لجنة الشباب و الرياضة

أحداث من ذاكرة الرياضة العراقية (الحلقة الثالثة والأربعون)

أ . د إسماعيل خليل إبراهيم

نائب رئيس لجنة الشباب والرياضة

المنتدى العراقي للنخب والكفاءات

منتصف سبعينات القرن الماضي خطرت لي فكرة القيام بتوثيق الأحداث الرياضية العراقية التي لم تنل اهتمام الكثيرين ، وعلى الرغم من صدور أكثر من كتاب تناول تأريخ الرياضة العراقية في العصر الحديث من أندية ومهرجانات واتحادات ولجنة أولمبية ، ومشاركات منتخباتنا الوطنية في البطولات العربية والقارية والأولمبية ، لكن ما سواها من أحداث ظل حبيس أوراق الصحف التي نشرتها على الرغم من أن فيها الكثير من المتعة والإثارة والغرابة فضلاً عن معانيها ومدلولاتها التي تشيع في النفس البهجة والسرور ، وتسبب الألم عند مقارنتها بمثيلاتها في أيامنا هذه .

توكلت على الله وبدأت هذه المهمة الشاقة منذ اليوم الأول للعطلة الصيفية عام ( 1978 ) إذ توجهت إلى المكتبة الوطنية لأبحث في ثنايا الصحف التي تَحَول لون أوراقها إلى الأصفر وأقَلِبها بحذر خشية تمزقها إذ مضى عليها أكثر من ستين سنة حينها .

كان عليَ أن أبحث في جميع الصحف التي كانت تصدر في محافظات العراق ، وهنا لا بد لي من التوجه بالشكر والتقدير إلى الإخوة في المكتبة الوطنية الذين لولا تعاونهم لما تمكنا من إنجاز شيء ، لم تكن في صحف تلك الأيام صفحات خاصة بالأخبار الرياضية بل كانت تُنشر في أي من الصفحات وهو ما حتم عليَ البحث في جميع صفحات كل جريدة عسى أن أجد فيها خبراً . انتهت أيام العطلة بحصيلة رائعة غطت الأحداث الرياضية ما بين عامي 1900 و 1933 على أمل أن استكمل ما بدأته في العطلة الصيفية القادمة لكن وللأسف حالت مشاغل الحياة  دون ذلك .

هذه المقدمة هي البداية لتعريفكم بما سيقدم لاحقاً وسيكون لنا موعد كل يوم ثلاثاء إن شاء الله ونتوقع أن يكون ما ستطلعون عليه مفاجأة نترك لكم التعليق عليها .

الحلقة الثالثة والاربعون

  • جريدة الأخاء الوطني ( 7 / 12 / 1931 ) :

نظام كأس مدرسة الطاهرة للكرة الطائرة :

1 – يحق لكل مدرسة ابتدائية في العاصمة الإشتراك بمباراة هذه الكأس .

2 – لايجوز لأي فرد الإشتراك بأكثر من فرقة واحدة .

3 – عند تقديم الطلب يجب ذكر ثمانية أشخاص من طلابها النهاريين ستة هم اللاعبون وإثنان للإحتياط ويجوز اشتراك مدرب الفرقة معهم مصحوباً بمبلغ نصف ربية لعمل أوسمة للفرقة الفائزة .

4 – مدة اللعب ثلاث دورات وكل دورة تحتوي على إحدى وعشرون نقطة .

5 – على الفرقة المتقدمة في السحبة أن تجهز الأرض بالتخطيط و الكرة و الشبكة .

6 – لايجوز تغيير أي لاعب من أي فرقة بعد المباشرة لأي سبب كان .

7 – لاتقبل الإشتراكات بعد الرابع والعشرين من شهر كانون الأول / 1931 .

8 – تكون المباراة على شكل التسقيط .

9 – تحتفظ اللجنة لنفسها حق رفض اشتراك أي لاعب يشذ عن القواعد المرعية في الألعاب وكذلك في إخراج أي فرقة أو لاعب وصلتها عنها شكايات تأكدت من صحتها .

10 – تكون المراجعة و المخابرة باسم سكرتير اللجنة كما أنها تعين الحكم ولايجوز تغييرهما إلا بعد موافقة اللجنة .

11 – يرسل الحكم تقريراً عن نتيجة السباق ولايقبل أي اعتراض ضده كما له الحق في إخراج أي لاعب شذ عن القواعد المرعية في الألعاب .

12 – تبقى الكأس عند الفرقة الفائزة سنة دراسية واحدة .

13 – تبدأ الدورة الأولى في 1 / 1 / 1932 .

( قبل إثنان و تسعون سنة تقوم مدرسة ابتدائية بتنظيم بطولة بالكرة الطائرة و تدعوا جميع المدارس الإبتدائية في العاصمة للمشاركة فيها ، وتضع لها نظاماً و تعليمات خاصة بها ، بينما تعجز وزارة التربية بكل ملاكها الرياضي الحالي عن تنظيم بطولة مدرسية بمستوى لائق . لهذا الخبر دلالات عديدة لابد من التوقف عندها :

1 – الحب الكبير للرياضة من قبل مدراء المدارس و المعلمين و المدرسين وإدراكهم لدورها التربوي و القيمي وتأثيرها الإيجابي على عقول و أجسام التلاميذ و الطلاب ، ودعم المسؤولين في وزارة المعارف لكل نشاط رياضي تقيمه ، فلولا ذلك الحب و الدعم لما كانت تلك النشاطات ولما نُظِمَت تلك البطولات .

2 – إن وضع نظام و تعليمات خاصة بالبطولة – وردت في النظام بمسمى مباراة – دليل على حسن إدارتها وأن لا مكان للفوضى و المفاجئات فيها ، وأن القائمين عليها كانوا على دراية بأهمية الجانب الإداري في نجاحها ، والإدارة الجيدة هي ما تفتقده العديد من هيئاتنا الرياضية حالياً .

3 – إن توجيه دعوة المشاركة لجميع مدارس العاصمة أي كان عددها ذلك الحين يعني استعداد مدرسة الطاهرة لاستضافتها وفق جدول مباريات خاص بها دون أي معرقلات .

4 – أن لعبة الكرة الطائرة كانت تمارس في المدارس الإبتدائية من قبل التلاميذ ولها فرق خاصة بها يتولى المعلمون تدريبها وهم على دراية و معرفة بأسسها و مهاراتها و قانونها .

5 – حرص اللجنة المنظمة على أن تجري المباريات وفق مبادئ الخلق الرياضي القويم و القواعد التي وضعتها وتبين ذلك من خلال سلطة اللجنة في رفض اشتراك أي لاعب أو فرقة في البطولة إذا ما ثبت خرقها لتلك القواعد .

6 – الجوانب التنظيمية كانت واضحة في نظام البطولة من حيث تحديد عدد المشاركين من التلاميذ ، ورسم المشاركة فيها ، و عدد أشواط اللعب وعدد نقاط كل شوط ، و تحديد موعد نهائي لتقديم طلب المشاركة ، و طريقة إجراء مبارياتها ، والجهة التي توجه لها المخاطبات ، و موعد بدء البطولة ، ومدة بقاء الكأس لدى الفرقة الفائزة بالبطولة .

ملاحظة : وردت في النظام عبارة ( الفرقة المتقدمة في السحبة ) وتعني الفرقة التي يرد إسمها أولاً في جدول المباريات ويسري هذا على جميع الفرق وحسب الجدول الخاص بمبارياتها ) .

إن إفرادنا حلقة خاصة لهذا الحدث يأتي لأنه يستحق ذلك فعلاً وليت من يتولون شؤون الرياضة المدرسية حالياً يتوقفون عنده ليتعلموا منه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى