حفل توقيع كتاب (الجزيرة العربية في وثائق الهند البريطانية)
بمناسبة انعقاد معرض الشارقة الدولي للكتاب جرى حفل توقيع كتاب ( الجزيرة العربية في وثائق الهند البريطانية 1800 – 1929م ) للمؤلف السير سي يو اتشيسون وكيل الشؤون الخارجية لحكومة الهند البريطانية ، ترجمة وتحقيق الدكتور عبدالوهاب القصاب ، العضو المؤسس في المنتدى العراقي للنخب والكفاءات ، لجنة العلوم السياسية.
نبذة عن الكتاب بقلم الدكتور عبدالوهاب القصاب :
هذا الكتاب يؤرخ بحق علاقات بريطانيا مع الجزيرة العربية بكل تنوعاتها الاجتماعية و القبائلية ولهذا الكتاب قصة هو اني عثرت على الحد ١١ من هذه الوثائق التي اصدرها السير سي يو اتشيسون وكيل الشؤون الخارجية لحكومة الهند البريطانية ايام كانت بريطانيا الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس
لذلك لم يكن مصدر هذه الوثائق الأرشيف البريطاني في لندن، بل أرشيف حكومة الهند البريطانية التي كان يحكمها نائب الملك باسم الملك الإمبراطور ملك المملكة المتحدة وامبراطور الهند، و هو اللقب الذي ورثه عن آخر امبراطور مغولي مسلم حكم الهند قبل تغلغل شركة الهند الشرقية البريطانية في الهند و تمهيدها الطريق للاستعمار البريطاني المباشر للهند وهو أبو الظفر محمد بهادر شاه ظفر (24 تشرين اول أكتوبر 1775-7 تشرين ثاني نوفمبر 1862) وقد ورثت الملكة فيكتوريا لقب الامبراطور عام 1853 و استمر ملك بريطانيا يحمل لقب امبراطور الهند حتى العام 1947 عند حصول الهند على استقلالها عن بريطانيا و تقسيمها إلى دولتين.
تمثل هذه الوثائق ما مر على الجزيرة العربية من احداث مفصلية و محورية يمكن ايجازها بأربع وقفات؛ أولاها :هو نشوء و توسع الإمبراطورية البحرية العمانية التي لم تتح لها بريطانيا العيش طويلاً فقد تدخلت بالتهديد و الخداع لزرع العداوة و الشكوك بين الشقيقين ماجد و ثويني اللذين ورثا والدهما و تدخلت بريطانيا بالتهديد و تم اتفاق الشقيقين على تحكيم اللورد كاننغهام بينهما فأفتى عام 1961 بتقسيم الممتلكات العمانية بين الشقيقين بحيث تصبح زنجبار مستقلة عن مسقط وأن يقوم ماجد بدفع جزية سنوية مقدارها أربعين الف ريال. وبهذا شهدنا انتهاء أخر امبراطورية بحرية عربية فرضت وجودها بالقوة المسلحة على منطقة شمال المحيط الهندي وفاقت سفنها الحربية/ التجارية الثلاثة ألاف سفينة.
و ثانيها هو تسلل بريطانيا الفعلي للسيطرة على الممتلكات العثمانية في الجزيرة العربية متمثلة بالسيطرة على ميناء عدن الخطير الأهمية، و من ثم التسلل الى الساحل الجنوبي للجزيرة العربية بإغراء أو إجبار عشرات السلاطين العرب المحليين بالدخول معهم باتفاقيات إذعان اطلق عليها اتفاقيات الحماية التي اعترفت بها بريطانيا بهؤلاء السلاطين، وقبول هؤلاء بالحماية البريطانية على ان لا يبرموا أي اتفاق إلا بموافقة سلطة الحماية أي بريطانيا العظمى.
و ثالثتها: هو تسلل بريطانيا بنفس الطريقة إلى الخليج العربي و فرض حمايتها على مشيخات الساحل العماني الذي أطلقت عليه بريطانيا اسم الساحل المتهادن أو الساحل العماني المتهادن و هي ما تشكل الإمارات العربية المتحدة حالياً. و قد شهدنا في هذه الحقبة أيضاً تخلي مسقط عن حقوقها في ساحل سيستان المقابل في بندر عباس و في كواتر الباكستانية حالياً. راعت بريطانيا خط تقسيم النفوذ بينها وبين الدولة العثمانية حتى أواخر القرن التاسع عشر عندما أعلنت حمايتها لشيخ الكويت مبارك بن صباح بعد تصفيته لشقيقيه محمد وجراح، ثم أخيرا إعلانها لحمايتها على قطر عام 1916 و إنزال العلم العثماني من على مقر القائمقام وهو شيخ أل ثاني الحاكم.
و رابعتها : العلاقات البريطانية مع السلطة الوهابية و مساعدتها التي لا يمكن انكارها على فرض عبدالعزيز آل سعود على سلطته على الحجاز و توابعها و على بقية نجد.
هذا هو ما جعل هذا الكتاب الذي هو الآن بين يدي القراء مهماً. و لا زال لدي أمل بأن أعثر عبر الإنترنيت أو في مكتبة قطر الوطنية عند زيارتي للدوحة على الجزء الخاص بالساحل الشمالي الشرقي للخليج العربي الذي كانت تمتلكه حتى القرن التاسع عشر إمارات عربية سيطرت على موانئه، و (بنادره) حتى ساعدت بريطانيا أيضاً الشاهات الفرس بالسيطرة عليه لأقوم بترجمته و تحقيقه و التعليق عليه.
في الختام أرجو أن تجد هذه الطبعة الرواج المرجو والفائدة المستهدفة.
وعلى الله قصد السبيل