تطورات وسيناريوهات في الوضع السوري
بقلم أ.د هاني الياس خضر الحديثي
استاذ السياسة الخارجية والعلاقات الدولية
عضو المنتدى العراقي للنخب والكفاءات – لجنة العلم السياسية
تطورات مسرح العمليات بين القوات السورية الحكومية وقوى المعارضة المسلحة يؤشر انهيارات متلاحقة للنظام السوري … حان الوقت للخلاص من النظام الفاشي في سوريا والاعداد لنظام مدني ديمقراطي بموجب القرار الاممي 2254 .
روسيا تؤكد ان ليس لديها خطط لإنقاذ النظام في ظل واقع الانسحابات المتتالية للقوات السورية بشكل دراماتيكي من مواقعها تاركة خلفها طائرات حربية وصواريخ واسلحة ثقيلة.
خط ايصال المساعدات الايرانية للنظام انقطع أثر انسحاب القطعات السورية من دير الزور والبوكمال والحدود مع العراق، وبالتالي لم يعد للتعهدات الايرانية بالوقوف الى جانب النظام قيمة تذكر.
قوى الحشد الشعبي العراقي تنسحب نحو العراق أثر قرارها المتسرع بدخول سوريا لحماية النظام من شعبه دون ان تستمع للعقل وتحليل المتغيرات، وربما يجنبها هذا الانسحاب مالا يحمد عقباه.
رئيس الوزراء العراقي السوداني كان حكيما وواقعيا حين رمى الكرة في ساحة الدول العربية وجامعتها العاجزة اصلا، والبيان الثلاثي عن اجتماع وزراء خارجية الدول الثلاث في العراق لم يأت بجديد عدا تفعيل الجهد الدبلوماسي الذي بادر به العراق المتحسب من تداعيات الموقف.
الموقف يتحمل امكانية انشقاقات داخل المؤسسة العسكرية والمؤسسات الامنية في دمشق ليمهد ذلك لسقوط مبكر لمركز النظام، وهو احتمال بات قائما وربما أسرع من كل التوقعات يؤكد ذلك الانسحابات المتكررة غير النظامية لقوات النظام من اهم المدن السورية تاركة خلفها اسلحتها وصواريخها وحتى طائراتها الحربية.
تعهد حزب الله بدعم النظام السوري يضعه في موقف حرج؛ اما ان ينفذ تعهداته فيدخل ساحة المعركة في محاولة لإنقاذ نفسه قبل ان ينقذ النظام السوري بسبب خطوط الامدادات الايرانية عبر الحدود العراقية له ، او ان يسحب تعهداته فيضيف لنفسه فشلا اخر سيضعفه بشكل كبير داخل لبنان بعد ان يكون قد خسر محيطه وممرات تسليحه ، وخسر ثقة اللبنانيين به ، وهنا ستذهب لبنان الى معادلة جديدة بدون حزب الله أو معه وهو منزوع المخالب .
تأملات لموقع الحدث عبر مراقبة الاحداث والتطورات في الساحة السورية يمكن ان نخرج منها بسيناريوهات سريعة:
الاول: ان تسيطر الجماعات المسلحة ومعها قوى المعارضة السورية على عموم الوضع لتبدأ خطوات جدية نحو تطبيق القرار 2254 ونحو بناء نظام سياسي مدني تحت اشراف اممي.
الثاني: ان تدخل الجماعات المسلحة صراعات فيما بينها في حال غياب التنسيق والتعاون وفق برنامج وطني مسبق، وهو أخطر الاحتمالات كونه يهدد سوريا بمعارك وحرب اهلية لا سامح الله.
الثالث: توزيع سوريا الى اقاليم اتحادية وفق تمركز القطعات العسكرية للمعارضة السورية حسب الكثافة السكانية للتعددية القومية والدينية.
الخلاصة: إيران وحزب الله الخاسر الاكبر ومعهم المليشيات في العراق، بمعنى تضائل النفوذ الايراني وانهيار خارطة ايران الجيواستراتيجية نحو البحر المتوسط.
ونظرية الدومينو ستفرض نفسها على الساحات اللاحقة الامر الذي يتطلب اجراءات وقائية تتخللها تغييرات استراتيجية.