رفقة خليل: الفلسفة هي مدخل كل العلوم
ترى الباحثة رفقة رعد خليل أن الفلسفة هي العلم الشامل الذي يقود نحو كافة العلوم الأخرى ويفتح الأفاق نحو الأدب والفن، فضلاً عما يبنيه من قدرات ذهنية للتواصل مع الآخرين ونقل المعرفة من خلال التدريس.
وكل ذلك بالنسبة لرفقة عضو لجنة العلوم الاجتماعية والإنسانية في المنتدى العراقي للنخب والكفاءات، هو تجسيد واقعي لتجرتها الشخصية في الاستفادة من اختصاص الفلسفة الذي تحوز فيه على الماجستير من كلية الآداب بجامعة بغداد.
ويصل ايمان هذه الباحثة بالفلسفة واستغراقها فيها حد دعوتها لتدريس هذا الاختصاص العريق للأطفال في المدارس لخلق عقول جدلية وتحليلية قادرة على الفهم ومن ثم المبادرة والابداع منذ الصغر.
1 – كيف تقيمين تجربتكي الشخصية في مجال اختصاصكي العلمي والمهني ؟
ج / اختصاصي العلمي الذي هو الفلسفة، ومن خلال تجربتي الخاصة مع هذا العلم الشامل فسح لي مجال كبير لمعرفة الشيء القليل عن كل شيء و كل شيء عن الشيء القليل، بمعنى جعلني على اطلاع على مختلف جزئيات العلوم من الادب و الاسطورة و الدين و التاريخ و الكيمياء و حتى الرياضيات و المنطق، وهذا ما يميز الفلسفة بأعتبارها أم العلوم، فكانت المتعة في المعرفة هي التي جعلتني اكمل دراستي الأكاديمية فيها، و في ذات الوقت حببتني في مهنة التدريس، التي يصفها احد الفلاسفة، بأنها تجربة تقترب من تجربة المسرح، وهذا ما احببته في هذه المهنة، عندما انهي المحاضرة كنت قد استفدت أنا كما استفد طلابي، من نوعية الاسئلة التي نطرحها أو كميتها، و محاولة البحث عن جواب خلال خمسة واربعين دقيقة لا اكثر.
2 – أين تضعين العراق اليوم في حقل الاختصاص المعرفي او العلمي الذي تمارسونه مقارنةً بواقع العراق ذاته في مراحل سابقة ، او بالمقارنة مع دول أخرى اقليمياً ودولياً ؟
ج / حقل الفلسفة يبقى من الحقول المثيرة للجدل، من ناحية ما يٌخَرجه من طلاب و مصيرهم و كمية الاستفادة من خبراتهم، و من ناحية الفائدة الاساسية التي يمكن للفلسفة ذاتها تقديمها للدولة و للتعليم العالي، الغريب انه لا يمكن ابداً الاستغناء عنها، و في ذات الوقت لا تجد الفلسفة من يطورها و يهتم فيها، لا اريد ان اقارن حالها اليوم بما مضى أو العكس، لان تطورها متذبذب في صعود و نزول حسب العاملين عليها، لكنها تبقى أقل شأناً في العراق من شأنها مثلا في المغرب العربي أو فرنسا، يكفي انهم يحتفلون بها في كل سنة تكريماً لما يقدمه الفكر للعالم وحركة العالم، و تقديراً لجهود الفلاسفة و فناء حياتهم من اجل نظرية نفهم بها الوجود.
3 – لو كان لديكي سلطة القرار في المؤسسات المعنية بالحقل العلمي او الاكاديمي الذي تمارسونه ، فما هي القرارات التي كنتم ستتخذونها لتحسين او تطوير الواقع الحالي ؟
ج / دائما ما احب هذا السؤال، لان حماستي لتحسين الفلسفة كبيرة، واذا ما كان لي سلطة اكاديمية، فأن اول ما سأفعله هو تدريس الفلسفة للأطفال في المدارس الابتدائية، و اعرفهم بحقول الفلسفة و نصوص الفلاسفة من مختلف العالم بدءاً بالفلسفة اليونانية، ليتهيء عقل الطفل لاستعياب جدل العالم و مدنية الحياة، ليكن قادر على طرح الاسئلة و البحث عن جواب، ليكن خارج السرب في عقله و داخل السرب بجسده، ليقدم لوطنه ما كان المفروض ان تقدمه الاجيال السابقة، الفكر لا الحرب، التفلسف لا الارهاب.
4 – ما هي ابرز الشخصيات او المواقف التي أثرت فيكي وفي تجربتكي المهنية او الاكاديمية ؟
ج / كل شخصية سواء أكانت تاريخية أو موجودة على ارض الواقع،طالما هي شخصية حقيقية سوف تؤثر فيه طبعا، وما اقصده بالحقيقية انها شخصية ذات معرفة تبهرني، و ذات خلق رفيع و التزام بالهدف. التقيت بأساتذة كان هدفهم الفلسفة و تعليمي التفلسف، و التقيت بطلاب كان هدفهم تَعلم التفلسف، شخصيات حقيقية كهذه لها تأثيرها الكبير على المجتمع و ما ستقدمه للعراق لو وجدت بيئة مناسبة. هذا فيما رأيته من مواقف ايجابية، ولا اريد ان اذكر السلبيات التي تكون ذات تأثير اكبر احياناً على الانسان و بطريقة ايجابية غريبة، لان الحياة تبقى عبارة عن جدل، ديالكتيت بين الخير و الشر، و بين النجاح و الفشل.
5 – ما هي ابرز مجالات اهتمامكي خارج دائرة اختصاصكم العلمي او المهني ؟
ج / اهتماماتي ليست بعيدة عن الفلسفة، هي تتوجه نحو كتابة الشعر الحر، و قراءة الروايات، الاستمتاع بالموسيقى و خوض التجارب الجديدة التي تعطي معنى لوجودنا.
6 – لمحة سريعة عن ابرز نتاجاتكم الفكرية او الثقافية او العلمية او المهنية .
ج / نتاجاتي الفكرية تتنوع بين كتاب مطبوع بعنوان(فلسفة الحرب)، و مشاريع كتب مشتركة في الفلسفة النسوية و الفلسفة الاخلاقية و السياسية، مقالات متنوعة بين الأدب و السياسة، منشورة في الجرائد الورقية ومواقع الكترونية متنوعة، مثل موقع ارفع صوتك و الهافينغتون بوست. امتلك صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، كمدونتي بعنوان(عراقية من اجل السلام)، أو صفحتي على الفيس بوك بأسمي والتي تشمل كل ما اكتبه في حقل السياسة و الشعر منذ ست سنوات تقريباً.
—————————————————————-
الاسم : رفقة رعد خليل
التحصيل الدراسي: ماجستير فلسفة/ كلية الاداب
النتاج و البحوث:
- كاتبة مقال ضمن موقع ارفع صوتك التابع لمؤسسة MBN،وموقع الهافينغتون بوست عربي، وموقع الحوار المتمدن على الشبكة العنكبوتية.
- كاتبة مقال في الجرائد الورقية سابقاً في بغداد ضمن صحيفة المدى و المشرق.
- لدي كتاب منشور طبعة 2014 بعنوان (فلسفة الحرب).
- باحثة متخصصة في مفهوم الحرب.
- لدي ثلاث بحوث منشورة ضمن الاعمال المشتركة للرابطة العربية الاكاديمية للفلسفة صدرت تحت ثلاث عناوين : الفلسفة و النسوية / فلسفة الاخلاق / العنف بوصفه ثورة.
- عضوة في رابطة بغداد الثقافية، لدي مشاركات بعدة محاضرات في الفلسفة.