لجنة الاسكان و البنى التحتية

منطقة ابو نواس: هل هي مجرد منتزه ام له ابعاد اخرى ؟

تغلب عبد الهادي الوائلي

معمار/ مخطط مدن

عضو المنتدى العراقي للنخب والكفاءات / لجنة الاسكان والبنى التحتية

منطقة ابو نواس هي من اهم المناطق ذات القيمة الترفيهية الاقتصادية والاجتماعية في المدينة بالنظر لموقعها المركزي وتاريخها الحافل واطلالتها على النهر … كل هذا يجعلها موقعا ذو اهمية بالغة للمدينة ويفترض ان يتم استغلال كل ذلك بالشكل الامثل الذي يحقق للمدينة قفزات في تنمية هذه المنطقة واستغلال الفرص المتاحة فيه لتحفيز امكاناته في العملية التنموية.

ادركت الادارة الحضرية في بداية ثمانينات القرن الماضي هذه الحقائق وقررت اقامة مسابقة اشترك فيها العديد من المكاتب العالمية قدموا فيها عصارة افكارهم وفاز فيها التصميم المقدم من المكتب الكندي ارثر اريكسون الا ان انشغال العراق في الحرب مع ايران اوقف جهود تنفيذ هذا المشروع الرائد.

بعد عام ٢٠٠٣ لم تعود امانة بغداد الى الدراسات التي صرف عليها الكثير من المال والجهد ومنها مشروع تطوير ابو نواس.

ومع ذلك فقد قام الزميل سمير سيروب في عام ٢٠١٠ ومن خلال مكتبه الاستشاري المعروف في الشارقة بالعمل متطوعا بتقديم مقترح تصميمي معاصر لتطوير ابو نواس حرصا منه على مدينته التي غادرها قبل عقود مضطرا الا ان ما تم تقديمه لم يحظ باي اهتمام او قبول من امانة بغداد.

ومضت السنوات ثقيلة على المنطقة التي أُفرِغت من محتواها واهملت الى ان جاء عام ٢٠٢٣ وفوجئنا بتنفيذ “مشروع كورنيش ومتنزه ابو نواس” كما نراه اليوم وهو عمل جاد لإعادة الحياة الى متنزه مهمل وجهد يحسب للجهات التنفيذية التي تفكر في رفع الغبن عن المناطق التي اهملت واضطهدت لفترات طويلة.

الا انني كمخطط ارى وانظر الى ما هو ابعد من ذلك …

 

فهل ابو نواس متنزه ، ام فضاء حضري يملك العديد من المزايا والفرص التي اذا احسن استغلالها ستؤدي الى نقلة نوعية في قلب المدينة وهو ما تحتاجه اليوم بغداد واهاليها وزوارها ؟

هذا ما احست به وعملت عليه الادارات الحضرية الجادة في سبعينات القرن الماضي والتي كان يوجه فكرها المعمار الراحل رفعة الجادرجي وهذا ايضا ما اراه ويراه الزميل سمير سيروب واغلب المتخصصين من المعماريين والمخططين … ولكي لا نذهب بعيدا دعونا نرى تفكير طلبة الاقسام المعمارية في الجامعات عند معالجتهم لهذه المنطقة … هل يعتبروها متنزها مجردا ام يراعون امكاناتها وتأثيراتها الحضرية الفرص التي توفرها ؟

لذلك لا يسرني ابدا كمخطط ان ارى ان كل الجهود السابقة والتصاميم المدروسة كان مكانها سلة المهملات … كما يحزنني ايضا ان ارى ان ما يتم تنفيذه وتصرف عليه الاموال لا يرقى الى ما نطمح اليه وخاصه وانه حول هذه المنطقة الغنية بالإمكانات الى مجرد متنزه لممشى ومصاطب والعاب اطفال …

على امانة بغداد ان ترتقي بفكرها كي ترتقي معه مدينتنا الحبيبة …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى