لجنة الشباب و الرياضة

أحداث من ذاكرة الرياضة العراقية (الحلقة التاسعة والعشرون)

أ . د إسماعيل خليل إبراهيم

نائب رئيس لجنة الشباب والرياضة

المنتدى العراقي للنخب والكفاءات

 

منتصف سبعينات القرن الماضي خطرت لي فكرة القيام بتوثيق الأحداث الرياضية العراقية التي لم تنل اهتمام الكثيرين ، وعلى الرغم من صدور أكثر من كتاب تناول تأريخ الرياضة العراقية في العصر الحديث من أندية ومهرجانات واتحادات ولجنة أولمبية ، ومشاركات منتخباتنا الوطنية في البطولات العربية والقارية والأولمبية ، لكن ما سواها من أحداث ظل حبيس أوراق الصحف التي نشرتها على الرغم من أن فيها الكثير من المتعة والإثارة والغرابة فضلاً عن معانيها ومدلولاتها التي تشيع في النفس البهجة والسرور ، وتسبب الألم عند مقارنتها بمثيلاتها في أيامنا هذه .

توكلت على الله وبدأت هذه المهمة الشاقة منذ اليوم الأول للعطلة الصيفية عام ( 1978 ) إذ توجهت إلى المكتبة الوطنية لأبحث في ثنايا الصحف التي تَحَول لون أوراقها إلى الأصفر وأقَلِبها بحذر خشية تمزقها إذ مضى عليها أكثر من ستين سنة حينها .

كان عليَ أن أبحث في جميع الصحف التي كانت تصدر في محافظات العراق ، وهنا لا بد لي من التوجه بالشكر والتقدير إلى الإخوة في المكتبة الوطنية الذين لولا تعاونهم لما تمكنا من إنجاز شيء ، لم تكن في صحف تلك الأيام صفحات خاصة بالأخبار الرياضية بل كانت تُنشر في أي من الصفحات وهو ما حتم عليَ البحث في جميع صفحات كل جريدة عسى أن أجد فيها خبراً . انتهت أيام العطلة بحصيلة رائعة غطت الأحداث الرياضية ما بين عامي 1900 و 1933 على أمل أن استكمل ما بدأته في العطلة الصيفية القادمة لكن وللأسف حالت مشاغل الحياة  دون ذلك .

هذه المقدمة هي البداية لتعريفكم بما سيقدم لاحقاً وسيكون لنا موعد كل يوم ثلاثاء إن شاء الله ونتوقع أن يكون ما ستطلعون عليه مفاجأة نترك لكم التعليق عليها .

 

 

الحلقة التاسعة والعشرون

  • جريدة الأوقات البغدادية ( 10 / 6 / 1931 ) :
  • امتحانات رياضية و كشفية : تُجري مدرسة دار المعلمين لأول مرة في تأريخ المعارف العراقية امتحانات نظرية و عملية في الدروس الرياضية و الكشفية . ( رحم الله من عملوا بجد وإخلاص وتفاني وتحملوا مسؤولية وضع و ترسيخ أسس الرياضة المدرسية في ظروف غاية في الصعوبة اجتماعياً و مادياً وفي ظل نقص كبير في الملاكات الرياضية المتخصصة ، ليتهم يعودوا للحياة لأيام قليلة ليشاهدوا ما الذي حَلَ بالرياضة المدرسية من تراجع . إجراء هذه الإمتحانات أراه نقلة نوعية في مسيرة الرياضة المدرسية و دروس التربية الرياضية و الكشفية لها دلالات عدة منها أن دروس التربية الرياضية و الكشفية لها منهاج معد سلفاً يتم تطبيقه خلالها ، وأنها تعامل معاملة سائر المواد الدراسية الأخرى ، وأن درجات تمنح للطلبة على ضوء أدائهم لما تعلموه خلالها ، وإن المعارف العراقية لابد وأن تكون قد منحت موافقتها على إجراء الإمتحانات . وإذا ما كان إجراء الإمتحان في الجانب العملي أمر طبيعي إلا أن وجود امتحان في الجانب النظري يثير الدهشة و الإعجاب في الوقت ذاته لأنه يعني وببساطة إدراك القائمين على الرياضة المدرسية أنها ليست مجرد حركات وفعاليات ولعبات تمارس بل هي معارف و معلومات لابد من تزويد التلاميذ و الطلبة بها ليتكامل إعدادهم الرياضي من جهة وللحيلولة دون أن يكون للمعلومات غير الصحيحة فرصة للتغلغل إلى عقولهم وإن لهذه المعلومات النظرية مفردات خاصة بها ولها وقت محدد أسوة بوقت الجانب العملي . أي عقول نيرة كانت تقود الرياضة المدرسية قبل أكثر من تسعين سنة ) .
  • جريدة العالم العربي ( 10 / 6 / 1931 ) :

كان نهار الإثنين الماضي يوم السباق النهائي على كأس السعدونية بين فرقتي تطبيقات دار المعلمين و الشيخلية على ساحة المخابرة في الوشاش وانتهت بفوز الشيخلية ( 4 – صفر ) فنالت الكأس ، أما التطبيقات فحصلت على الأوسمة . ( في أغلب البطولات التي كانت تقام حينها تجد أن فريقاً من إحدى المدارس التابعة للمعارف هو أحد طرفي المباراة النهائية وكثيراً ما كانت تلك الفرق تحرز كأس البطولة وهذا مؤشر على مدى الإهتمام بالفرق الرياضية المدرسية من قبل المعارف و إداراة المدارس و معلمي و مدرسي التربية الرياضية إلى جانب وجود الموهوبين من الطلبة ) .

  • جريدة العالم العربي ( 12 / 6 / 1931 ) :

أقامت عصر أمس روضة أطفال الكرخ حفلتها السنوية في بنايتها الخاصة وشملت على الألعاب و المحفوظات التي قدمت بشكل يدعو إلى الإرتياح . ( على الرغم من قصر الخبر إلا أن فيه محطات عدة ، روضة أطفال لديها بنايتها الخاصة ، وتقيم حفلها السنوي أي إنها اعتادت إقامته في سنوات سابقة ، والصغار يؤدون ألعاباً رياضية لابد وأن تم تدريبهم عليها ، ومحفوظات أنشدوها بعد حفظهم لها ، من المؤكد أن جهداً كبيراً بذل مع اولئك الصغار . هذا هو نتاج معلمي و مدرسي تلك الحقبة الزمنية فما هو يا ترى نتاج معلمي و مدرس هذه الأيام ؟ ) .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى