الدول النامية المنتجة للنفط بين الضياع واقتناص الفرص

✍ بقلم: البروفيسور الدكتور سعد محمد عثمان
أستاذ الاستراتيجيات والسياسات الاقتصادية
الأمين العام للمنتدى العراقي للنخب والكفاءات
منذ السبعينات نركز اهتمامنا من خلال المؤتمرات والبحوث على سؤال مهم كيف يمكن استثمار عوائد النفط في تغيير هيكل الانتاج واعادة توزيع الدخل في البلدان النامية المصدرة للنفط والمستوردة لرأس المال. ؟؟؟
وكنا نركز على الأمن الغذائي بالصناعات الخفيفة اولاً وزيادة الدخل القومي والاستفادة من الموارد الطبيعية المتاحة. وكنا ندعو الى رفع الطاقات البشرية وصقل خبراتها التقنية من خلال الاستفادة ما هو متاح من الدول المتقدمة وكنا نركز على ضرورة التوزيع العادل للدخل لضمان الاستقرار ومنع الاختراق. ثم ننتقل الى مراحل التطور اللاحقة.. ودرسنا ميدانياً تجارب مهمة وبالأرقام لدول مثل فنزولا والعراق ونيجيريا وإيران والجزائر وغيرها. هذه الدول لسبب واخر اخفقت في تحقيق الرفاهية لشعوبها سواء لعوامل خارجية او داخلية او للسببين. وشهدت هذه الدول مرحلة رخاء وقتي. وربما السبب ان هذه الدول تبنت فلسفة اقتصادية مركزية ونماذج في التنمية متأثرة بعقائد سياسية تسببت بالعداء لها. والخوف من انتشارها
وكانت دول الخليج مؤشرة بانها بلدان مستهلكة لعوائدها ولا تملك أي هيكل انتاج. وعند المقارنة اليوم نجد هذه الدول حققت تنوع في هيكل الانتاج وتطور هائل في مستوى الرفاهية وجنبت نفسها بذكاء عن الصراعات الداخلية والخارجية واستفادت من الفرص من تحول علاقاتها مع العالم المتقدم من تحالفات الى شراكات. دول الخليج العربي مع امريكا ودول الغرب. ومازالت الدول النفطية التي أشرنا اليها غير الخليجية تعيش احلام عقائدية فاشلة وتجني التخلف والتراجع والضياع من الفرص التاريخية التي اتيحت لها.
عقيدة العالم حالياً هي المنفعة الاقتصادية. كيف ابني بلد متطور اقتصادياً؟، ما موجود من تطور حضاري في دبي نموذج للعالم المنشود اين نحن مما يجري في العالم هل مازلنا ننتظر النظرية والوعد الموعود ام سننفض عوامل التخلف ونلحق بمستقبل الاجيال القادمة التى تتبنى التكنلوجيا بالتواصل وليس الخطابات والفتاوى.