لجنة الشباب و الرياضة

من جديد مع عدد فرق الدوري … الجزء الأول

أ . د إسماعيل خليل إبراهيم

نائب رئيس لجنة الشباب والرياضة

المنتدى العراقي للنخب والكفاءات

 

منذ سنوات نطالب نحن وأخرون بتقليص عدد فرق الدوري أي كانت تسميته ( الممتاز أم النخبة أم نجوم العراق ) إلى ( 14 ) فريقاً بدلاً عن ( 20 ) ، وأشرنا إلى أن هذا الأمر ستكون له فوائد كبيرة تنعكس إيجابياً على مستوى الدوري خاصة وكرة القدم عامة إضافة إلى اللاعبين والملاكات التدريبية وصولاً إلى المنتخب الوطني ، لكن وللأسف لا حياة لمن تنادي على الرغم من أن هذا الأمر كان من بين ما قدمه أعضاء الهيئة الإدارية الحالية للاتحاد من وعود قبل الانتخابات ثم تراجعوا عنه . وقبل أن نخوض في التفاصيل نسأل : هل هنالك معايير وأسس يمكن اعتمادها لتحديد عدد فرق الدوري ؟ الجواب : نعم ، ومن تلك الأسس :

1 – تصنيف المنتخب الوطني في الجداول الشهرية التي يصدرها الاتحاد الدولي لكرة القدم على مستوى العالم و القارة لأنها مؤشر حقيقي على مستوى الكرة في البلد لكون المنتخب هو الواجهة الحقيقية لمستوى الكرة .

2 – تصنيف الدوري المحلي بالنسبة لدوريات القارة .

4 – عدد الفرق التي تشارك في البطولات القارية ونتائجها .

5 الإمكانات المالية للأندية .

6 – مستوى اللاعبين المحليين والأجانب في فرق الدوري .

7 – كفاءة الملاكات التدريبية العاملة في الأندية .

8 – صلاحية الملاعب واستيفائها لشروط الاتحادين الدولي و الأسيوي .

9 – الحضور الجماهيري للمباريات الذي يعكس شعبية الأندية .

10 – أن لا تشارك أندية المؤسسات الرسمية بأكثر من فريق واحد في الدرجة الواحدة .

ترى هل تم اعتماد أي من هذه الأسس في تحديد عدد فرق الدوري في بلدنا ؟ الجواب المؤكد هو كلا ، لكن الأساس المعتمد هو الحصول على رضى ومن ثم أصوات أعضاء الجمعية العمومية للاتحاد .

إذا ما استعرضنا عدد فرق الدوري في دول أوربا سنجد أنها عشرون فريقاً في انكلترا و إسبانيا و فرنسا و ايطاليا ، وثمانية عشر فريقا في ألمانيا و هولندا و البرتغال ، وستة عشر فريقاً في السويد و النرويج ، وإثنا عشر فريقاً في الدانمارك . في ظل الفوارق الكبيرة بين كرتنا و كرة القدم في أوربا في كل شيء هل يعقل أن يكون عدد فرق الدوري العراقي مساوياً لعدد فرق الدوري في انكلترا و فرنسا و إسبانيا و إيطاليا ، و أكثر من عدد فرق الدوري في ألمانيا و هولندا و البرتغال و السويد ؟ أي منطق وأي عقل يقبل هذا ولماذا السكوت على استمرار هذا الحال ؟

أما إذا انتقلنا إلى الدوري في دول أسيا سنجد أن عدد فرق الدوري في اليابان و السعودية ثمانية عشر فريقاً ، وفي إيران ستة عشر فريقاً ، وفي قطر و كوريا الجنوبية و استراليا إثنا عشر فريقاً ، وجميع هذه الدول تتقدم علينا في تصنيف الاتحاد الدولي للمنتخبات ، وإذا أضفنا للتصنيف الفوارق الشاسعة بيننا وبينهم في البنى التحتية و سبقهم في تطبيق الاحتراف الحقيقي ، ومستوى ونوعية اللاعبين الاجانب في أنديتهم وأسعارهم ، وانتظام المسابقة في بلدانهم وانجازات أنديتهم قارياً وجودة النقل التلفزيوني ، إذا أضفنا كل هذا سنجد أننا لا نغرد خارج السرب فقط بل نحن لا علاقة لنا بالسرب إطلاقاً . علماً أن الدوري العراقي يحل في المرتبة العاشرة على مستوى الدوريات في أسيا . أما عربياً فإن عدد فرق الدوري في المغرب – رابع كأس العالم 2022 – وفي تونس و الجزائر ستة عشر فريقاً ، ومنتخباتها تتقدم علينا في تصنيف الاتحاد الدولي ، وهناك العديد من لاعبيها يلعبون لأندية المقدمة في أوربا .

بأي منطق يعمل اتحاد كرة القدم العراقي ؟ وإلى متى تستمر الهيئات الإدارية المتعاقبة للاتحاد بتجاهل المنطق و الحقائق التي تحتم عليها تقليص عدد فرق الدوري ، وإلى متى تستمر الفوضى تقود مسيرة عمل الاتحاد ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى