من الواضح أن الواقع العراقي في قطاع الكهرباء يتخلف في هذين المؤشرين مقارنة بدول الجوار أو دول العالم فكثرة الانقطاعات في التجهيز وقلته واضحان لكل مراقب.
  • يعاني العراق اليوم من تراجع خطير في المجال المعرفي والعلمي نتيجة تدهور النظام التعليمي في العراق وفي كل التخصصات تقريبا في الوقت الذي كانت فيه جامعات في العراق في فترة السبعينات من القرن الماضي تتمتع في تصنيفات عالمية وإقليمية وكانت قبلة طلبة العالم العربي , وما زال العديد من خريجي هذه الجامعات في الدول العربية يفتخرون بتخرجهم من هذه الجامعات العراقية ,ومن المؤسف حقا نرى توجه الطلبة في السنوات الأخيرة للدراسة في جامعات بدول الجوار لا ترقى في مستواها العلمي إلى جامعات رصينة.

 

  • لو كان لديكم سلطة القرار في المؤسسات المعنية بالحقل العلمي او الأكاديمي الذي تمارسونه، فما هي القرارات التي كنتم ستتخذونها لتحسين او تطوير الواقع الحالي؟
  • أولاً: كما أوضحت فأن “الكهرباء نظام لا يعمل لا داخل نظام” إذن فأن أول القرارات هو إلغاء المحاصصة والطائفية وتجريمهما باعتبارهما اساس خراب البلد
  • ثانياً: لأن قطاع الكهرباء هو المحرك الأساسي لأي تطور مجتمعي أو اقتصادي يجب تشكيل فريق وطني مشترك من جميع الوزارات أسوة بتجربة الحشد الوطني التي قام بها العراق عام 98 ووضع أولويات لمعالجة الاختناقات في هذا القطاع على أن يرأس الفريق رئيس مجلس وزراء العراق ويبقى في اجتماع دائم لحين حل الازمة.
  • ثالثاً: إن معالجة قطاع الكهرباء بشكل جوهري يضمن الموثوقية والاستدامة يتطلب سنوات من العمل الجاد، لذا ينبغي مصارحة الشعب الحقيقة وعدم إطلاق وعود تتبخر في حرارة الصيف أو تتسامى في برد الشتاء وإطلاق حملة وطنية لتوفير بدائل طاقة لإنقاذ المواطن لحين تجاوز الازمة.
  • رابعا:ً التركيز على تطوير قطاع نقل الطاقة وتعزيز التعاون الإقليمي من خلال الربط مع دول الجوار الجغرافي واعتماد سياسة شراء الطاقة الكهربائية من خارج الحدود وفق اتفاقيات متوسطة المدى عشر سنوات لغرض إتاحة الفرصة لإعمار القطاع بشكل جدي.

 

ما هي أبرز الشخصيات او المواقف التي أثرت فيكم وفي تجربتكم المهنية او الاكاديمية؟

هناك العديد من الشخصيات العائلية والمهنية والأكاديمية التي تعلمنا منها خلال هذه المسيرة الطويلة في العمل الهندسي ومع حفظ الألقاب والأسماء نحترمهم جميعا وندين لهم بالفضل والعرفان، ,وخاصة استاذي الراحل البروفيسور فائق العزاوي ,واستاذي البروفيسور محمد توفيق لازم أما أكثر المواقف التي أثرت في مسيرتي المهنية هي اهتمام السادة المسؤولين وتشجيعهم المستمر وتكريمهم للإنجازات التي قدمتها للعراق وافتخر جدا بتكريمي بعدد كبير من الأنواط والأوسمة وخاصة وسام جابر بن حيان الذهبي و وسام إعمار قطاع الكهرباء ونوط الاستحقاق العالي.

 

  • ما هي أبرز مجالات اهتمامكم خارج دائرة اختصاصكم العلمي او المهني؟
  • الهم الأكبر الذي يجذب الاهتمام هو العراق وما يحدث فيه وله في كل المجالات وخاصة ازمة المياه.

 

  • لمحة سريعة عن أبرز نتاجاتكم الفكرية، او الثقافية، او العلمية، او المهنية.
  • من فضل الله سبحانه وتعالى علينا أن هبانا بمحبة الناس مما يسر لنا الإنجاز في مجالات المتعددة على الصعيد العلمي والمهني وهذا هو السر في نجاحنا في مواقع العمل الإدارية والفنية التي شغلناها خلال أكثر من 40 عاما، وعلى الصعيد المهني كان لي الشرف في إعمار المنظومة الكهربائية في محطات المسيب وبيجي وقيادة مشروع الحشد الوطني في محطة بيجي الحرارية في ظروف استثنائية ضمن فترة الحصار.

 

  • لي عدد من البحوث المنشورة في المجلات العالمية المتخصصة عن استقراريه منظومة الطاقة الكهربائية، كما لي براءة اختراع مسجلة عالميا تحت الرقم US7690936B1 وعشرات من المقالات المنشورة على موقع المنتدى ومجلة أوروك التي تهتم بالمنظومة الكهربائية العراقية لتطويرها والارتقاء بها.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى