لجنة الصناعة و الطاقة

حقيقة ايقاف تجهيز الغاز الإيراني

المهندس الاستشاري/ احسان العبيدي

عضو لجنة الصناعة والطاقة

المنتدى العراقي للنخب والكفاءات

 

المقدمة.. من المعلوم ان عقد تجهيز الغاز الايراني عام 2013 والقاضي تجهيز العراق بالغاز الايراني بكمية تصل الى 50 مليون متر مكعب يوميا صيفا ومعدل تجهيز 25 مليون متر مكعب يوميا في بقية المواسم.

لقد اثار هذا الاتفاق الكثير من الانتقادات من خبراء النفط والاقتصاد وخصوصا فيما يخص السعر وشروط التجهيز من حيث مدة العقد وشروط استلام الانتاج في كل الاحوال حتى وان كانت هناك مشاكل في محطات انتاج الكهرباء بينما يبيح للجانب الايراني قطع التجهيز عند احتياجهم للغاز.

من حيث السعر سعر الغاز الايراني يزيد عن سعر الغاز الروسي مثلا بثلاثة اضعاف , سعر 1000 متر مكعب من الغاز الايراني بحدود 300 $ بينما الغاز الروسي بحدود 110 $ لنفس الكمية.

في أذار 2024 طالب نائب وزير النفط الايراني العراق بدفع 15 مليار $ بثمن تجهيز الغاز عن الفترة 2017 ولغاية 2024 بكمية تجاوزت 52 مليار متر مكعب من الغاز وهذا يعني ان سعر المتر المكعب من الغاز هي بحدود 0.3$ / م^3

وان الكلفة السنوية لتجهيز معدل 25 مليون متر مكعب هي بحدود 3 مليار $ وفي حالة استيرادنا بمعدل 50 مليون متر مكعب ستكون الكلف السنوية بحدود 6 مليار $.

و لعدم ضمان التجهيز المستمر للغاز الايراني و للعقوبات الامريكية على ايران تم التعاقد مع تركمنستان لتجهيز الغاز بعقد غريب يتم فيه شراء الغاز التوركمنستان بكمية تقارب 30 مليون قدم مكعب من قبل ايران لتغذية المناطق الشمالية الايرانية ومقايضته بالغاز الايراني الى العراق وبهذا تربح ايران مرتين الاولى ضريبة مرور الغاز التركستاني عبر اراضيها و الثانية فرق سعر الشراء الرخيص من تركمنستان و سعر المباع الى العراق وقدرت ارباح الايرانيين بملياري $ سنويا و 10 مليار خلال مدة العقد الخمسة سنوات.

وتشتري ايران غاز من تركمانستان ولم تسدد ديون بذمتها لهم و التي قدرت بمليار و 800 مليون $ ومن المحتمل ان يسددها العراق من خلال هذا العقد الغريب وسيكون العراق تجت ضغوط ايران وأمريكا و تركمنستان.

 

الان يتبين لنا ان اسباب قطع إيران تجهيز الغاز للعراق هي ليست كما يدعون انها بسبب الصيانة الاضطرارية او المبرمجة التي من غير المنطق اجراء الصيانات بهذه الظروف الباردة اذ تجري الصيانات في موسم الصيف الذي يقل فيه الاحتياج للطاقة , حتى في الحالات الطارئة غالبا لا تستغرق هذه الفترة لتجاوزها.

وعند استبعاد اعمال الصيانة لم يبق لدينا الا الاسباب المالية والاقتصادية التي تعصف بإيران.

اما السبب الاخر فهو سياسي اذ تلويح اسرائيل وامريكا لشن الحرب عليها تجبرها لاتخاذ اجراءات استباقية لتفادي خسائر حرب الطاقة ومنها ضرب كل منظومات الطاقة.. أذن السياسة والمال هي الاسباب المرجحة لهذا القطع المفاجئ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى