صفحات من تأريخ الألعاب الأولمبية

الحلقة السادسة والعشرون

الدورة الثامنة والعشرون … أثينا … 2004

أ. د إسماعيل خليل إبراهيم

نائب رئيس لجنة الشباب والرياضة

تم اختيار أثينا لاستضافة أولمبياد 2004 بعد منافسة مع 4 مدن هي ( روما و ستوكهولم و بوينس آيرس و كيب تاون ) وتم إعلان خبر اختيار مدينة أثينا لاستضافة الأولمبياد في اجتماع اللجنة الأولمبية الدولية الذي عقد في مدينة لوزان في ( 5 ايلول 1997 ) لتعود الألعاب إلى موطنها الأول باليونان بعد غياب طويل امتد من الدورة الأولى سنة 1896. أقيمت مسابقات الدورة على مدار ( 17 يوما ) ابتداءً من ( 13 حتى 29 أب 2004 ) وشارك فيها ( 10625 ) لاعب ولاعبة يمثلون ( 201 ) دولة في عدد غير مسبوق للدول المشاركة في تاريخ الألعاب الأولمبية .

أقيم حفل الافتتاح يوم ( 13 أب عام 2004 ) وشاهده ( 72,000 ) مشاهد كانوا متواجدين في استاد أثينا الأولمبي بالإضافة إلى حوالي ( 4 مليارات ) شخص عبر شاشات التلفزيون . قام الرئيس اليوناني ( كوستاس ستيفانوبولوس ) برفع العلم اليوناني معلنا بدء الأولمبياد وقام مئات من حاملي الطبول بقرع طبولهم في عد تنازلي لبدء الاحتفالات التي كانت عبارة عن رحلة تصويرية لمشاهد من تاريخ اليونان وتاريخ استضافة أثينا للأولمبياد وشارك في تقديم عروض حفل الافتتاح ( 9,000 ) راقص ومؤدي .

بعدها بدأت الدول في الدخول وفق الترتيب الهجائي للحروف اليونانية ، ولاقى دخول وفد أفغانستان بعد انقطاع طويل وبمشاركة نسائية ترحيبا حارا من قبل الحضور كما لاقى وفد العراق تصفيقا حارا ، ودخلت الكوريتين تحت علم واحد في تجسيد لوحدة البلدين بالرغم من خلافاتهما ، كذلك شاركت ( تيمور الشرقية وجمهورية كرواتيا ) لأول مرة في الألعاب الأولمبية . وأخيرا تم إشعال الشعلة الأولمبية بواسطة اللاعب اليوناني ( نيقولاس كاكلاماناكيس ) بطل ركوب الأمواج باللوح الشراعي والحائز على الذهبية في أولمبياد 1996 والذي تم رفعه بحبال شفافة إلى مستوى الشعلة ليتم إيقادها . بعدها أشعلت الألعاب النارية معلنة انتهاء الحفل .

شارك ( 3600 ) شخص بحمل الشعلة الأولمبية وجرى كل منهم مسافة ( 300 م ) وكان من بينهم عدد   من مشاهير العرب في الفن والرياضة وهم ( حسين فهمي ، يسرا ، ليلى علوي ، هالة صدقي ، رانيا علواني ، محمد رشوان ، ثابت البطل ، محمد نصير ، إبراهيم المعلم ، حاتم زكريا ، حسن المستكاوى ، أحمد ناصر ) .

 

أبرز نجوم الدورة : حصل السباح الأميركي ( مايكل فيلبس ) على ثمان ميداليات منها ( 6 ذهبيات ) ليتجاوز الرقم القياسي الذي حقّقه مواطنه السباح ( مارك سبيتز ) في اولمبياد ميونيخ عام 1972 وكان ( 7 ) ميداليات .

وأحرز المغربي ( هشام الكروج ) ميداليتين ذهبيتين في سباقي ( 1500 و5000 متر ) ليدخل تاريخ الأولمبياد من بابه الواسع وأصبح ثاني عداء في تاريخ الأولمبياد يجمع ذهبيتي هاتين المسافتين بعد الإنجاز الذي حققه العداء الفنلندي ( بافو نورمي ) الذي كان قد حقق فوزين في سباقين لنفس المسافتين خلال اولمبياد باريس عام 1924 .

شهدت دورة أثينا بروز العديد من الأبطال صغار السن منهم السويدية ( كارولينا كلوفت ) التي شاركت في ( المسابقة السباعية وهي بعمر 20 سنة ) ، والأميركي ( جيريمي وارينر ) الذي شارك في سباق ( 400 م وهو بعمر 20 سنة ) ، والروسية ( يلينا إيسنيباييفا ) حاملة الرقم القياسي للقفز بالزانة وهي بعمر ( 22 سنة ) ، والإثيوبي ( كينينيسا بيكيلي ) الذي أحرز ذهبية سباق ( 10000 م ) وهو بعمر 22 سنة ) ، والسباحة الفرنسية ( لور مانودو وهي بعمر 19 سنة ) ومواطنتها بطلة الجمباز ( اميلي لوبينيك على جهاز العارضتان مختلفتا الارتفاع وهي بعمر 16 سنة ) وجميعهم شاركوا للمرة الأولى في الألعاب الأولمبية .

حصل لاعب الجودو المصري ( محمد رشوان ) على فضية الوزن المفتوح للجودو ، ونال المصارع المصري ( كرم جابر إبراهيم ) الذي اختير أفضل مصارع في الدورة ذهبية وزن 91 كغم .

وباستثناء الإمارات لم تتمكّن أي من دول الخليج من حصد ميدالية إذ منح الشيخ ( أحمد بن حشر آل مكتوم ) بلاده أوّل ذهبية في تاريخ مشاركاتها في الألعاب (منذ عام 1984) عندما فاز بمسابقة الحفرة المزدوجة (دبل تراب) في الرماية معادلا الرقم الأولمبي الذي يحمله الأسترالي مارك راسل (189 طبقا من 200) . كاد المنتخب العراقي لكرة القدم أن يحصل على الميدالية البرونزية لكرة القدم لكنه خسر في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع أمام منتخب ايطاليا بنتيجة ( 1-0 ) ليحصل على المركز الرابع وهي أفضل نتيجة يحصل عليها العراق في الدورات الأولمبية وفي جميع المسابقات بعد الميدالية البرونزية التي حصل عليها الرباع عبد الواحد عزيز في رفع الأثقال في دورة طوكيو 1964 ، وقد لاقى منتخب العراق اهتماماً واسعا في ظل للظروف الصعبة التي كان العراق يمر بها . ومثل المنتخب اللاعبون ( نور صبري و سعد عطية و باسم عباس و حيدر عبد الجبار و نشأت أكرم و صالح سدير و عماد محمد و عبد الوهاب أبو الهيل و رزاق فرحان و يونس محمود و هوار ملا محمد و حيدر عبد الرزاق و قصي منير و حيدر عبد الأمير و مهدي كريم و أحمد مناجد و أحمد صلاح علوان و عدي طالب ) ، وكان المدير الفني للمنتخب ( عدنان حمد  ).

أما نتائج بقية المسابقات فكانت : احرزت الارجنتين ذهبية كرة القدم للرجال وأمريكا ذهبية السيدات ، واحرزت البرازيل ذهبية الكرة الطائرة للرجال واحرزت الصين ذهبية السيدات ، واحرزت الارجنتين ذهبية كرة السلة للرجال وامريكا ذهبية السيدات ، واحرزت كرواتيا ذهبية كرة اليد للرجال والدانمارك ذهبية السيدات .

من المواقف الطريفة والغريبة في الأولمبياد ما حصل للبرازيلي ( فانديرلي كورديرو دي ليما ) الذي حصل على ما هو أكثر من التصفيق ولا يعود السبب لحصوله على برونزية سباق الماراثون بل إلى أن المشجعين أوقفوه حينما كان يتصدر السباق بفارق كبير عن بقية المنافسين وتسبب توقفه هذا في تفوق اثنين من المنافسين عليه ليضطر للرضا بالمركز الثالث والميدالية البرونزية ومنح أيضاً ميدالية ( بيير دي كوبرتان ) التي تمنحها اللجنة الأولمبية الدولية للروح الأولمبية .

شاهد ما يقارب 3.9 مليار شخص الألعاب على شاشة التلفزيون ، وشهدت هذه الدورة دخول المصارعة النسائية لأول مرة لدائرة التنافس في الألعاب الأولمبية .

تصدرت الولايات المتحدة جدول ترتيب الميداليات بحصولها على ( 102 ) ميدالية منها ( 36 ذهبية و39 فضية و 27 برونزية ) وحلت الصين ثانية بـ ( 63 ميدالية ) بواقع ( 32 ذهبية و 17 فضية و 14 برونزية ) وجاءت روسيا ثالثة بحصولها على ( 92 ) ميدالية منها ( 27 ذهبية و 27 فضة و 38 برونزية ) واحتلت استراليا المركز الرابع بحصولها على ( 49 ) ميدالية منها ( 17 ذهبية و 16 فضية و 16 برونزية ) . ( يتم ترتيب الدول في جدول الميداليات استناداً لعدد الميداليات الذهبية التي تحصل عليها كل دولة وليس على أساس المجموع الكلي لعدد الميداليات ) .