لجنة الاسكان و البنى التحتية

إصدار كتاب جديد للدكتور فلاح صباح الكبيسي

صدر حديثاً كتاب بعنوان ( مٌقدمة إجراءات لإصلاح التعليم في العراق ) للدكتور فلاح صباح الكبيسي

/ دكتوراه في العمارة والتجديد الحضري ، العضو المؤسس في المنتدى العراقي للنخب والكفاءات – لجنة الاسكان والبنى التحتية .

و يسر المنتدى العراقي للنخب والكفاءات ان يقوم بنشر هذا الكتاب وتوزيعه مجانا على كافة الأساتذة والمدرسين والمسوؤلين عن العملية التربوية والثقافية في العراق. وقد تبرع به الكاتب مشكورا للمنتدى العراقي للنخب والكفاءات، والذي سيقوم بدعمه ونشره على نطاق واسع. إن الغرض من إعداد هذا الكتاب مقدمة او بداية لمشروع وطني لإصلاح التعليم شاملاَ التربية والتعليم العالي والبحث العلمي بكل أنواعه في العراق، أخذا بتجارب العالم المتقدم بالتعليم وموائمته على المجتمع العراقي. إن هذا الجهد والكتاب سيكون هدية من المنتدى العراقي للنخب والكفاءات لكل العاملين في حقول المعرفة من الجامعيين والتربويين والمعنيين بالعملية التربوية والبحثية في العراق إضافة الى اولياء امور الطلبة حاضراً ومستقبلاً لبناء عراق افضل يبدأ من التعليم المتميز والرصين.

 

  • نبذة مختصرة عن الكتاب بقلم مؤلف الكتاب الدكتور فلاح صباح الكبيسي

من المعلوم للجميع أنَّ التعليم في العراق لكافة مراحله الدراسية تأثَّر بشكل سلبي وتراجع كثيراً خلال العقود الماضية مقابل ما شهده العالم من تطور وتقدم في هذا المجال.  وإن الغرض من إعداد هذا المشروع إصلاح التعليم شاملاَ التربية والبحث العلمي بكل أنواعه في العراق، أخذا بتجارب العالم المتقدم بالتعليم وموائمته على المجتمع العراقي. إن كل ما يذكر في هذه المسودة هي آراء وأفكار الكاتب، وقد اطلع عليها عدد من الباحثين التربويين الممارسين في العملية التربوية في العراق ومن لهم الباع الطويل في الممارسة والبحث التربوي في العراق، إضافة إلى إلمامهم بالتجارب العالمية في الدول المتقدمة الذي كان ضروريا وهدفا لهذا المشروع. وقد تم الرجوع العلمي الى ما كتب من مقالات أو بحوث منشورة في مجال التعليم، وإن هذا العمل جاء نتيجة الوعي والحرص الكبير على مستقبل الوطن وضرورة بناء جيل متعلم تعليما متميزا ومتقدما، ربما لا يمكن أن يرى النور خلال فترة قصيرة.

إن وضع دراسة بهذا المفهوم الشمولي لقطاع واسع وكبير ومهم كثيرا يحتاج إلى مقومات أساسية وأهمها أخذ المبادرة والقرار الشجاع لمفهوم التطور المراد الوصول إليه في العملية التعليمية، وكما أن تبني المفهوم الاصطلاحي الخلاق يحتاج إلى تظافر كل الجهود والعمل عليه من أصحاب القرار وبمشاركة كل شرائح المجتمع وممثليهم في الحكومة والمجتمع. إن هذا الكراس الذي سيطبع بالحجم الصغير (من أقل من مئة صفحة)، هو ورقة عمل ومقدمة لمشروع كبير يشارك به الجميع، وضرورة العمل مع مجموعة من الشركاء مثل: وزارة التربية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي ومجالس البحوث العلمية واللجان الرئيسية في مجلس النواب (لجنة التعليم العالي والبحث العلمي، ولجنة التربية، ولجنة الشباب وغيرها..)

المشروع المقترح يحتوي على خارطة الطريق هي جزء من استراتيجية طريق التنمية في العراق من خلال استراتيجية طريق التنمية كبنية تحتية قائدة، والمقصود توفير الطاقات البشرية المتعلمة والمتميزة بصورة جيدة للقيام بالخطة التنموية الموضوعة، وبدون خطة العمل المقترحة فإن الخطة التنموية لا يمكن أن تنجز بالشكل الصحيح والمتوقع لها. إن خطة العمل تعتمد على ثلاث مسارات متعاقبة ضمن خطة إستراتيجية يراد وضعها بصورة مفصلة. تبدأ خطة العمل من خمس أعوام للمسار العاجل و سبع أعوام للمسار القصير وعشرة أعوام للمسار الطويل، للحصول على تعليم متميز وطموح يتناسب مع العقود القادمة ومجارات الشعوب العالمية في الحصول على حصة من التعليم الرقمي والذكاء الصناعي.

كما أنه ليس غائبا عن الذهن أن شريحة واسعة من المجتمع والمشاركين في العملية التعليمية سوف يكون لهم رأي آخر معاكس وسلبي، وهنا تكون الحاجة أولا بأن يدخل المجتمع في نقاش وحراك فكري مبسط في مفرداته ومعمق في أطروحاته بجرأة وشجاعة عن جدوى التعليم ومخرجاته في الوقت الحاضر والسلبيات الكثيرة والمعقدة والمعروفة للجميع، وهل سيبقى المجتمع في دوامة ورتابة ومضيعة للجهود والمال والوقت الثمين من أعمار الطفولة والشباب ورجال المستقبل، وعدم وجود فرص منظورة بمستقبل واعد وواضح للعيان.  بالتأكيد لا نكون محتاجين إلى الغوص بهذه الجدلية المشاكسة في عدم التغيير  أو جدواه بعد أن ضاع الزمن الكثير خصوصا في عدم توفر الحلول والأفكار الناجعة للخروج إلى تعليم متطور ومتميز واغتنام الفرصة التاريخية التي تصبو لها المجتمعات والشعوب للدخول إلى الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي لمستقبل القرن الواحد والعشرين. وإيجاد منضومة تعليمية ترتكز على التمكين الرقمي وأستبعاد تام للكتب الورقية والواجبات اليومية وكذلك المنع التام للدروس الخصوصية وتجريم المدرسين اللذين يقومون بها. وضرورة إنشاء مركز الذكاء الأصطناعي في كل الجامعات والمراكز البحثية وبالتعاون مع كبريات الشركات والمصانع لتنفيذ المشروع.

لذلك يكون المجتمع بحاجة إلى التفكير العقلاني وإهمال النمطية وعدم الجدية او الوقوع بالحالة الساكنة السلبية، ولا يمكن حدوث تطور إلا من خلال التغير الإيجابي الموجه وضرورة التعرف على المفهوم، ومراجعة الأهداف والاستراتيجيات وآلياتها، وعلى المعنيين المستوعبين لهذا المفهوم المتطور بأن يكون لديهم الاستعداد لتوضيح النقاط الأساسية في هذا المشروع الكبير خدمة للأجيال القادمة، وستقبل الأطروحات الجادة والبناءة بالنقاط الإيجابية وإضافتها للمسودة لتكون مبادرات جادة لمشروع وطني معتمد على المشاركة المجتمعية.

وعلى ضوء إقرار الاستراتيجية الوطنية للتربية والتعليم في العراق 2022-2031 مؤخراَ، فإن من المعروف بأنه يمكن كتابة أحسن استراتيجية وإقرارها من أعلى سلطة بالبلاد وتكون بلا قوة وغير مجدية إن لم تتبع بخطة عمل وإجراءات عملية لتنفيذها لإصلاح التعليم، ومن أهمها التركيز على نوعية وكفاءة الخريج وربطها بسوق العمل، وأن ينظر إلى الإصلاح كمنضومة تبدأ من مرحلة الطفولة إلى الخريج والبحث العلمي ويكون بتأسيس مجلس التعليم الوطني، ويحتوي على هيئة جودة التعليم والتدريب ذات سلطة تنفيذية على الجامعات والمعاهد والتربية عموما، وليس قسماً من بين عشرات الأقسام في وزارتي التربية والتعليم العالي. الخطة التي أقرت مؤخرا هي ضرورية كبداية  لتصحيح سابقتها، وهي موضحة في عدد من الصفحات الأولى، أما معظم المحتوى فهو مرآة للمنظومة التعليمية في الوزارات في الوقت الراهن، ولذلك لن يتغير حال التعليم في العراق وجودته وتميزه ونقله إلى بر الأمان على ضوء الأهداف التي وضعت في الصفحات الأولى.

ورب قائل يقول: لربما يذهب هذا العمل والمشروع أدراج الرياح في هذه المرحلة العصيبة من حياة الوطن أو أن هذا العمل ليس في أوانه لعدم وجود الاستعداد والجدية من العاملين القائمين عليه. والجواب هو متى إذن؟ هل يبقى المجتمع العراقي في حالة الجمود الفكري والرتابة المملة في تطوير مناهجه التعليمية، وأهمية الشروع بالحركة وبخطوات متتالية وجدية والوصول مع ركب الأمم الأخرى في القرن الواحد والعشرين والتطلع والمشاركة الإنسانية إلى الثورة الفكرية الرقمية والتي تحتاج إلى جيل يكون مؤهلاًّ لها؟ ومع ذلك يكون لزاما طرح الأفكار للوصول إلى مشروع وطني في المرحلة التي نحتاج فيها إلى التفكير العقلاني بضرورة التطور والذي لا يحصل إلا بالتغير الموجه إلى أهداف واضحة وعملية.

ونعمل من الآن، ونأمل في المستقبل القريب تضافر الجهود لرجال تتوفر عندهم الرؤية والإرادة المخلصة مع الإدارة الناجعة، وحينها يقال تباً للمستحيل، حين يحين الوقت الذي يأخذ بهذا المشروع الوطني ولو حتى بعد حين.

” قل ما سألتكم من أجر فهو لكم ..ان أجري الا على الله والله على كل شيء شهيد ”

صدق الله العظيم    ألآية 47 سورة سبأ ..والله ولي التوفيق..

للإطلاع على الكتاب إضغط هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى