لجنة الشباب و الرياضة

منتخبنا الوطني بكرة القدم والمدير الفني الجديد

أ . د إسماعيل خليل إبراهيم

نائب رئيس لجنة الرياضة والشباب

المنتدى العراقي للنخب والكفاءات

 

   بعد أيام قليلة من خسارة منتخبنا الوطني بكرة القدم أمام منتخب فلسطين يوم 25 / 3 / 2025 في تصفيات كأس العام 2026 بدأ الحديث داخل أروقة الاتحاد العراقي لكرة القدم عن إنهاء عقد المدير الفني الأسباني ( خيسوس كاساس ) بسبب سوء النتائج والأداء والسعي للتعاقد مع مدير فني جديد لكن القرار الرسمي بإنهاء عقده لم يصدر إلا يوم 15 / 4 ، وعلى الرغم من ضيق الوقت الذي يفصلنا عن مباراتي كوريا الجنوبية يوم 5 / 6 ومباراة الأردن يوم 10 / 6 إلا أن تسمية المدير الفني الجديد لم تتم أو تحسم لحد الأن على الرغم من المفاوضات التي جرت مع عدد من المديرين الفنيين الأجانب والتي انتهت إلى طريق مسدود .

السؤال الذي لابد من طرحه هنا هو : من يتحمل مسؤولية تأخر التعاقد مع مدير فني جديد للمنتخب على الرغم من ضيق الوقت و حراجة موقف المنتخب في مجموعته ؟ لا شك أن الجواب هو الاتحاد العراقي لكرة القدم ، ونرى أن أسباباً عدة تقف وراء هذا التأخير ، منها :

1 – الإنقسام بين أعضاء الهيئة الإدارية للاتحاد بين من يريد الإبقاء على ( كاساس ) ومن يطالب بإقالته ولاشك في أن هذا الإنقسام مؤشر على نوعية العلاقة بين الأعضاء وعدم وجود رؤى موحدة تجاه قضايا غاية في الأهمية والخطورة وتحتاج إلى قرار حاسم وسريع .

2 – الإفتقار إلى رؤية واضحة عن مواصفات و مؤهلات المدير الفني الجديد الذي سيعمل تحت ضغط ضيق الوقت و حراجة موقف المنتخب في التصفيات .

3 – عدم الإتفاق على جنسية المدير الفني الجديد وهل يكون عراقياً أم أجنبياً ، إلى جانب تعدد أسماء المرشحين من العراقيين و الأجانب .

4 – إن الاستغناء عن ( كاساس ) في هذا التوقيت وضع الاتحاد في موقف محرج يتمثل في صعوبة الاتفاق مع مدير فني أجنبي كفوء بسبب ارتباط غالبيتهم مع الأندية أو المنتخبات التي يخوض كلاهما الأدوار الحاسمة سواء في دوريات بلدانهم أم تصفيات كأس العالم والبطولات القارية ، وهذا لا يعني أننا إلى جانب الإبقاء على ( كاساس ) بل نؤكد أن الاستغناء عنه تأخر كثيراً وكان يجب أن يتم بوقت مبكر جداً بسبب سوء الأداء الخططي الذي رافق أداء لاعبي المنتخب منذ فترة طويلة وكنا ممن نبه لهذا الأمر منذ أكثر من سنة ونصف .

5 – نقص السيولة النقدية المتوفرة لدى الاتحاد الذي يعتمد بشكل كبير على ما تقدمه الحكومة له من أموال إذ أن توفر المال يضع الاتحاد في موقف يسمح له فتح قنوات تواصل مع أكثر من مدير فني على مستوى عالٍ من الكفاءة لذلك وفي ظل نقص الأموال فمن غير المتوقع أن ينجح الاتحاد حاضراً أو في المستقبل القريب في أقل تقدير في التعاقد مع مدير فني كفوء .

6 – التأخر في تحديد جنسية المدير الفني الجديد بسبب التشتت في الأراء والمواقف داخل الاتحاد أدى إلى ضياع الكثير من الوقت الذي كان الاتحاد بحاجة ماسة له في ظل ضيق الوقت المتاح أمامه والذي يفصلنا عن مباراتي كوريا الجنوبية و الأردن .

على وفق هذه الأسباب وتحت ضغط الوقت و حراجة موقف منتخبنا في التصفيات كنا نتمنى أن يحسم الاتحاد موقفه بوقت مبكر ويتجه للتعاقد مع مدير فني عراقي يقود المنتخب في مباراتي كوريا الجنوبية و الأردن لأسباب عدة منها :

1 – عدم إضاعة المزيد من الوقت الذي يضيق يوماً بعد يوم والذي يفصلنا عن مبارتي الحسم الأخيرتين في المجموعة .

2 – عدم توفر ضمانات للتعاقد مع مدير فني أجنبي كفوء .

3 – سيكون المدير الفني الجديد بحاجة ماسة إلى زمن ليس بالقصير لاختيار اللاعبين الذين سيقوم باستدعائهم للمنتخب لأنه لم يسبق له مشاهدتهم ومعرفة مستوياتهم وأيهم الأصلح لتنفيذ أفكاره داحل الملعب ، فضلاً عن صعوبة الاختيار من بين لاعبينا الذين يلعبون خارج العراق وهذا ما لن يكون المدير الفني العراقي بحاجة له لأنه شاهد جميع اللاعبين داخل العراق وخارجه . أما إذا ما تولى الاتحاد اختيار اللاعبين لتلافي هذه المشكلة فإنها ستكون سلاحاً بيد المدير الفني في حال فشله مستنداً إلى أنه لم يكن المسؤول عن اختيارهم .

4 – سيكون المدير الفني الاجنبي بحاجة إلى مترجم وهذه عقبة مضافة إذ لابد من التعاقد مع مترجم يجيد لغة المدير الفني وسبق له العمل مع مدربين أجانب لضمان قدرته على ايصال أفكار وتعليمات وتوجيهات المدير الفني إلى اللاعبين بشكل صحيح و واضح و دقيق وهو ما لا يحتاجه المدير الفني العراقي .

5 – المدير الفني الأجنبي بحاجة إلى وقت للتعرف على اللاعبين وبناء علاقات جيدة معهم وهو ما لا يحتاجه المدير الفني العراقي الذي يعرف جميع اللاعبين وسبق له التعامل مع العديد منهم .

6 – إن قيمة عقد المدير الفني العراقي ستكون أقل بكثير من قيمة عقد المدير الفني الاجنبي والتي ستكون بالعملة الصعبة فضلاً عن قيمة عقود الملاك التدريبي المساعد الاجنبي إن قرر الاستعانة بهم .

7 – للمدير الفني العراقي القدرة على استثارة دوافع اللاعبين منذ الوحدة التدريبية الأولى وهو ما ليس بإمكان المدير الفني الاجنبي تحقيقه حال مباشرته مهمته .

8 – المدير الفني الاجنبي بحاجة إلى وقت لمشاهدة تسجيلات لمباريات منتخبي كوريا الجنوبية و الاردن لأكثر من مرة للتعرف على مواطن القوة و الضعف في كل منهما .

9 – سيعمل المدير الفني الاجنبي في بيئة و أجواء لم يعتد عليها سابقاً ويحتاج لوقت للتأقلم عليها وهو ما لا يمثل عقبة أمام المدير الفني العراقي .

نكرر مرة أخرى أن الاتحاد العراقي تأخر كثيراً في حسم تسمية المدير الفني الجديد للمنتخب وهو أمر ليس في صالح المنتخب أبداً . نرجو لمنتخبنا التوفيق في مباراتيه القادمتين ، ونتمنى أن تكون هذه الأزمة درساً تستفيد منه الهيئات الإدارية حاضراً و مستقبلاً .   

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى