لجنة الشباب و الرياضة

أحداث من ذاكرة الرياضة العراقية (الحلقة الخامسة والعشرون)

أحداث من ذاكرة الرياضة العراقية

(الحلقة الخامسة والعشرون)

أ . د إسماعيل خليل إبراهيم

عضو لجنة الرياضة والشباب

المنتدى العراقي للنخب والكفاءات

    منتصف سبعينات القرن الماضي خطرت لي فكرة القيام بتوثيق الأحداث الرياضية العراقية التي لم تنل اهتمام الكثيرين ، وعلى الرغم من صدور أكثر من كتاب تناول تأريخ الرياضة العراقية في العصر الحديث من أندية ومهرجانات واتحادات ولجنة أولمبية ، ومشاركات منتخباتنا الوطنية في البطولات العربية والقارية والأولمبية ، لكن ما سواها من أحداث ظل حبيس أوراق الصحف التي نشرتها على الرغم من أن فيها الكثير من المتعة والإثارة والغرابة فضلاً عن معانيها ومدلولاتها التي تشيع في النفس البهجة والسرور ، وتسبب الألم عند مقارنتها بمثيلاتها في أيامنا هذه .

   توكلت على الله وبدأت هذه المهمة الشاقة منذ اليوم الأول للعطلة الصيفية عام ( 1978 ) إذ توجهت إلى المكتبة الوطنية لأبحث في ثنايا الصحف التي تَحَول لون أوراقها إلى الأصفر وأقَلِبها بحذر خشية تمزقها إذ مضى عليها أكثر من ستين سنة حينها .

   كان عليَ أن أبحث في جميع الصحف التي كانت تصدر في محافظات العراق ، وهنا لا بد لي من التوجه بالشكر والتقدير إلى الإخوة في المكتبة الوطنية الذين لولا تعاونهم لما تمكنا من إنجاز شيء ، لم تكن في صحف تلك الأيام صفحات خاصة بالأخبار الرياضية بل كانت تُنشر في أي من الصفحات وهو ما حتم عليَ البحث في جميع صفحات كل جريدة عسى أن أجد فيها خبراً . انتهت أيام العطلة بحصيلة رائعة غطت الأحداث الرياضية ما بين عامي 1900 و 1933 على أمل أن استكمل ما بدأته في العطلة الصيفية القادمة لكن وللأسف حالت مشاغل الحياة  دون ذلك .

   هذه المقدمة هي البداية لتعريفكم بما سيقدم لاحقاً وسيكون لنا موعد كل يوم ثلاثاء إن شاء الله ونتوقع أن يكون ما ستطلعون عليه مفاجأة نترك لكم التعليق عليها .

الحلقة الخامسة والعشرون

  • جريدة الأوقات البغدادية ( 2 / 5 / 1931 ) :

   جرت الحفلة الرياضية الثانية لكأس القطعة يوم 23 / 4 وكانت رائعة في التنظيم حيث بذلت إدارة الثانوية والأستاذ العيتاني مجهوداً كبيراً في إعدادها وحضرها ما يقارب الأربعة الاف نسمة ، وكان حضور السيدات أكبر من الحفلة الأولى حيث بلغ عددهن حوالي ( 500 ) سيدة .

واشتركت في السباق ست مدارس حكومية هي الثانوية ، العشار ، السيمر ، السيف ، القبلة ، التهذيب ، وشمل المنهاج على ( 12 ) نوع من الألعاب . وقد فازت الثانوية بالمركز الأول جامعة ( 61 ) نقطة ونال لاعبوها المركز الأول في تسع فعاليات ، وكانت الثانية مدرسة القبلة وجمعت ( 26 ) نقطة ، ثم العشار ( 22 ) نقطة و السيمر ( 5 , 8 ) نقطة ، ثم السيف ( 5 , 4 ) نقطة و التهذيب ( صفر ) من النقاط .

   وكانت لجنة التحكيم مؤلفة من مساعد أمر الفوج و عزيز أفندي نصر الله المدرس في الرحمانية و عبد المجيد أفندي أحمد و عبد الرحمن أفندي العيتاني .

   ( في هذا الخبر هناك الكثير مما يستوجب التوقف عنده ، فحضور ما يقرب من أربعة الاف متفرج لبطولة تشارك فيها المدارس أمر لافت للنظر ويؤشر اهتمام ودعم الناس للرياضة المدرسية ، لكن ما يلفت النظر أكثر ويثير الإعجاب حضور حوالي ( 500 ) سيدة لتلك الحفلة كما أطلقت عليها الجريدة وهو رقم كبير جداً في ظل التقاليد والأعراف الاجتماعية التي كانت سائدة في تلك الفترة ونتمنى أن نشاهد هذا العدد من النساء في البطولات الرياضية الأن . الأمر الأخر هو اعتماد النقاط لمراتب الفوز والتي تم على ضوئها تحديد المدرسة الفائزة بالمركز الأول . وأيضاً تشكيل لجنة التحكيم التي تدل على التعاون بين مختلف الجهات من أجل ضمان نجاح الحفل ومن أبرز صور ذلك التعاون مشاركة مساعد أمر الفرج في لجنة التحكيم وهو التعاون الذي يؤكد عليه الأن قانون اللجنة الأولمبية الدولية و الميثاق الأولمبي لما لهذا التعاون من دور مؤثر في الإرتقاء بالمستوى الرياضي وفي تسخير جميع الإمكانات والجهود لخدمة الحركة الرياضية ) .  

  • جريدة العالم العربي ( 3 / 5 / 1931 ) :

   كانت قرعة كأس المعارف لكرة القدم كالاتي :

   الثانوية الشرقية – الثانوية المركزية

   ثانوية الكرخ – مدرسة الصنائع

   دار المعلمين – الثانوية الغربية

   دار المعلمين العليا – انتظار

  اشتركت المدارس الثمان التي دخلت السباق الرياضي العام بمباريات كرة السلة و أسفرت النتيجة عن فوز ثانوية الكرخ و المركزية و دار المعلمين و المدرسة الأمريكية .

  • جريدة الإستقلال ( 5 / 5 / 1931 ) :

   اقامت المدرسة الثانوية في الموصل حفلة رياضية شائقة بتأريخ 25 / 4 / 1931 برعاية متصرف اللواء ، وقبل البدء ألقى مدير المدرسة كلمة ترحيبية ، و أنابت كل من مدرسة الوطن و الثانوية و النجاح تلميذاً قال كلمة في فوائد الرياضة .

   بدأت الحفلة باستعراض طلاب المدارس الثلاث الوطن و الثانوية و النجاح الذين اشتركوا في أداء الحركات و الألعاب الرياضية والتي جمعت بين الجمباز و الألعاب الإرلندية و الأسكوجية وغيرها . وقد أحرز الطالب يونس طاهر أحد طلبة المدرسة الثانوية جوائز كثيرة . وفي الختام توجه الجميع بالشكر إلى أستاذ الرياضة في الثانوية محمود إبراهيم هدهد لما أبداه هو نفسه من الألعاب الرشيقة .

   ( لا شك أن الكثير ممن اطلعوا على هذه الحلقات استوقفهم الكم الكبير من السباقات و المهرجانات الرياضية التي كانت تقيمها المدارس و وزارة المعارف وأحياناً رياض الأطفال في مختلف مدن العراق ويرعى الكثير منها المسؤولون في الوزارة و الألوية العراقية – كما كانت تسمى حينها – ويشارك فيها الطلاب و الطالبات ، إننا نرى السبب الذي يقف وراء هذا الكم الكبير يعود إلى وعي اولئك الرجال والطلبة بأهمية الرياضة ودورها في بناء الفرد قيمياً و تربوياً وبدنياً ومهارياً على الرغم من حداثة دخول اللعبات الرياضية للعراق وقلة عدد المختصين بها فضلاً عن تشجيع العوائل لأبنائها وبناتها على المشاركة فيها على الرغم من شحة الأجهزة و الأدوات الرياضية حينها . كما إن قيام تلميذ من كل مدرسة إلقاء كلمة عن فوائد الرياضة هي مبادرة رائعة غايتها نشر الوعي الرياضي بين الجميع ، تحية لهم جميعاً ) .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى