لجنة الشباب و الرياضة

أحداث من ذاكرة الرياضة العراقية

أحداث من ذاكرة الرياضة العراقية

(الحلقة السابعة)

أ . د إسماعيل خليل إبراهيم

عضو لجنة الرياضة والشباب

المنتدى العراقي للنخب والكفاءات

 

    منتصف سبعينات القرن الماضي خطرت لي فكرة القيام بتوثيق الأحداث الرياضية العراقية التي لم تنل اهتمام الكثيرين ، وعلى الرغم من صدور أكثر من كتاب تناول تأريخ الرياضة العراقية في العصر الحديث من أندية ومهرجانات واتحادات ولجنة أولمبية ، ومشاركات منتخباتنا الوطنية في البطولات العربية والقارية والأولمبية ، لكن ما سواها من أحداث ظل حبيس أوراق الصحف التي نشرتها على الرغم من أن فيها الكثير من المتعة والإثارة والغرابة فضلاً عن معانيها ومدلولاتها التي تشيع في النفس البهجة والسرور ، وتسبب الألم عند مقارنتها بمثيلاتها في أيامنا هذه .

   توكلت على الله وبدأت هذه المهمة الشاقة منذ اليوم الأول للعطلة الصيفية عام ( 1978 ) إذ توجهت إلى المكتبة الوطنية لأبحث في ثنايا الصحف التي تَحَول لون أوراقها إلى الأصفر وأقَلِبها بحذر خشية تمزقها إذ مضى عليها أكثر من ستين سنة حينها .

   كان عليَ أن أبحث في جميع الصحف التي كانت تصدر في محافظات العراق ، وهنا لا بد لي من التوجه بالشكر والتقدير إلى الإخوة في المكتبة الوطنية الذين لولا تعاونهم لما تمكنا من إنجاز شيء ، لم تكن في صحف تلك الأيام صفحات خاصة بالأخبار الرياضية بل كانت تُنشر في أي من الصفحات وهو ما حتم عليَ البحث في جميع صفحات كل جريدة عسى أن أجد فيها خبراً . انتهت أيام العطلة بحصيلة رائعة غطت الأحداث الرياضية ما بين عامي 1900 و 1933 على أمل أن استكمل ما بدأته في العطلة الصيفية القادمة لكن وللأسف حالت مشاغل الحياة  دون ذلك .

   هذه المقدمة هي البداية لتعريفكم بما سيقدم لاحقاً وسيكون لنا موعد كل يوم ثلاثاء إن شاء الله ونتوقع أن يكون ما ستطلعون عليه مفاجأة نترك لكم التعليق عليها .

 

 

 

                                          الحلقة السابعة

  • جريدة صدى البلد ( 14 / 9 / 1930 ) :

  إلى محبي الرياضة وهواة الألعاب : لقد عاد نادي الرياضة والألعاب لجمعية الشبان المسلمين ففتح أبوابه بعد ما كان مغلقاً لشدة الحر ، فالرجاء من الأعضاء المشتركين أن يعتبروا هذا الإعلان كدعوة عامة لهم لاجتماعهم في بناية النادي قرب السنك والاستفادة من الآلات الحديثة .

  رئيس الألعاب الرياضية – سليم سعيد .  

  ( على الرغم من أن عبارة – بعد ما كان مغلقاً لشدة الحر – قد تجعل البعض يبتسم ربما لغرابتها لكنها تؤشر أمامنا وعياً عالياً بالترابط بين حرارة الجو وممارسة الرياضة ، فممارسة الرياضة في الأجواء شديدة الحرارة أمر ضار بالبدن وإن ممارستها في الأندية في مثل تلك الأجواء يحتم أن تكون درجة الحرارة داخل النادي أقل بكثير منها خارجها من خلال وسائل التبريد وهو ما لم يكن متوفراً في أنديتنا حينها لذلك أغلق النادي أبوابه وهو قرار حكيم . المفارقة الحقيقية أن الكثير من أنديتنا الأن ليست ملائمة لممارسة الرياضة فيها صيفاً على الرغم من وجود قاعات مغلقة فيها لأنها تفتقر إلى أجهزة التكييف لكن الرياضة تمارس فيها ، فهل بتنا أقل وعياً عن من سبقنا بـ ( 91 ) عاماً ، يبدو الأمر كذلك ) . 

