لجنة الشباب و الرياضة

ما لا تعرفه عن كأس العالم بكرة القدم (الحلقة الحادية عشرة)

أ.د. إسماعيل خليل إبراهيم

نائب رئيس لجنة الشباب والرياضة

المنتدى العراقي للنخب والكفاءات

 

البطولة العاشرة – المانيا الغربية / 1974

هي البطولة العاشرة في تاريخ كأس العالم لكرة القدم ، واستضافتها ألمانيا الغربية في الفترة ما بين    13 / يونيو إلى 7 / يوليو بعد أن عقدت اتفاقاً مع إسبانيا بان تساندها في استضافة منافسات كأس العالم لكرة القدم 1974، مقابل قيام ألمانيا بدعم إسبانيا لاستضافة منافسات كأس العالم لكرة القدم 1982.

شهدت البطولة العديد من التغييرات كان أولها تقديم كأس جديدة للبطولة بعد امتلاك منتخب البرازيل لكرة القدم لكأس جول ريميه  في عام 1970 لفوزه بها ثلاث مرات فتقدّم أكثر من ثلاثة وخمسون فنّاناً ونحّاتاً من سبع دول بتصاميم للكأس الجديدة ووقع اختيار الفيفا على إحداها التي كانت من تصميم الفنان الإيطالي ( سيلفيو غازانيغا ) .

وتم انتخاب أول رئيس غير أوربي للاتحاد الدولي لكرة القدم منذ إنشائه عام 1904، حيث تم اختيار البرازيلي ( جواو هافيلانج ) خلفاً للإنجليزي السير ( ستانلي راوس ) بعد ثلاثة عشر عاماً كان خلالها رئيساً للفيفا . أما ثالث التغييرات التي حصلت فكانت في نظام البطولة حيث تم تقسيم الفرق الستة عشر إلى أربع مجموعات ، ثم تقسم الفرق المتأهلة للدور الثاني إلى مجموعتين يتأهل بطل كل مجموعة إلى المباراة النهائية بينما يلعب صاحبي المركز الثاني مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع .

اعتمد الاتحاد الدولي لكرة القدم صيغة جديدة لمرحلة التصفيات في كأس العالم 1974. فقد تم تقسيم منتخبات قارة أوروبا إلى تسع مجموعات يتأهل الأول عن كل مجموعة إلى النهائيات باستثناء المجموعة التاسعة التي يضطرّ متصدرها لخوض مواجهة فاصلة أمام منتخب من قارة أمريكا الجنوبية لكسب بطاقة التأهل للنهائيات . تصدر منتخب الاتحاد السوفييتي المجموعة الأوروبية التاسعة بعد تفوقه على منتخبَي جمهورية أيرلندا وفرنسا فاصبح لزاماً عليه مواجهة منتخب تشيلي الذي تصدر المجموعة الثالثة في أمريكا الجنوبية أمام منتخب بيرو في حين انسحب المنتخب الفنزويلي من المسابقة لأسبابٍ خاصة .

تزامنت تلك المباراة المفصلية مع قطع الاتحاد السوفييتي لكل علاقاته الدبلوماسية مع تشيلي ،  ما جعل بعثة المنتخب التشيلي تتوجه إلى موسكو في خضم الحرب الباردة وتوتر العلاقات السياسية بين البلدين وانتهت بالتعادل بدون أهداف وهو ما اعتُبر بمثابة إنجازٍ وطني كبير لتشيلي بانتظار حسم التأهل إلى النهائيات في لقاء الإياب ، ولكن منتخب الاتحاد السوفييتي رفض خوض مباراة العودة ( بسانتياغو ) ، وأمام تمسك الاتحاد الدولي لكرة القدم بإجراء المباراة في ( سانتياغو ) رفض منتخب الاتحاد السوفييتي خوض اللقاء مما أدى إلى إقصاءه رسمياً من التأهل إلى كأس العالم 1974 لانسحابه من المباراة .

قسم الاتحاد الدولي منتخبات أسيا التي شاركت في التصفيات إلى أربع مجموعات يترشح أبطال المجاميع إلى أدوار إقصائية ليصل منتخب واحد منها إلى النهائيات . شارك المنتخب العراقي في التصفيات التي جرت في أستراليا في مجموعة ضمت أستراليا و نيوزيلندا و أندونيسيا وجرت مبارياتها بطريقة الذهاب و الإياب ، أما نتائجه فكانت الخسارة في أول مباراة أمام أستراليا بثلاثة أهداف مقابل هدف ثم التعادل معها في المباراة الثانية بدون أهداف ، و الفوز على نيوزيلندا ذهابا بهدفين دون رد وبأربعة أهداف دون مقابل في مباراة الإياب ، وأخيراً التعادل مع أندونيسيا بهدف واحد في المباراة الأولى ثم الفوز عليها بثلاثة أهداف مقابل هدفين . بهذه النتائج احتل منتخبنا المركز الثاني في المجموعة برصيد ثمان نقاط بعد أستراليا المتصدرة بتسعة نقاط والتي تأهلت فيما بعد إلى النهائيات ممثلة لقارة اسيا . ومما يجدر ذكره أن لاعب منتخبنا الوطني ( صباح حاتم ) بات أول لاعب عراقي يسجل ثلاثة أهداف في مباراة واحدة ضمن التصفيات وكانت ضد نيوزيلندا .

ترشحت إلى نهائيات البطولة عن أوربا ألمانيا الشرقية و يوغسلافيا و اسكتلندا و هولندا و السويد و بلغاريا و بولندا و إيطاليا إضافة لألمانيا الغربية مستضيفة البطولة ، وعن أمريكا الجنوبية ترشحت الارجنتين و الارغواي و تشيلي إضافة إلى البرازيل حاملة اللقب ، و زائير عن أفريقيا و استراليا عن الأوقيانوس و هايتي عن أمريكا الشمالية . وصلت منتخبات ألمانيا الشرقية و استراليا و زائر و هايتي لنهائيات البطولة للمرة الأولى بينما لم تصل انكلترا و أسبانيا إلى جانب الاتحاد السوفيتي إلى النهائيات .

وضعت قرعة المجموعات منتخبي ألمانيا الشرقية و الغربية في المجموعة الأولى في حدث غير متوقع حيث التقى المنتخبان للمرة الأولى و الأخيرة وانتهى اللقاء بفوز ألمانيا الشرقية بهدف مقابل لاشيئ سجله نجمها ( سبارفاسر ) في الدقائق الأخيرة من المباراة التي حضرها ستون ألف متفرج من بينهم ألف وخمسمائة من ألمانيا الشرقية ، وبذلك تصدرت مجموعتها وجاءت ألمانيا الغربية بالمركز الثاني .

وزعت المنتخبات المتأهلة إلى الدور الثاني على مجموعتين ضمت الأولى منتخبات هولندا ، البرازيل ، ألمانيا الشرقية و الأرجنتين وضمت الثانية منتخبات ألمانيا الغربية ، بولندا ، السويد و يوغوسلافيا . تصدرت هولندا المجموعة الأولى من فوزها بمبارياتها الثلاث ، وحلت البرازيل في المركز الثاني ، أما المجموعة الثانية فقد تصدرتها ألمانيا الغربية بفوزها بجميع مبارياتها و أحرزت بولندا المركز الثاني . على وفق هذه النتائج بلغت هولندا و ألمانيا الغربية المباراة النهائية بينما تأهل منتخبا البرازيل و بولندا للعب على المركزين الثالث و الرابع .

أمام أكثر من 75 ألف متفرّج احتشدوا في الملعب الأولمبي بميونيخ يوم 7 / يوليو أطلق الحكم الإنجليزي ( جاك تايلور ) صافرة بداية المباراة  وكانت المفاجأة عندما سجّلت هولندا هدف المباراة الأول في الدقيقة الثانية وبعد أكثر من 13 تمريرة متقنة ودون أن يلمس لاعبوا ألمانيا الغربية الكرة إذ حصل فريق الطواحين على ركلة جزاء نفّذها ( يوهان نسيكنز ) بنجاح  وهي أول ركلة جزاء تُمنح في مباراة نهائية بكأس العالم ، ثم عادل الألمان النتيجة من ضربة جزاء نفذها ( بول برايتنر ) في الدقيقة 25، قبل أن يسجل ( جيرد مولر ) هدف التقدم في الدقيقة 43 من الشوط الأول ، لينتهي اللقاء بفوز منتخب ألمانيا الغربية بلقب كأس العالم للمرة الثانية في تاريخهم بعد كأس العالم لكرة القدم 1954، وباتت ألمانيا أول فريق يحظى بكأس العالم الجديدة ورابع فريق يحقق البطولة على أرضه بعد الأوروغواي 1930، وإيطاليا 1934، وإنجلترا 1966 . واحتلت بولندا المركز الثالث بفوزها على البرزيل بهدف دون مقابل .

لم تخلُ البطولة  من الأحداث التي غلبها طابع الطرافة و الغرابة ومنها : اصطحبت بعثة منتخب زائير ساحراً وفريق إطعام متخصص بإحضار وجبات تعتمد على لحم القرود ، دخل الفريق البطولة باسم الفهود السوداء ، وخرج منها بلقب القطط السوداء بعد خسارتهم لجميع مبارياتهم في الدور الأول وكانت أقساها أمام يوغسلافيا بتسعة أهداف دون مقابل في أكبر نتيجة تتحقق في النهائيات لغاية هذه البطولة . أما أول بطاقة حمراء في تاريخ المونديال فكانت من نصيب مدافع منتخب تشيلي ( كارلوس كازيلي ) أمام ألمانيا الغربية ، وأشهرها بوجهه الحكم التركي دوغان باباجان .

سجلت أول حالة تعاطي المنشطات في تاريخ كأس العالم لكرة القدم وكانت للاعب منتخب هايتي ( أرنست سان جوزيف ) بعدما ثبت تعاطيه للمنشطات في مباراة إيطاليا وتم استبعاده من باقي مباريات فريقه في البطولة . تأخرت بداية المباراة النهائية سبع دقائق بسبب تأخر وصول الرايات الركنية التي نسي المسؤولون أن يضعوها في أرضية الملعب ، كما تأخرت مباراة بولندا وألمانيا الغربية خمس وثلاثون دقيقة بسبب محاولة عربات الإطفاء سحب المياه التي غمرت الملعب نظراً للمطر الغزير .

هدف منتخب ألمانيا الغربية الثاني في مرمى هولندا بالمباراة النهائية هو الـهدف رقم مئة لها في تاريخ مشاركاتها بنهائيّات كأس العالم . توّج البولندي ( لاتو ) هدافاً للبطولة برصيد سبعة أهداف . واختير الهولندي ( يوهان كرويف ) أفضل لاعب .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى