منتخبنا الوطني بكرة القدم إلى أين؟
![](/wp-content/uploads/2024/12/منتخب-العراق-780x470.jpg)
أ. د إسماعيل خليل إبراهيم
نائب رئيس لجنة الشباب والرياضة
منذ المباريات الأولى التي لعبها منتخبنا تحت قيادة كاساس كتبت أنه لا دراية له بالجانب الخططي الذي هو الأساس في عمل ومهام المدير الفني، لم نشاهد لغاية الأن جملاً خططية يؤديها اللاعبون، بل تحركات عشوائية وأداء نمطي ممل يتكرر في كل مباراة.
لعب منتخبنا أغلب مبارياته ومنها في بطولة الخليج العربي الأخيرة بأسلوب واحد لم يتغير تمثل بالكرات العرضية من الجانبين إلى داخل منطقة الجزاء على أمل أن يسجل أيمن حسين هدفاً من إحداها وهو ما لم يحصل وعلى الرغم من أن هذا الأسلوب أثبت فشله بمرور الوقت وبتعاقب المباريات إلا أن كاساس أصر على الاستمرار باعتماده ، إلى جانب المبالغة في الكرات الطويلة التي تلعب من المدافعين إلى المهاجمين والتي تفتقر إلى الدقة غالباً فضلاً عن إنها تلغي دور لاعبي خط الوسط المعول عليهم رسم الهجمات والتحكم بسير المباراة بما يخدم الفريق وهو تأكيد جديد على أن كاساس لا يملك ما يقدمه للمنتخب في الجانب الخططي الذي هو من أهم مهامه كما ذكرنا، في الوقت ذاته نشاهد التنوع الخططي في أداء المنتخبات الأخرى التي ليس بين لاعبيها ولاعبينا فوارق كبيرة في الجانب المهاري أو البدني لكنهم يتحركون في الملعب على ضوء ما خطط له المدير الفني لكل منتخب وتدرب عليه اللاعبون في الوحدات التدريبية وليس على ضوء اجتهادات اللاعبين ، والمدير الفني الجيد هو الذي تراه في الملعب من خلال تحركات لاعبيه وما يؤدونه من جمل خططية ، وهذا ما نشاهده في مباريات الأندية والمنتخبات الاجنبية. ولا يقف الأمر عند الجوانب الخططية بل يمتد إلى ما يعتمده المدير الفني من طرائق لعب فنوعية المنافسين تفرض عليه اختيار الطريقة المناسبة، والطريقة هنا لا نقصد بها توزيع اللاعبين على خطوط الفريق على الورق بل تنفيذ المهام التي تفرضها كل طريقة واختيار اللاعبين المؤهلين لتنفيذها وأداء متطلباتها على ضوء مستوى الفريق المنافس وإمكانات لاعبيه، وهو ما لم يقدمه كاساس . وهو لا يجيد قراءة المنافسين سواء قبل المبارة أو خلالها لذلك نرى المنتخب يؤدي جميع مبارياته وباختلاف المنافسين بأسلوب واحد لا يتغير. ومن ضمن ما يرتبط بالجوانب الخططية تصحيح أخطاء اللاعبين التي يؤكد تكرارها في كل مباراة أن المدير الفني إما أن يكون غير عارف بها أو إنه لا يمتلك القدرة على تصحيحها فأخطاء لاعبي خط دفاع منتخبنا الكارثية تتكرر في كل مباراة ولاسيما في التغطية ومراقبة المنافسين والتواجد في المكان الصحيح، كذلك الإفتقار إلى الزيادة العددية في ملعب المنافس ومنطقة جزائه والعجز عن إيجاد الحلول والبدائل للوصول إلى مرماه، إلى جانب عدم استثمار الكرات الثابتة والتسديد العشوائي. ويدخل استبدال اللاعبين خلال المباراة ضمن الجانب الخططي فاستبدال اللاعبين يكون من أجل إحداث إضافة أو تغيير خططي يسعى له المدير الفني ونادراً ما يكون الغرض منه استبدال لاعب مكان أخر كما هو حال أغلب التبديلات التي يجريها كاساس. ومن الحالات السلبية التي يكررها كاساس التغيير المستمر في تشكيلة المنتخب وهو ما يفقده أحد أهم مرتكزات النجاح ألا وهو الاستقرار الذي يلعب دوراً مهماً في تحقيق الإنسجام بين اللاعبين على مستوى الخط الواحد أو خطوط الفريق جميعها وهو ما نشاهده في بقية الفرق والمنتخبات في مشارق الأرض ومغاربها ونحن هنا لا نقصد لعب جميع المباريات بأحد عشر لاعباً دون سواهم بل نقصد الاقتصار على ( 22 أو 23 ) لاعباً أسوة بما يحدث في فرق العالم .
لعب منتخبنا ثلاث مباريات فزنا بواحدة منها وخسرنا اثنتين، سجلنا هدفين فقط ودخل مرمانا خمسة أهداف فكنا أقل المنتخبات تسجيلاً وثاني أكثر المنتخبات استقبالاً للأهداف، إلى جانب سوء الأداء في المباريات جميعها. منذ البداية لم يكن كاساس الخيار الأفضل للمنتخب فسجله التدريبي ليس فيه ما يجعله مؤهلاً لهذه المهمة، واختياره من قبل الاتحاد العراقي تم بناءً على توصية من اتحاد كرة القدم الأسباني ( وهذا ما صرح به الاتحاد العراقي ) وهو ما يعد سابقة في اختيار المدير الفني والمباريات التي خاضها المنتخب تحت قيادته أثبتت ذلك . أتمنى أن نواجه ما حصل للمنتخب بصراحة ومصداقية بعيداً عن العاطفة فتشخيص السلبيات والإعتراف بها من أجل وضع الحلول لمعالجتها هو الخطوة الأولى لتقويم المسار وبدون ذلك سنبقى ننتقل بين فشل وآخر، وأن لا يخرج علينا بعض الأخوة ليشيدوا بكاساس ويذكرونا ببطولات لا قيمة ولا وزن لها حصل عليها منتخبنا معه كبطولة كأس ملك تايلند وكأس الخليج السابقة التي أقيمت في البصرة وشاركت فيها أغلب المنتخبات بأعداد من لاعبي الصف الثاني.
السؤال الأول الذي نطرحه هنا: إلى متى سيستمر كاساس مع المنتخب على الرغم من سوء الأداء والنتائج؟ والسؤال الثاني : ما الذي ينتظرنا في نهائيات كأس العالم من نتائج إن ترشحنا لها في ضوء المستوى الهزيل للمنتخب الذي يتحمل كاساس مسؤوليته المباشرة ؟
على الرغم من أن الأمنيات ليست هي مفتاح التغيير أو العامل الحاسم فيه لكننا نتمنى مخلصين وصادقين أن يتجاوز منتخبنا كبوته وأن نقف بشجاعة أمام ما حصل من أخطاء وأن لا يكون همنا الوحيد الوصول إلى كأس العالم فقط بل أن نسعى بجد من أجل الظهور بمستوى مشرف، وأن يأخذ الاتحاد العراقي لكرة القدم على محمل الجد كل ما يكتب وما يقال من أراء ومقترحات ومعالجات لاسيما وأننا نمتلك فسحة جيدة من الوقت للمعالجة.