لجنة الشباب و الرياضة

أحداث من ذاكرة الرياضة العراقية (الحلقة الرابعة عشر)

أحداث من ذاكرة الرياضة العراقية

(الحلقة الرابعة عشر)

أ . د إسماعيل خليل إبراهيم

عضو لجنة الرياضة والشباب

المنتدى العراقي للنخب والكفاءات

 منتصف سبعينات القرن الماضي خطرت لي فكرة القيام بتوثيق الأحداث الرياضية العراقية التي لم تنل اهتمام الكثيرين ، وعلى الرغم من صدور أكثر من كتاب تناول تأريخ الرياضة العراقية في العصر الحديث من أندية ومهرجانات واتحادات ولجنة أولمبية ، ومشاركات منتخباتنا الوطنية في البطولات العربية والقارية والأولمبية ، لكن ما سواها من أحداث ظل حبيس أوراق الصحف التي نشرتها على الرغم من أن فيها الكثير من المتعة والإثارة والغرابة فضلاً عن معانيها ومدلولاتها التي تشيع في النفس البهجة والسرور ، وتسبب الألم عند مقارنتها بمثيلاتها في أيامنا هذه .

   توكلت على الله وبدأت هذه المهمة الشاقة منذ اليوم الأول للعطلة الصيفية عام ( 1978 ) إذ توجهت إلى المكتبة الوطنية لأبحث في ثنايا الصحف التي تَحَول لون أوراقها إلى الأصفر وأقَلِبها بحذر خشية تمزقها إذ مضى عليها أكثر من ستين سنة حينها .

   كان عليَ أن أبحث في جميع الصحف التي كانت تصدر في محافظات العراق ، وهنا لا بد لي من التوجه بالشكر والتقدير إلى الإخوة في المكتبة الوطنية الذين لولا تعاونهم لما تمكنا من إنجاز شيء ، لم تكن في صحف تلك الأيام صفحات خاصة بالأخبار الرياضية بل كانت تُنشر في أي من الصفحات وهو ما حتم عليَ البحث في جميع صفحات كل جريدة عسى أن أجد فيها خبراً . انتهت أيام العطلة بحصيلة رائعة غطت الأحداث الرياضية ما بين عامي 1900 و 1933 على أمل أن استكمل ما بدأته في العطلة الصيفية القادمة لكن وللأسف حالت مشاغل الحياة  دون ذلك .

   هذه المقدمة هي البداية لتعريفكم بما سيقدم لاحقاً وسيكون لنا موعد كل يوم ثلاثاء إن شاء الله ونتوقع أن يكون ما ستطلعون عليه مفاجأة نترك لكم التعليق عليها .

الحلقة الرابعة عشر

  • جريدة نداء الشعب ( 24 / 11 / 1930 ) :

   انتشرت فكرة مباريات كرة القدم في البصرة فتشكلت النوادي والجمعيات العديدة التي انتمى لها عدد كبير ، وجرت مباراة بين مدرسة شط العرب وفرقة مدرسة العشار الأولية في ساحة كرد لان ، وكان يرأس الفرقة الأولى المعلم عبد الحميد أفندي السامرائي ، والثانية يراسها المعلم إبراهيم أفندي حسن .

   ( للبصرة تأريخ رياضي حافل ، إذ ان فريق كرة القدم في نادي الميناء البصري الذي اُسِسَ في ( 22 / تشرين الثاني / 1931 ) هو ثاني أقدم فريق لكرة القدم في العراق بعد فريق القوة الجوية ، وإن المرحوم البطل الرباع عبد الواحد عزيز الحاصل على الميدالية البرونزية في رفع الاثقال في أولمبياد روما عام 1960 وهي الميدالية الأولمبية الوحيدة للعراق حتى يومنا هذا كان أحد أبطال نادي الميناء ومن أبناء البصرة الفيحاء ) .   

  • جريدة العراق ( 25 / 11 / 1930 ) :

   قررت مديرية المعارف في الموصل إجراء استعراض الكشافة العام في 1 / 12 م 1930 ، ولا يزال حضرة جميل أفندي الراوي قائد الكشافة العام قائماً بالاستعدادات المقتضية لهذا الاستعراض الفخم .

  • جريدة صدى العهد ( 26 / 11 / 1930 ) :

   تسابقت فرقة المأمونية بكرة القدم مع فرقة الثانوية وفازت 1 – صفر .

  • جريدة صدى العهد ( 28 / 11 / 1930 ) :

   تبارت فرقة المأمونية لكرة السلة مع فرقة الثانوية المركزية وفازت المأمونية 18 – 10 .

  • جريدة صدى الوطن ( 3 / 12 / 1930 ) :

   طلبت مدرسة الحلة المتوسطة من مدرسة النجف المتوسطة إجراء لقاء بكرة القدم ، وجرت المباراة في النجف يوم الجمعة 28 / 11 الساعة ( 10 ) صباحاً وانتهت بالتعادل صفر – صفر ، وأقامت مدرسة الغرى الأهلية حفلة لفريق مدرسة الحلة .

 

 

  • جريدة نداء الشعب ( 8 / 12 / 1930 ) :

   تألفت هذه السنة في المدرسة الثانوية الشرقية فرقة لكرة القدم وقد تبارت مع فرقة السبلاي ومع الثانوية المركزية مرتين ومع الغربية والسكة الحديدية ، ومع الكمرك ، ومع الفرقة الاثورية .

  • جريدة صدى الوطن ( 15 / 12 / 1930 ) :

   تستعد مدرسة باب الشيخ الابتدائية للبنات لإقامة حفلتها السنوية في الربيع القادم ، وتبذل مدرسة الرياضة البدنية الجهد اللازم في التمارين الرياضية في هذه الأيام .

  • جريدة نداء الشعب ( 15 / 12 / 1930 ) :

   تسابقت المدرسة الأمريكية في كرة القدم مع جمعية الشبان المسيحيين وفازت عليها ، وتسابقت مع المأمونية بالكرة الطائرة وفازت عليها أيضاً .

  • جريدة نداء الشعب ( 19 / 12 / 1930 ) :

   تألفت في إدارة المدرسة الصناعية فرقة لكرة القدم برئاسة المدرس توفيق أفندي البصري وتستعد للإشتراك في المسابقات الرسمية بين المدارس .

   ( النشاط الرياضي المدرسي المكثف يفرض علينا الوقوف احتراماً لكل الذين عملوا بإخلاص ودأب متجاوزين الصعاب الكثيرة التي كانت تقف أمامهم وفي مقدمتها طبيعة المجتمع العراقي حينها وحداثة عهد المدارس العراقية بالرياضة ، ونقص الإمكانات وشحة الأموال . والمثير للعجب أن ذلك النشاط امتد ليشمل المدارس العراقية في جميع المحافظات ومنها مدارس الطالبات ، والأمثلة التي سقناها في هذه الحلقة والحلقات السابقة خير دليل على ذلك . مهرجانات رياضية وكشفية تقيمها المدارس وأحياناً رياض الأطفال ، وفرق رياضية مدرسية بكرة القدم تنتقل من محافظة إلى أخرى لتخوض لقاءات ودية ، وفرق لكرة السلة والكرة الطائرة ، تأريخ مجيد لكنه يشعرنا بالإحباط الكبير ونحن نشاهد الحال المزري الذي تعيشه الرياضة المدرسية حالياً للأسف ) .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى