اهم الخيارات المتاحة امام إيران واسرائيل (مشاهد في الحرب الدائرة)

بقلم أ.د هاني الياس خضر الحديثي
استاذ السياسة الخارجية والعلاقات الدولية والخبير في شؤون الباكستان واسيا
عضو المنتدى العراقي للنخب والكفاءات – لجنة العلم السياسية
- ماهي خيارات اسرائيل في حال الفشل في تحقيق النصر كما تريده؟
- وماهي خيارات إيران في حالة الفشل في الدفاع وتحقيق الردع؟
اسرائيل: اطالة امد الحرب ليس لصالحها رغم قدراتها العسكرية وامتلاكها القدرة النووية، إلا ان مساحتها وقدرتها البشرية والإنهاك الذي تعاني منه بسبب حرب غزة وأوضاعها الاقتصادية لا تمكنها من الاستمرار فترة طويلة بحرب تقليدية فضائية مع قوة إقليمية كبرى وبمساحات شاسعة كمساحة إيران وبتوفر ثروة بشرية كتلك المتوفرة في إيران
لقد بدأت معالم ذلك تظهر في المجتمع الإسرائيلي حيث مساعي الهجرة الى قبرص عبر القوارب فضلا عن تصاعد مستوى النقد لذهاب نتنياهو الى تصعيد الموقف مع إيران إلى مستوى الحرب دون القدرة على حسمها لصالح المقاصد المعلنة منه.
لذلك في حالة اصرار إيران بعنادها المعروف ونفسها الطويل على استمرار الحرب فإن اسرائيل قد تلجأ لضربات استراتيجية خطيرة عند الضرورة القصوى ربما تشمل ضربات نووية تكتيكية هذا في حال افتراض عدم التدخل الأمريكي المباشر الذي يمكن ان يحسم الموقف كما تراه اسرائيل، أو فتح جبهة أخرى هشة تحقق فيها منجزات مهمة للتعويض فيها عن الخسارة كأن يكون ذلك مع الفصائل الموالية لإيران في العراق وغيره من المساحات الأخرى تحت نفوذ الفصائل الموالية لإيران.
قدرات اسرائيل النووية متوفرة، ولكن علينا ان نأخذ بنظر الاعتبار ان استخدامها ولو تكتيكيا من قبل اسرائيل سيوفر الفرصة لضربات إيرانية مقابلة بأسلحة ذات دمار شامل كأن تكون جرثومية او كيمياوية التي تملكها وتنتجها منذ سنوات الحرب مع العراق، وفي حالة اسرائيل صغيرة المساحة فإن ذلك سوف يعرضها لحرب إبادة جماعية وتداعيات ذلك ستشمل كل فلسطين وربما البلدان العربية المجاورة.
وهنا ايضا نأخذ بنظر الاعتبار ان الهند وباكستان النوويتين مجاورتين لإيران الامر الذي يهدد باشتعال المنطقة.
وفي جميع الأحوال فان اسرائيل محاطة بحماية أمريكية -غربية سيكون لها دور ضاغط اتجاه إيران ومن يقف معها حيث من المؤكد ان الولايات المتحدة وبلدان أوروبية ستدخل مباشرة على الخط لدعم اسرائيل عندما تشعر ان اسرائيل صارت تحت الخطر.
أن التصريحات الرسمية للإدارة الأمريكية على لسان ترامب ليلة أمس وطلب ترامب التهيؤ لإخلاء العاصمة طهران من سكانها المترافق بطلب اسرائيلي بذات المضمون والمترافق مع تدفق الأسطول الأمريكي بمعدات وتقنيات متطورة يشير نحو هذا الاحتمال.
إيران: في حالة تطور الموقف الى أبعاد أوسع وتعرضها لمخاطر محدقة يمكن ان نجد إيران تلجأ لطلب العودة وانعقاد المفاوضات عبر وسطاء او بشكل مباشر وربما يكون الروس في المقدمة تقدم فيها تنازلات في برنامجها النووي
وهي تعمل الان فعلا في إيصال رسائل عبر وسطاء للتوصل إلى حل سياسي يمكن ان يتضمن اعادة النظر في سياسة إيران اتجاه اسرائيل وتحقيق اتفاق يشكل خطوة نحو (التطبيع) للعلاقات بينهما او على الأقل تبني سياسة المهادنة كما هو الحال مع إندونيسيا والباكستان وماليزيا رغم الموقف الداعم للقضية الفلسطينية من قبل هذه الدول مثل ماليزيا لاعتبارات دينية، وهذا يعني التخلي عن مبدأ تصدير الثورة الإسلامية ولو الى حين.
ينبغي ان نأخذ بنظر الاعتبار ايضا ان إيران حين تشعر بانها صارت في زاوية حرجة للغاية فإنها يمكن ان تستخدم أسلحة دمار شامل كما أسلفنا دون ان نغفل عن احتمال توصلها لصناعة قنابل نووية تقوم بإعلان عنها اداة للترهيب حين تعلن أنها قد امتلكتها فعلا وهو الأمر الذي يضع المجتمع الدولي امام مفصل خطير يهدد السلم والامن الدولي برمته في حالة تجاهل معطيات هذا الإعلان، وهناك مؤشرات تدعم هذا السيناريو والذي يمكن ان يشعل حرب عالمية في حالة الإصرار على استمرار الحرب التي تضع النظام الدولي برمته على مرجل النار.
لابد من الإشارة ان المفاعلات النووية الإيرانية الرئيسية تقع اغلبها عند حدود إيران الغربية، وان تدمير هذه المفاعلات وخاصة مفاعل بوشهر سيحقق انتشاراً للإشعاعات النووية تمتد تأثيراتها على عموم بلدان الخليج العربي والعراق كما تشير وتؤكد التقارير، وان هذا الاحتمال حين يترافق مع تداعيات احتمال إغلاق مضيق هرمز من قبل إيران سيضع الاقتصاد العالمي امام حالة ضغط كبيرة لابد ان تأخذه مختلف القوى الدولية بنظر الاعتبار في تحركاتها ومواقفها لتطويق التداعيات.
ويبقى في الذهن احتمال تحقق تغيير داخلي في إيران سوآءا على صعيد انتفاضة واسعة للشعوب الإيرانية على غرار انتفاضة 2022 ستطيح بالنظام الإيراني بتأييد دولي خلاف المعارضة الدولية لذلك في انتفاضة 2022, او متغير ما يمكن ان يحدث من داخل النظام يتعلق بالمرشد الإيراني خامنئي نفسه.