في رحاب الضاد (٢)
نصير محمد المفرجي
عضو لجنة الثقافة
والاعلام والفنون
وَرْدٌ و زَهْرٌ
من الأخطاء الشائعة جمع (وَرْدة) على (وُرُود).
وقد غرَّ هذا الجمع كثيرًا من الشعراء والأدباء والكُتّاب والصحفيين ، لجَهلِهم وعدم تفريقهم بين معنى (الوُرُوْدُ) في اللغة وهو مصدرُ وَرَدَ يَرِدُ، ويعني : الحضوروالوصول وبين جمع (الوردة).
ويبدو أن تشابه (الوردة)مع (الوُرُود) – المصدر- في الجذر اللغوي قد سوَّغ لهم هذا الجمع.
لذلك تقول : أنا أنتظر وُرُودُ كتابك أي حُضُورَهُ. فقد قال الجوهريُّ : وَرَدَ فُلاَنٌ وُرُوداً : حَضَرَ.
وقال زهير بن أبي سلمى :
عَزَمَ الوُرودَ فآب عذبًا باردًا ::: من فوقِهِ سدٌّ يسيلُ وألهُبُ
وقال جلَّ وعلا :”ولمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ” (القصص:23)، أي وصل.
والأصل عند العرب جمع وَرْدَةٍ على (وَرْدٍ)
قال قيس بن ذريح :
ولو لبست ثوبًا من الوَرْد خالصًا ::: لخدَّش منها جلدها ورقُ الوَرْد.
وكذلك الحال مع (زَهْرة)، فمن الخطأ الشائع جمعها على (زُهُوْر)،
لأنّ الزّهور : تلألؤ السراج الزاهر . وزهر السراج يزهر زُهُورًا(مصدر).
قال الأزهري : زهر يزهر زهرًا . وزهرت النار زُهُوْرًا : أضاءت .
فجمع زَهْرة : زَهْرٌ،وأزْهارٌ، وجمع الجمع : أزاهِيْر.
ولنْ تجد هذين الجمعين الخاطئين لوردة وزهرة (وُرُود، و زُهُور) ، إلاَّ في بعض المعاجم الحديثة التي تحاول تسويغ ما شاع من أخطاءٍ، لم تُسمع عن العرب ، ولم تذكُرْها المعاجم القديمة المعتمدة ، مثل: لسان العربوتاج العروس وغيرِهما.
الخلاصة : جمع وَرْدَة (وَرْدٌ)، وجمع زَهْرَة(زَهْرٌ) – وهو الأشهر والأفصح- وتجمع زَهْرَةأيضًا على أزْهار، وجمع الجمع : أزاهِيْر.
ولم يُسمع عن العرب جمعا (وُرُوْد) و (زُهُوْر) ، فهما من الأخطاء الشائعة. ولن تجد ذلك في المعاجم الأصيلة المعتمدة .
و(الوُرُوْدُ) في اللغة مصدرُ (وَرَدَ يَرِدُ)، والوُرُوْدُ : الحضور والوصول.
و(الزُّهُوْرُ) في اللغة مصدرُ (زَهَرَ يَزْهَرُ) ، والزُّهُوْرُ : تلألؤ السراج الزاهر ، وزهرت النار زُهُوْرًا : أضاءت.