مقابلة صحفية مع الدكتور أنيس السعدي

أ.م.د انيس كاظم ادريس السعدي، عضو لجنة الزراعة والري في المنتدى العراقي للنخب والكفاءات.
الاختصاص ومجال الخبرة: دكتوراة هندسة موارد مائية ومنشات هيدروليكية.
1 – كيف تقيم تجربتكم الشخصية في مجال اختصاصكم العلمي والمهني؟
تجربتي في مجال هندسة الموارد المائية والهيدروليك تمتد لعدة سنوات من العمل الأكاديمي والبحثي الميداني، حيث عملت لسنوات في شركات وزارة الموارد المائية مثل شركة الفاو لمشاريع الري والاستصلاح ( مشروع استصلاح أراضي الحويجة ومشروع سد مكحول) مما اعطاني خبرة عملية كبيرة في مجال تخصصي العام بعد ذلك توجهت للعمل الاكاديمي حيث جمعت بين الجوانب النظرية والتطبيقية. تخصصت في نمذجة الجريان وتصميم المنشآت المائية مثل السدود والهدارات والخزانات، مع تركيز خاص على تحليل كفاءة الأنظمة المائية في ظل التغيرات المناخية وشح المياه. أشرفت على مشاريع طلابية وبحثية هدفت إلى تطوير حلول مستدامة لإدارة الموارد المائية، وشاركت في مؤتمرات علمية دولية، ونشر عدد من البحوث في مجلات عالمية رصينة الأمر الذي أغنى تجربتي ووسع آفاق التعاون العلمي.
2 – أين تضع العراق اليوم في حقل اختصاصكم المعرفي مقارنة بواقعه السابق أو مقارنة بدول أخرى إقليميًا ودوليًا؟
العراق يمتلك إرثًا معرفيًا وهندسيًا متميزًا في مجال الموارد المائية، خاصة أنه بلد غني بالأنهار. إلا أن التحديات البيئية والسياسية وانخفاض تمويل البحوث أثرت على تطور هذا القطاع. مقارنة بمرحلة السبعينيات والثمانينيات، تراجع العراق نسبيًا في إنتاج المعرفة التطبيقية في هذا المجال، بينما تقدمت دول الجوار مثل تركيا وإيران كثيرًا، سواء في التقنيات الحديثة أو في بناء قواعد بيانات رقمية ونماذج محاكاة متقدمة. دوليًا، الفجوة لا تزال واسعة، خاصة في مجال استخدام الذكاء الاصطناعي ونظم دعم القرار في إدارة المياه. إضافة الى ضعف الاستثمار في البحث العلمي، وغياب السياسات الحاكمة لدعم الابتكار
3 – لو كان لديكم سلطة القرار في المؤسسات المعنية بالحقل العلمي أو الأكاديمي، فما هي القرارات التي كنتم ستتخذونها لتحسين أو تطوير الواقع الحالي؟
- سأطلق برامج تمويل وطنية لدعم البحوث التطبيقية في إدارة المياه، خصوصًا في مجالات الحصاد المائي، والتحكم بالفيضانات، وتحسين كفاءة استخدام المياه في الزراعة.
- سأدعم مراكز أبحاث تخصصية داخل الجامعات ترتبط مباشرةً بمؤسسات الدولة كوزارة الموارد المائية، لضمان تفعيل البحث العلمي في خطط الدولة.
- سأُدخل التدريب العملي كجزء أساسي من البرامج الأكاديمية، وأعمل على تحديث المختبرات الهندسية لتواكب أحدث التطورات في التحليل الهيدروليكي والنمذجة.
- الاستعانة بشركات عالمية معروفة بمستوى المشاريع المنفذة من قبلها عالميا لمشاركتها مع الكفاءات العراقية من اكاديميين ومهندسين في مجال الموارد المائية لكسب الخبرة العلمية والعملية ومعرفة اخرالقضايا التكنلوجية التي تستخدمها مثل تلك الشركات
- سأُفعّل برامج التبادل الأكاديمي الدولي لتطوير المهارات وتبادل الخبرات
- سأعمل على إصلاح بيئة النشر العلمي من خلال دعم المجلات المحلية للوصول إلى معايير عالمية.
4 – ما هي أبرز الشخصيات أو المواقف التي أثرت فيكم وفي تجربتكم المهنية أو الأكاديمية؟
تأثرت كثيراً بأساتذتي الأوائل في مراحل دراستي من الابتدائية مرورا بمرحلة البكالوريوس هندسة مدنية وانتهاءا بمرحلة الدكتوراة في هندسة الموارد المائية من استراليا و الذين غرسوا فيّ الانضباط الأكاديمي والعلمي . كانوا مثالاً في النزاهة العلمية والدقة المنهجية.
5 – ما هي أبرز مجالات اهتمامكم خارج دائرة اختصاصكم العلمي أو المهني؟
أهتم بالتاريخ الجغرافي والأنثروبولوجي لحضارات الأنهار، كحضارة وادي الرافدين والنيل، لما لها من علاقة غير مباشرة بهندسة المياه. كما أمارس هواية القراءة في الفكر السياسي والاجتماعي، وأتابع الوثائقيات العلمية المتعلقة بالتغير المناخي والبيئة، لما لها من ارتباط وثيق بمستقبل المياه عالميًا. كذلك أشارك أحيانًا في فعاليات بيئية وتوعوية حول ترشيد استخدام المياه.
6 – لمحة سريعة عن أبرز نتاجاتكم الفكرية أو الثقافية أو العلمية أو المهنية.
شاركت في نشر أكثر من اثناعشر بحثا علميا محكّما ضمن مجلات مصنفة ضمن Scopus وWeb of Science، وتركزت أعمالي على نمذجة التدفق غير المنتظم، وتحسين تصميم المنشآت الهيدروليكية، وتحليل السدود الصغيرة. كما أشرفت على عدد من رسائل الماجستير في تخصصات تصميم القنوات والهدارات وتاثير الهدارات والخزانات على نوعية المياه. ولدي مساهمات مجتمعية من خلال كتابة دراسات مجتمعية حول استدامة المياه وتحسين خواص التربة للطرق. كما شاركت في عدة ورش عمل تدريبية وندوات داخل وخارج العراق. تم تقييم العديد من البحوث العلمية في مجلات محكمة ورصينة داخل وخارج العراق. ناقشت العديد من طلبة الماجستير والدكتوراة في تخصص هندسة الموارد المائية.