  • جريدة صدى العهد ( 12 / 10 / 1930 ) :

  قوانين كرة القدم وكرة السلة : عَرَبَ أحد غواة الألعاب الرياضية قوانين كرة القدم وكرة السلة ، وهذه القوانين قد أصدرتها جريدة الديلي ميل بالإنكليزية وهي تتناول أصول اللعب بهاتين الكرتين ، والشروط التي يجب أن يتبعها اللاعبون أثناء . فنحث غواة الألعاب الرياضية على مطالعتها والإستفادة منها .

  ( لا شك أن تعريب قوانين اللعبات الرياضية أمر على قدر كبير من الأهمية لجميع المهتمين بتلك اللعبات من حكام و مدربين و لاعبين وإداريين و جمهور فمعرفة القوانين أساس لإعداد الحكام وتطويرهم والإرتقاء بالتحكيم ، وللمدربين لأن لها علاقة بتنفيذ بعض الجوانب الخططية التي يؤديها اللاعبون في الملعب ، وللاعبين لأنهم يعرفون عن طريقها العقوبات التي توقع عليهم خلال المباريات بسبب الأخطاء والمخالفات التي يرتكبونها في الملعب ، وللجمهور لأنها تزيد من متعة مشاهدته للمباراة وتحد من الإعتراض على قرارات الحكام . وليس من شك في أن من قام بتعريب تلك القوانين على دراية ومعرفة أي كان نوعها وحجمها بما ذكرناه ، وأن قوانين اللعبات الرياضية يجب أن تكون في متناول الجميع لا أن تبقى حكراً على ألبعض منهم ) .

 

  • جريدة صدى الاستقلال ( 5 / 11 / 1930 ) :

  عودة رياضي : عاد من رحلته إلى أوربا حضرة محمد صدقي أفندي بعد أن اشترك في خمس دورات في معاهد السويد و ألمانيا و الدانمارك و حصل على شهادات طيبة .

 ( أين المسؤولون عن الرياضة العراقية بجميع هيئاتها ومفاصلها عن الرجال الذين وضعوا أسس الرياضة العراقية على وفق القواعد العلمية التي كانت سائدة في زمانهم ؟ الرجال الذين كانوا يسعون بجهودهم الذاتية ومن أموالهم الخاصة وبنكران ذات قل نظيره ، يسعون لطلب العلم والمعرفة والاطلاع على أخر ما وصلته الرياضة في العالم المتقدم ونقلها وتطبيقها في بلدنا . أين وزارة التربية التي عمل اولئك الأبطال في مدارسها وفي دوائر الإشراف على الرياضة المدرسية فيها ؟ ألا يفترض بها تخليدهم والإشادة بدورهم أم إن الوزارة و الجهات المسؤولة عن الرياضة فيها لا يعلمون شيئاً عنهم ؟ أين الاتحادات الرياضية والأندية واللجنة الأولمبية و وزارة الشباب والرياضة عنهم ، أم أن كل يغني الأن على ليلاه ؟ من أبرز صور جحود أدوار الرواد الأوائل أننا نتجاهل تكريمهم وهم أحياء ونهمل تكريمهم بعد وفاتهم وكأن الجحود هو هديتنا لهم ) .

 

  • جريدة نداء الشعب ( 16 / 11 / 1930 ) :

  بناءً على قرب موعد الاستعراض العام لكشافة مدارس العاصمة فقد تقرر أن يسافر جميع مدرسي كشافة المدارس في بغداد إلى ديالى يصحبهم مفتش الكشافة والرياضة الأستاذ جميل الراوي لإجراء التمارين الرياضية هناك .

  ( الاستعداد المبكر أحد عناصر ضمان النجاح ، وهو مؤشر على التخطيط الجيد الذي يفرد لكل جزء ما يحتاجه من زمن وجهد وإمكانات ، و الخبر أعلاه يؤكد لنا الحنكة الإدارية التي تمتع بها الأوائل وأنهم يحسبون لكل صغيرة وكبيرة حسابها وهو نقيض العشوائية والإرتجال التي تعيشها العديد من مفاصل الرياضة العراقية حالياً ) .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى