لجنة الشباب و الرياضة

أحداث من ذاكرة الرياضة العراقية (الحلقة السادسة عشرة)

أحداث من ذاكرة الرياضة العراقية

(الحلقة السادسة عشرة)

 

أ . د إسماعيل خليل إبراهيم

عضو لجنة الرياضة والشباب

المنتدى العراقي للنخب والكفاءات

 

    منتصف سبعينات القرن الماضي خطرت لي فكرة القيام بتوثيق الأحداث الرياضية العراقية التي لم تنل اهتمام الكثيرين ، وعلى الرغم من صدور أكثر من كتاب تناول تأريخ الرياضة العراقية في العصر الحديث من أندية ومهرجانات واتحادات ولجنة أولمبية ، ومشاركات منتخباتنا الوطنية في البطولات العربية والقارية والأولمبية ، لكن ما سواها من أحداث ظل حبيس أوراق الصحف التي نشرتها على الرغم من أن فيها الكثير من المتعة والإثارة والغرابة فضلاً عن معانيها ومدلولاتها التي تشيع في النفس البهجة والسرور ، وتسبب الألم عند مقارنتها بمثيلاتها في أيامنا هذه .

   توكلت على الله وبدأت هذه المهمة الشاقة منذ اليوم الأول للعطلة الصيفية عام ( 1978 ) إذ توجهت إلى المكتبة الوطنية لأبحث في ثنايا الصحف التي تَحَول لون أوراقها إلى الأصفر وأقَلِبها بحذر خشية تمزقها إذ مضى عليها أكثر من ستين سنة حينها .

   كان عليَ أن أبحث في جميع الصحف التي كانت تصدر في محافظات العراق ، وهنا لا بد لي من التوجه بالشكر والتقدير إلى الإخوة في المكتبة الوطنية الذين لولا تعاونهم لما تمكنا من إنجاز شيء ، لم تكن في صحف تلك الأيام صفحات خاصة بالأخبار الرياضية بل كانت تُنشر في أي من الصفحات وهو ما حتم عليَ البحث في جميع صفحات كل جريدة عسى أن أجد فيها خبراً . انتهت أيام العطلة بحصيلة رائعة غطت الأحداث الرياضية ما بين عامي 1900 و 1933 على أمل أن استكمل ما بدأته في العطلة الصيفية القادمة لكن وللأسف حالت مشاغل الحياة  دون ذلك .

   هذه المقدمة هي البداية لتعريفكم بما سيقدم لاحقاً وسيكون لنا موعد كل يوم ثلاثاء إن شاء الله ونتوقع أن يكون ما ستطلعون عليه مفاجأة نترك لكم التعليق عليها .

 

 

 

الحلقة السادسة عشرة

 ونحن نصل إلى ختام ما سجلته ذاكرة الرياضة العراقية لعام – 1930 – لا بد لنا من وقفة نستخلص فيها أبرز ما أفرزته تلك الأحداث :

   أولاً : في سياق الأحداث التي عرضناها وردت أسماء لشخصيات كان لها الدور المهم في إرساء أسس الحركة الرياضية و الكشفية في العراق ولاسيما الرياضة المدرسية ، ونجد أن من باب الوفاء لؤلائك الرجال أن نستعرض ما قاموا به مما استطعنا الحصول عليه من الصحف في ظل تجاهل وزارة التربية و المديرية العامة للتربية الرياضية ، و مديريات التربية الرياضية في المحافظات التي كان لزاماً عليها تكريمهم بإحياء سيرتهم لتذكير من أتى بعدهم بمآثرهم والخدمات الجليلة التي قدموها للرياضة المدرسية على وجه التحديد . نشير هنا إلى أن التسلسل الذي سنذكرهم به هو لغرض الترتيب ليس إلا .

 1 – جميل أفندي الراوي : قائد الكشافة العراقية العام ، و مفتش الكشافة في مديرية التربية البدنية والكشافية ( هكذا ورد أسمها ) ألتي أسست من قبل المرحوم الأستاذ ساطع الحصري . تم انتداب جميل أفندي الراوي لبث فكرة الكشافة في الألوية العراقية فقام بتأسيس فرقة كشافية في كل من الموصل وكركوك والبصرة و العمارة و الناصرية ، وهو أول مفتش للكشافة العراقية و تولى الإشراف على تنظيم العديد من المهرجانات الكشفية في مختلف ألوية العراق .

   2 – عبد الكريم أفندي عسيران : أحد أبرز قادة الرياضة المدرسية في زمانه ، سافر إلى لندن ودخل في مدارسها الرياضية للإختصاص ، و شارك في مؤتمر الرياضة البدنية الذي اقيم في الدانمارك ومنه سافر إلى السويد ومكث فيها خمسة أشهر حيث أنجز دراسة عن الرياضة البدنية . تم تعيينه من قبل وزارة المعارف مراقباً للألعاب الرياضية في المدرسة الثانوية و دار المعلمين فضلاً عن كونه مفتش الرياضة . قام بترجمة كتاب عن قوانين الألعاب المنظمة واحتوى على قوانين سباقات الركض و القفز و الرمي ، وكتاب آخر عنوانه الجمناستك للأطفال الذي قررت وزارة المعارف استعماله في مدارسها كافة .

   3 – محمد علي صدقي : مدرس التربية البدنية ( هكذا كانت تسمى ) في المدرسة الثانوية ، شارك في خمس دورات في معاهد السويد و ألمانيا و الدانمارك وحصل على شهادات من كل منها .

   4 – ياسين أفندي عمر : مفتش المعارف في البصرة الذي عقد اجتماعاً مع مجموعة من مدرسي التربية الرياضية في البصرة للتداول في الشؤون الرياضية وكيفية النهوض بها .

   5 – د . متي عقراوي : المدير المسؤول عن مجلة الكشافة التي أصدرتها جمعية الكشافة العراقية ، وهو مدير دار المعلمين .

   6 – سليم سعيد الطريحي : رئيس النادي الرياضي في الكرخ الذي كان بمثابة فرع لجمعية الشباب المسلمين .

   7 – الهيئة الإدارية لجمعية الألعاب الرياضية في بغداد : ضمت كل من : أحمد عزت محمد ، ياسين عمر ، سعدي صالح ، عباس فضلي ، عبد الكريم جودت ، عبد الرحمن الجادر ، ممدوح عبد العزيز ، عبد اللطيف قدري و حسن الخطيب .

   8 – سليم أفندي طاهر : معلم الرياضة في مدرسة المحمودية الذي أقام عدة مهرجانات كشفية في مدرسته في قضاء المحمودية وتم تكريمه من قبل قائممقام القضاء .

   9 – اللجنة الإدارية للرياضة والألعاب في متوسطة الكرخ : ضمت كل من : المدرس عبد القادر محمد و محمد علي صدقي و إبراهيم فتوحي و محمد علي راجي .

  10 – لجنة الكشافة في ثانوية النجف : تألفت من : كاظم شبر رئيساً ، أحمد وفي سكرتيراً ، أحمد النجم أميناً للصندوق ، غياث ، الجابي و ستة أعضاء أخرين .

   ثانياً : المهرجانات والفرق الرياضية : وأبرز ما يمكن الإشارة له هنا الآتي :

   1 – الكم الكبير من المهرجانات الكشفية للمدارس وفي مختلف مدن العراق ولمختلف المراحل الدراسية فضلاً عن الإهتمام الرسمي بها والذي تمثل برعاية المسؤولين لها ودعمها ، و  بمشاركة العديد من قادة الكشافة في دورات كشفية خارج العراق لتطوير العمل الكشفي وإشرافهم على تلك المهرجانات ، إلى جانب الإستعداد المبكر لها ، والإهتمام الشعبي الذي برز بالحضور الجماهيري لمهرجاناتها .

   2 – تشكيل الفرق الرياضية في المدارس ومعاهد المعلمين ومشاركتها المستمرة في البطولات و إقامة المباريات الودية مع فرق المدارس داخل المحافظات وخارجها وهو دليل حي على دعم وتشجيع ورعاية إدارات المدارس لها ، إلى جانب نجاح عدد منها في إحراز البطولات .

   3 – تشكيل فرق لكرة القدم في جميع صنوف الجيش العراقي وخوضها للمباريات الودية والرسمية وإحراز بعضها للبطولات التي شاركت فيها .

   4 – تشكيل فرق عسكرية في لعبة الكرة والصولجان وإقامة بطولات لها ، فضلاً عن مهرجانات الفروسية وكلاهما كان يحضى بحضور جماهيري كبير .

   5 – على الرغم من حداثة دخول اللعبات الرياضية للعراق والإفتقار إلى الإمكانات المالية والبنى التحتية الملائمة ، وعدم توفر الخبرات العراقية إلا أن بعضها ولاسيما كرة القدم انتشرت بشكل غير متوقع وأصبحت لها فرقها وجمهورها الذي يحضر جميع مبارياتها وباتت تقام لها البطولات وتخصص لها الكؤوس و الجوائز .

       نلتقي إن شاء الله في أحداث عام 1931 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى