لجنة الشباب و الرياضة

دوري المحترفين بين الحلم و الحقيقة … ( ج1 )

دوري المحترفين بين الحلم و الحقيقة … ( ج1 )

أ . د إسماعيل خليل إبراهيم

نائب رئيس لجنة الشباب والرياضة

المنتدى العراقي للنخب والكفاءات

 

منذ ما يزيد عن عشر سنوات أرسل الاتحاد الأسيوي لكرة القدم إلى جميع الاتحادات الوطنية في القارة ومنها الاتحاد العراقي أرسل لها كراسة الشروط الواجب تنفيذها من قبل الأندية كي تحصل على الرخصة التي تصبح بموجبها أندية محترفة . و بدلاً من أن تسعى الهيئات الإدارية المتعاقبة للاتحاد لتطبيقها أسوة بالعديد من اتحادات القارة ومنها اتحادات دول الجوار عمدت إلى تأجيل تطبيقها عاماً بعد آخر لأسباب لا تخفى على المتابع للشأن الكروي . وقبل الإنتخابات الأخيرة لاختيار هيئة إدارية جديدة للاتحاد تحدث أبرز المرشحين لها عن عزمهم تقليص عدد فرق الدوري – الذي نطالب به منذ سنوات ، وهو ما ستكون لنا وقفة خاصة حوله – وعن تطبيق دوري المحترفين بدءاً من موسم 22 / 23 الذي انتهى قبل أيام ولم ينفذ أي منهما . في البدء نود أن نؤكد أننا لا نتعرض للأشخاص ولا ننتقدهم لذاتهم فالجميع له منا كل التقدير و الإحترام لكننا ننتقد أسلوب العمل و المنهاج المتبع من قبلهم .

قبل الخوض في التفاصيل و لكي تتوضح أمامنا صورة ما نتحدث عنه نشير إلى المعنى اللغوي لكلمة ( احتراف ، محترف ) ، احترف الرجل : اتخذ حرفة له . احترف اللاعب : صار محترفاً أي متفرغاً للعب . محترف : صاحب الحرفة ، أي الصنعة . محترف من الرياضيين وغيرهم : من اتخذ الرياضة أو غيرها للتكسب لا للهواية . طبيب محترف ، مهندس محترف ، مدرس محترف ، وهكذا جميع المهن .

إذاً فالاحتراف يعني اتخاذ عمل ما وسيلة لكسب الرزق و التفرغ له بغض النظر عن نوع العمل و طبيعته ومن هنا بات المقصود بدوري المحترفين أن تكون جميع عناصر منظومة كرة القدم محترفة أي متفرغة لعملها في النادي و الاتحاد و تكسب رزقها منه من إدارات تنفيذية و لاعبين و مدربين و حكام و إداريين و ملاكات طبية و إدارات مالية و قانونية و إدارية و أمنية باستثناء أعضاء الهيئات الإدارية للاتحاد و الأندية إذ أن عملها تطوعي بموجب القانون ، و ليس المقصود بدوري المحترفين كما قد يتبادر لأذهان البعض أنه يعني وجود لاعبين محترفين فقط . و تأخذ منظومة الاحتراف صفتها الشرعية باستيفاء الشروط الصادرة عن الاتحاد الأسيوي والتي سنتطرق لها لاحقاً .

بعد أن تأكدت الهيئة الإدارية للاتحاد من صعوبة تنفيذ وعدها قامت بالتعاقد مع رابطة الدوري الإسباني لتتولي تنظيم دوري المحترفين بعقد مدته ثلاث سنوات مقابل عدة ملايين من الدولارات وهي خطوة لا نجد لها مبرراً لسببين ، أولهما : أن كل ما بإمكان الرابطة القيام به هو تطبيق شروط الاتحاد الأسيوي التي لدى الاتحاد و لجنة التراخيص فيه نسخة منها و بإمكانها القيام بهذا الدور لأنها اللجنة المنوط بها منح التراخيص للأندية . و ثانيهما : أن الرابطة لن تستطيع تغيير واقع الحال الذي تعيشه الأندية و تجاوز المشكلات التي تعاني منها لأن ذلك مرهون بتوفر الإمكانات المالية للأندية وجميعنا يعلم ما تعانيه الأندية من شحة في الأموال منذ سنوات طويلة بسبب عجز هيئاتها الإدارية . ترى ما الذي قامت به الرابطة ؟

تقدم المستشار التقني لرابطة دوري المحترفين في العراق الأسباني ( ماركوس ديانتس ) بدراسة إلى الاتحاد العراقي لكرة القدم عن واقع الأندية المحلية كانت خلاصتها ( أن الجوانب الإدارية و القانونية و المالية و الرياضية غير مؤهلة لاعتماد المعايير المشددة المراد تطبيقها في دوري المحترفين خلال الموسم المقبل ، وإنه أبلغ المدير التنفيذي للرابطة العراقية ( ماتيو مانتوناني ) بضرورة التريث و اختيار معايير انتقالية قبل الشروع بشروط دوري المحترفين في الموسم ما بعد المقبل ) ( جريدة الرياضي – العدد 129 – 9 / 7 / 2023 – ص 4 ) .

ما الجديد في الدراسة التي قدمها المستشار التقني لرابطة دوري المحترفين في العراق ؟ المعلومات التي تضمنتها الدراسة يعلمها كل من له علاقة بكرة القدم و بواقع حال أنديتنا ، أما التوصية بتطبيق دوري المحترفين إلى ما بعد الموسم المقبل أي إلى موسم 24 / 25 فيبدو إن الاتحاد كان يسعى لها كي يدفع عن نفسه مسؤولية التأجيل و يلقيها على كاهل الرابطة وعندها سيتقبل الجميع القرار لأنه صادر عن جهة استشارية أجنبية . والسؤال هنا : ألم يكن من الأجدر صرف الملايين التي ستذهب إلى رابطة الدوري الأسباني على تطوير كرة القدم العراقية بدلاً من استنزافها من أجل توصيات بإمكان أي متابع تقديمها فضلاً عن لجنة التراخيص في الاتحاد ؟ بالمناسبة نحن مع الإستعانة بجميع الخبرات محلية كانت أم أجنبية شرط أن تقدم لنا ما ليس بإمكاننا تقديمه من أجل تطوير كرتنا .

للحديث بقية في الجزء الثاني .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى