وجهة نظر

بقلم أ.د هاني الياس خضر الحديثي
استاذ السياسة الخارجية والعلاقات الدولية
عضو المنتدى العراقي للنخب والكفاءات – لجنة العلم السياسية
موضوع الزوال أسطورة من أساطير تجول في عقول الأيديولوجيين المتمتعين برسوخ النظريات في عقولهم دون البحث عن أسباب القوة واللجوء اليها لتحقيق التوازن هي ذاتها الايديولوجيات المبشرة بزوال الولايات المتحدة التي تشكلت من المهاجرين والعبيد
قد تنزل الولايات المتحدة يوماً عن هرم القوة العظمى الوحيدة، ولكنها لن تزول كأمة
انه صراع الحضارات.
رغم ذلك يسارع الأيديولوجيين والضعفاء في منح أنفسهم الراحة النفسية حين يتناولون امال زوال الأمة الأمريكية دون البحث عن أسباب قوتها.
(الكيان الاسرائيلي) صنيعة الغرب وبإرادته ولكنها أيضا المخلوطة بإرث التاريخ وقصص الأديان السماوية والوجود اليهودي في فلسطين منذ نبوة موسى ولكن بنكهة غربية ووفق استراتيجيات المصالح منذ القرن التاسع عشر ، فكانت اسرائيل بقوتها المستمدة ايضا من قوة الغرب وهيمنته المتنامية مقابل ضعف العرب المتنامي بعد ان تنازلوا او تنازل بعظهم عن حضاراتهم وصار بعظهم يطعن بها ويسوسها بوساوس العقائد الخارجية المعادية لها ومنها خاصة العقائد الشعوبية ، ويعمل على محو آثارها وطمس معالمها كما يحصل في العداء الداخلي للحضارتين العظيمتين الأموية والعباسية، هذا عدا عن تكفير وتجريم وتحطيم كل ما يمت بالحضارات القديمة العظيمة كونها (وثنية ) كما هم ينظرون للمشهد..
أما بالنسبة لمسألة الزوال لإسرائيل، فلنبحث عن عناصر القوة التي تمكننا من تشكيل حل الدولتين بعاصمتين بدلا من أحلام الزوال خاصة انه الحل الذي تتفق عنده جميع قوى الشعب الفلسطيني المعتدلة والمتطرفة والذي يجد دعما من اغلب القوى والمنظمات والقوانين الدولية، ولنبحث أيضا بشكل متوازي عن أسباب ضعفنا وعناصر قوتهم قبل ان نريح أدمغتنا بالأساطير المختلف عليها.
من يعتقد ان معاداة السامية في الغرب يتنامى بنسب تصاعدية بمعنى تصاعد العداء لليهود، عليه ايضا ان يتابع تنامي العداء الغربي للمهاجرين من العالم الإسلامي وبنسب متصاعدة للأسباب التي أدت بهم إلى هجرة اوطانهم ومغادرة مواطن أحلامهم وهي في الغالب منها أسباب داخلية دفعتهم للبحث ليس فقط عن مورد للعيش إنما ايضا عن أحلامهم التي تركوها خلفهم، حتى غدا اليمين المتطرف في أوروبا والغرب على أبواب السلطة او داخلها أو يقودها ومؤسساتها كما يحصل في إيطاليا وألمانيا والسويد وبلجيكا وهولندا وغيرها من عالم الغرب.
المشكلة إذن فينا وتترسخ في اتجاهات تفكيرنا وايديولوجياتنا قبل ان تكون في عقائد واتجاهات الغرب أحزابا وراي عام
ارجو ان تكون الرسالة قد وصلت