الطب التجديدي والعلاج الجيني، قفزة نوعية في رحلة الرعاية الصحية
REGENARATIVE MEDECIN AND GENE THERAPY
الدكتورة زينة علي حميد، نائب رئيس اللجنة الصحية
المنتدى العراقي للنخب والكفاءات
ينطوي العلاج الجيني على تعديل الجينات داخل خلايا الجسم في جهود تهدف إلى علاج المرض او إيقافه.
تحتوي المادة الوراثية (الجينيوم) على الجينات التي تتكون من الأحماض النووية، وهي الشفرة التي تتحكم في شكل الجسم ووظيفته، بداية من النمو الطولي إلى تنظيم أجهزة الجسم. ويمكن ان تتسبب الجينات التي لا تقوم بوظيفتها بشكل صحيح في حدوث الامراض.
يبشر العلاج الجيني بعلاج نطاق واسع من الأمراض السرطانية والتليفات الكيسية وأمراض القلب وداء السكري والإيدز والثلاسيميا.
يحقق الباحثون في عدة طرق لاستخدام العلاج الجيني بما في ذلك:
- استبدال الجينات المحورة حيث تصبح بعض الخلايا مريضة بسبب عدم عمل بعض الجينات على نحو صحيح او انها لم تعد تعمل على الإطلاق. وقد يساعد استبدال الجينات المعيبة في علاج بعض الأمراض السرطانية.. على سبيل المثال، عادة ما يمنع الجين المسمى P53 الورم من النمو، وترتبط عدة انواع من الامراض السرطانية بمشاكل الجين P53 فإذا تمكن الطبيب من استبدال الجينات المذكور المعيب ،فإن ذلك قد يحفز وفاة خلايا السرطان.
- إصلاح الجينات المحورة التي تسبب المرض، أو ممكن تشغيل جينات صحية تساعد في الوقاية من المرض.
- جعل الخلايا المريضة أكثر وضوحاً للجهاز المناعي، في بعض الحالات لا يهاجم الجهاز المناعي الخلايا المريضة لأنه لا يتعرف عليها كخلايا غريبه. يمكن ان يستخدم الأطباء العلاج الجيني لتدريب الجهاز المناعي على معرفة الخلايا التي تشكل تهديداً.
عادة ما يتعين نقل العلاج الجيني باستخدام الناقل ويدعى باسم المتجه الناقل. وأكثر ناقلات العلاج الجيني شيوعاً هي الفايروسات لأنها تستطيع التعرف على خلايا معينه وتحمل المادة الجينية إلى جينات الخلايا. يقوم الباحثون بإزالة الجينات المسبب للمرض من الفايروسات واستبدالها بالجينات اللازمة لوقف المرض.
ولا تعد الفايروسات الناقل الوحيدة التي يمكن استخدامها لحمل الجينات المعدلة إلى خلايا الجسم، إذ تخضع نواقل أخرى للدراسة في التجارب السريرية مثل:
*الخلايا الجذعية: تعد الخلايا الجذعية stem cells الخلايا التي تنشأ منها كل الخلايا الأخرى في الجسم ،حيث يمكن تدريب هذه الخلايا في المعمل على أن تصبح خلايا متخصصة يمكنها مقاومة الأمراض.
**الجسيمات الشحمية، لدى هذه الجزيئات الشحمية القدرة على حمل الجينات الجديدة العلاجية إلى الخلايا المستهدفة ونقل الجينات المعدلة إلى الحمض النووي في الخلايا.
النتائج:
إمكانيات العلاج الجيني واعده للغاية. لقد أظهرت التجارب السريرية للعلاج الجيني المجراة على أشخاص بعض النجاح في علاج امراض مستعصية مثل:
1*عوز المناعة المكتسب الشديد. AIDS
2*الهيموفيليا (الناعور)
3*العمى الناتج عن التهاب الشبكية الصباحي.
4* ابيضاض الدم LEUKAEMIA.
لكن هناك حواجز بالغة تعيق سبيل ان يصبح العلاج الجيني شكلاً موثوقاً من العلاج:
1*ايجاد سبيل موثوقاً لتوصيل المادة الجينية إلى داخل الخلايا.
2*استهداف الخلايا الصحيحة.
3*تقليل خطر الآثار الجانبية.
استخدام الطب التجديدي والعلاج الجيني لعلاج الاطفال: ضرورة أخلاقية:
تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى ان الاطفال يشكلون نحو ثلثي عدد المصابين بالأمراض النادرة المعروفة، والكثير منها ينتج من اضطرابات وراثية غالباً ما تسبب ضرراً مميتاً في القلب والكبد والرئتين واعضاء أخرى. ومع ذلك فإن إمكانية علاج هذه الأمراض تتزايد بفضل العلاجات المتقدمة بالطب التجديدي والعلاج الجيني.
فلننظر كيف ساهمت مختلف العلاجات الجينية في فرص البقاء على قيد الحياة وآفاق عدد السنوات العمرية المرتبطة بجودة الحياة (Qual) للأطفال المصابين بأمراض نادرة في المجالات التالية:
1-جراحة القصبة الهوائية والرئة: يتم استخدام الخلايا الجذعية الرئوية من الأنسجة البالغة او الخلايا الجذعية متعددة القدرات لتجديد المجاري الهوائية.
2-اضطرابات الدم مثل فقر الدم المنجلي والثلاسيميا بيتا. تؤخذ الخلايا الجذعية من النخاع الشوكي للطفل ويعالج بفيروس ارتجاعي من خلال التعديل الجيني، ثم يعاد نقل الجين المصحح مجدداً إلى جسم المريض.
وفي يومنا هذا، نجد الابتكار وسمات الطب التجديدي والعلاج الجيني يضطلع بدور ما فيها فمثلاً، إذا كان المريض يعاني حروقاً. قد تفيده الضمادات الليفية المصنوعة من زجاج نشط بيولوجياً إذ انها تساعد الجلد في التعافي بشكل اسرع، ما يقلل فترة الرقود واشغال أسرة المستشفيات وطاقمها الطبي.