لجنة الشباب و الرياضة

العين الثالثة للمدرب

محمد العبيدي

اعلامي 

عضو لجنة الشباب والرياضة

نائب رئيس الاتحاد العراقي القوس والسهم سابقاً

 

مرت كرة القدم بمراحل كثيرة ومختلفة ما بين تطور طرق اللعب والتدريب حتى دخول التكنولوجيا حيث تطورت الادوات المستخدمة في التدريب وساهمت في احداث نقلة نوعية في هذا المجال ، وظهرت أيضا وظائف جديدة مع مرور الوقت في طاقم التدريب ومنها المحلل الفني الذي أصبح له دورا كبيرا الى جانب المدرب لفريق كرة القدم

فعلى المستوى الخططي شهدت الملاعب تطبيقات مختلفة لأفكار المدربين من الناحية التكتيكية وفق أساليب حديثة في التنظيم الدفاعي والهجومي.

ومع هذا التطور الخططي تنوعت أساليب تنمية الجانب البدني عبر استخدام الأجهزة التقنية الحديثة المستخدمة في التدريبات الخاصة برفع معدلات اللياقة البدنية.

ومنذ عهد قريب، استحدث القائمون على اللعبة في الأندية الأوروبية نظاما يجمع محصلة أداء الفريق الخططي والبدني تحت مسميات مختلفة ولكن بالمضمون ذاته وهو متخصص في تحليل الأداء الفني للفريق.

من اهم االبرامج المعتمدة عالميا في هذا المجال هو برنامج (بروزون) احد انجح البرامج الرائدة في مجال الاحصائيات والارقام في عالم كرة القدم بالتحليل الفني الاحصائي حيث يستخدم الان في عدد من البطولات الاقليمية والقارية والدولية وهو برنامج متخصص بالإحصائيات

انتشرت ثقافة المحلل الفني في أندية العالم كافة غير أن الاندية والمنتخبات العراقية لم تمنح تلك الثقافة الاهتمام المطلوب على الرغم من أهمية دور المحلل الفني في الطاقم التدريبي.

ومع استعدادات منتخبنا الوطني لخوض غمار التصفيات الاسيوية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم في روسيا 2018 انضم للمرة الاولى محلل فني ضمن الجهاز الفني لمنتخب العراق في خطوة مهمة تحسب للمدرب راضي شنيشل الذي منح هذا الجانب الاهمية المطلوبة فقام باستقدام المحلل الفني عبد الامير ناجي اللاعب الدولي السابق بعد ان شارك بنجاح في دورة متخصصة في البحرين وعمل في مجال التحليل الفني للمباريات في البرامج التلفزيونية وعلى الرغم من ان خبرة ناجي بمجال التحليل الفني لم تكن ميدانية الا انها خطوة في الطريق الصحيح من المطلوب تعزيزها وتطويرها بشكل سريع.

من المهم اتاحة الفرصة الى هذا النوع من الاختصاصات ولا شك ان عبد الامير ناجي سيبذل مابوسعه للقيام بدوره بشكل كامل.

نعم ان التحليل التلفزيوني يختلف كثيرا عن التحليل ضمن الجهاز الفني واهم هذه الاختلافات هي ان التحليل ( النظري ) لوسائل الاعلام لا يحتاج بالضرورة الى التفاصيل الدقيقة والارقام التي يقوم بتحضيرها المحلل الفني ضمن عمله كفرد من افراد الطاقم التدريبي.

ولعل وجود المحلل الفني الى جانب المدرب بات من ضروريات نجاح المنظومة التكتيكية في الفريق لأنه يمثل العين الثالثة للمدرب من الناحية الخططية وجزء مكمل لاعضاء الجهاز الفني.

يعتمد التحليل الفني على تحليل الأداء بدراسة التحركات الفنية والتكتيكية من خلال مقاطع الفيديو وتعديل الأخطاء الذي يقع بها اللاعبون أثناء المباريات وحتى في التدريبات ودراسة الفرق المنافسة من الناحية التكتيكية وتزويد المدربين بتقارير فنية عن الخصوم وعن لاعبي الفريق من خلال مراجعة وتصحيح الأخطاء، كذلك مراجعة المحاضرات التي يلقيها المدربون على اللاعبين.

إن هذه الثقافة التحليلية تعد من أهم عوامل النجاح في منظومة الجهاز الفني في أندية ومنتخبات العالم لأهميتها في تطوير الأداء والنتائج.

ويقوم المحلل الفني بتقديم اقتراحات بمثابة حلول مناسبة لمشكلة الأخطاء الفنية ضمن تقرير يرفع للمدرب كما أن من أهم الأدوار التي يقوم بها دراسة الفريق الخصم استعدادا للمباراة المقبلة من خلال تحليل مجموعة من آخر مباريات الفريق الخصم وتأشير نقاط القوة والضعف.

المحلل الفني الذي يبني رؤيته الفنية على معطيات ملموسة تساهم في اتساع محيط دائرة الحلول الفنية.

كما ان تركيز المدرب ومساعده على تكوين الإستراتيجية الفنية والبدنية لا يمنح الوقت الكافي لتوفير المعلومات التي من الممكن أن يقوم المحلل الفني بإعدادها وتهيئتها الى المدير الفني.

وعلى سبيل المثال لا الحصر نستذكر عندما سمع كشافوا نادي ليستر سيتي الاتجليزي عن شاب فرنسي يلعب في كان الفرنسي يقطع الكرة بمعدلات خيالية فذهبوا لمتابعته في الملعب ليجدوا ضالتهم في نغولوكانتي لاعب تشيلسي حاليا الذي بات واحدا من أفضل لاعبي الدوري الإنجليزي.

الأرقام وحدها لم تجعل كانتي لاعبا في ليستر سيتي، لكن لم يكن كشافو ليستر ليعرفوا عن كانتي شيئا لولاها كونها تأتي مكملة

لوجهة النظر الفنية.

وفي الاتحاد السويدي هناك قسم او لجنة التحليل الفني مكونة من رئيس قسم التحليل و٤ محللين يعملون معه ض من برنامج سنوي يشمل اجندة البطولات التي ستشارك بها السويد خلال الموسم تناط مهمتها لاحد المحللين بالاضافة الى العمل طوال الموسم على تقديم المعلومات ومقاطع الڤيديو لمدرب المنتخب الاول وبقية المنتخبات خلال السنة بشكل مستمر وتقديم العون لكل الملاكات التدريبية.

ومن الطاقات العراقية الواعدة في هذا المجال اضافة الى عبد الامير ناجي فراس حازم الشيخلي الذي عمل كمحلل فني مع المدرب عدنان درجال في الوكرة القطري موسم ٢٠٠٩-٢٠١٠ .

وعمل مع الفريق الاول لفريق نادي ايفكونورشوبنغ بطل الدوري السويدي ٢٠١٥ ثلاث سنوات.

الاحصائيات يجب أن تدعم فنيا بتحليل لأداء اللاعب وكيف تحققت هذه الأرقام لذا يجب أن تكون هناك معلومة فنية داعمة لهذه الارقام.

في ضوء هذه المعطيات ولاهمية تكامل الجوانب المساعدة على تحقيق النجاح لفريق كرة القدم ينبغي مواكبة التطور الموجود في علم التدريب من خلال زج اكبر عدد ممكن من العناصر لاكتساب الخبرة والتخصص في هذا الجانب.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى