لجنة الشباب و الرياضة

الأسطورة والأساطير

أ . د إسماعيل خليل إبراهيم

نائب رئيس لجنة الشباب والرياضة

المنتدى العراقي للنخب والكفاءات

 

   يتكرر استخدام كلمة ( الأسطورة و الأساطير ) من قبل العديد من الاخوة في كتاباتهم التي تُنشَر على الصفحات أو في اللقاءات على الفضائيات وعلى بعض مواقع التواصل الإجتماعي في إشارة إلى اللاعبين الذين تركوا بصمات لا تنسى في مسيرتهم الكروية وكانوا الأبرز بين أقرانهم خلال ممارستهم اللعبة وبعد اعتزالهم دون أن يكلف أحد منهم نفسه عناء البحث عن معنى الكلمة ومدى انسجامها مع ما يقصده وإمكانية شيوع استخدامها من قبل الأخرين وهي حالة غير صحية إذ إن علينا جميعاً عدم استخدام المفردات و العبارات إلا بعد التأكد من معناها اللغوي ، فاللغة هي التي تحكم كتاباتنا وأقوالنا وتقودها على وفق معانيها وليس العكس . وللأمانة فإن هذه الكلمة تستخدم أيضاً من قبل بعض الإخوة العرب .

   في اللغة : الأسطورة : الخرافة . الأسطورة : الحكاية ليس لها أصل . الأساطِيرُ : الأباطيلُ والأحاديثُ العَجيبةُ .  

لا شك في أن المعنى اللغوي للكلمة لا علاقة له البتة بما يقصده الأخوة الكُتاب أو المتحدثين أو يشيرون له ، لا بل هو أبعد ما يكون عن ذلك . هل كان اللاعبون الذين يدور الحديث عنهم خرافة ، أو نشرت عنهم أحاديث باطلة لا أصل لها وليست حقيقية أم كانوا حقيقة شاهدناها في ملاعب الكرة لسنوات طويلة وقدموا لنا من فنون الكرة ما لم يقدمه سواهم ؟ . السؤال الذي يمكن طرحه هنا هو : ما البديل الذي بإمكاننا استخدامه ؟ من وجهة نظر شخصية نرى أن البديل يمكن أن يكون كلمة ( مشهور و مشاهير ) .

 في اللغة : ( مشهور ، الجمع : مشاهير ) . ( مشهور : معروف على نطاق واسع ، شهير ، ذو صيت . ذائع الصيت ، معروف لدى الجميع ) . ( هو أشهر لاعب دولي : ذائع الصيت ، مشهور ) .

لا شك في أن كلمة ( مشهور ، مشاهير ) يمكن أن تعبر عن ما نريده أصدق تعبير ، إذ أن اللاعبين الذين نقصدهم كانوا مشاهير يعرفهم كل متابع للعبة كرة القدم وهو ما يمكن تعميمه على أي لعبة سواها . وبمناسبة المنتخب الذي سيشارك في بطولة الخليج ويضم لاعبينا المعتزلين فبإمكاننا أن نطلق عليه اسم ( منتخب المشاهير ) ، وأن نطلق على البطولة تسمية ( بطولة كأس الخليج العربي للمشاهير ) .

إن الكاتب و المتحدث يتحملان مسؤولية كبيرة أمام الجمهور إذ أن ما يكتب أو يقال يمكن أن يكون مادة يعتمدها ويتناقلها القارئ والمشاهد والمستمع فيعم استخدامها بين الناس على الرغم من أن معناها اللغوي يخالف تماماً ما نقصده نحن بها وقد يتناقض معه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى