اللجنة القانونية

الحرب على قطاع غزة وحق الفيتو

المستشار سعيد النعمان ، عضو اللجنة القانونية في المنتدى العراقي للنخب والكفاءات

لم يلتزم ولم يكترث ولم يحترم المحتل والغاصب لفلسطين القرارات الدولية أجمالا ومنذ احتلت ارض فلسطين الأبية من قبل الكيان الصهيوني ومنذ احتلاله  فلسطين بدأت تشن حروبا على غزة خلافا لكل القرارات الأممية والمواثيق وتحديداً القوانين الدولية التي تحكم النزاعات والصراعات المسلحة وعلى سبيل المثال لا الحصر ( القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف 1949 والبروتوكولات الإضافية عام 1957 . وقواعد الحرب المعروفة وكل ما يتعلق بحماية الإنسان والأسرى والمحرمات من المساجد والمستشفيات والطواقم الصحية والبنية التحتية وأدواتها وكل مستلزماتها .

أن الفقه القانوني الدولي  يؤكد على ضرورة التوازن بين قواعد الضرورة  العسكرية والإنسانية  وبخلافه فأن ذلك محذور بموجب اتفاقية جنيف الأولى وأن الهجوم على الأفراد والمساعدات الإنسانية تعد من جرائم الحرب . وكذلك الحصار أذا أستهدف حياة المواطنين وأن المحتل أرتكب انتهاكات خطيرة في استهدافه مخيمات اللاجئين الهاربين من مواقع المعارك وشدتها.

أن صمت المحكمة الجنائية الدولية التي هي الجهة الوحيدة القادرة على توجيه الاتهام وفقا لنظام روما الأساسي لها فهي السلطة القانونية للتحقيق في الجرائم التي ترتكب على أراضي الدول الأعضاء أو التي يرتكبها مواطنو هذه الدول في حال عدم قدرة السلطات المحلية القيام بها . وسبق أن وجهت السلطة الفلسطينية رسالة إلى المحكمة الجنائية الدولية تضمنت قيام العدو  المحتل ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعيه أرتكبها جيشه المهزوم في قاطع غزة . وبدأ العدو الإعلان عن أهدافه ما بعد غزة وعزمه على أدارة السلطة الإدارية في القطاع في حين تستمر وتصعد عدوانها مخلفة الآلاف من الشهداء والجرحى وتوسيع عمليات التهجير بكل أبعادها . الأمر الذي يتطلب تحقيق دولي في المجازر التي أرتكبها المحتل بحق شعبنا الفلسطيني .

  • حروب الكيان الصهيوني على غزة

المتابع للحروب التي شنها المحتل على غزة سيجد أن بدايتها منذ عام 2005 عندما أسحبت وتركت المدن التي كانت فيها إلا أنها كانت تمارس عملياته في غزة مخلفة المئات من الشهداء وفي حزيران 2007 وبعد أن سيطرة حماس على القطاع أعلنت إسرائيل أن غزة كيانا معاديا . وبدأ العدو حربا عليها والهدف من ذلك إنهاء حركة حماس وأستعمل العدو أسلحة محرمة دولية وردت المقاومة بعدد من الصواريخ  وفي عام 2012 شن العدو هجوما على المواقع ومخازن الصواريخ  لحركات المقاومة وفشل العدو في تحيق أهدافه وفي تشرين الثاني تم وقف إطلاق النار وإعلان أتفاق تهدئة . وفي عام 2014 نفذ  العدو عملية تدمير أنفاق بنتها المقاومة ولم يحقق العدو أي شيء . وفي عام 2019 أطلقت أحدى الطائرات المسيرة استهدفت المنطقة الشمالية الذراع العسكري لسرايا القدس شرق مدينة غزة . وفي عام 2021 شن العدو الصهيوني واندلعت معركة سيف القدس وفي عام 2022 أطلق العدو طائرات مسيرة اغتالت أحد قادة حماس.  وتكررت الاعتداءات وقدمت غزة الآلاف من الشهداء والجرحى من الأطفال والنساء الشيوخ وفي فجر يوم 7 / تشرين الأول من هذا العام شنت المقاومة الفلسطينية في غزة عملية طوفان الأقصى على المحتل على إسرائيل بريا وبحريا وجويا وانطلقت المقاومة إلى عدة مستوطنات في غلاف غزة وحققت انتصارا مبهرا وتكبد العدو خسائر لا تعد ولا تحصى في الأموال والأرواح وما تزال المعارك مستمرة حيث قام العدو بقطع الماء والكهرباء عن غزة وإغلاق كافة الطرق المؤدية إليها.

  • حق النقض (الفيتو )

منح حق النقض أو ما يطلق عليه بالفيتو لخمسة دول منفردة أو مجتمعة أطلق عليها تسمية الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وفي حالة استخدامه  يؤدي إلى إجهاض للقرارات وليس مجرد اعتراض ولا يمرر أي قرار نهائيا حتى وأن كان مقبولا للدول الأربعة عشر .

ومنح هذا الحق دون بيان أسباب الاعتراض وهذا ما ورد في الفصل الخامس من الميثاق المواد ( 23 ـ 51 ) وهذه الدول هي (أمريكا وروسيا والصين وانكلترا وفرنسا ) المنتصرة في الحرب العالمية الثانية . ومنذ صدور ميثاق الأمم المتحدة عام 1945 وأصبح هذا الحق نافذا وبقى هذا الحق حكرا على الخمسة تستخدمه كيف ومتى تشاء والمتابع لقرارات مجلس الأمن يجد أن أمريكا استخدمته بعدائية وبشكل سيئ وبشع وأخفقت جميع القرارات التي تؤيد الحقوق الفلسطينية العربية وتصوت بالضد منها . وتقدم العون الكامل في المجالين السياسي والعسكري للكيان الصهيوني وفي المنابر الدولية والإقليمية ناهيك عن المواقف المعادية للدول العربية وفقا لمصالحها ومصالح المحتل .

أن أمريكا عليها أن تقف عن العبث في استخدام هذا الحق وتنسجم مع بقية الدول التي منح لها هذا الحق وأن تستخدمه بإنصاف وعدالة . وفي جميع القرارات التي تعرض على المجلس وبالذات القضايا العادلة التي تنصف حقوق العرب وقضاياهم المشروعة تستخدم هذا الحق وتسقط  كل القرارات المقترحة لإيقاف الحرب على غزة . وأخرها استخدامها لحق النقض لمشروع وقف أطلاق النار في غزة الذي أشاد وزير الدفاع الصهيوني المحتل بالموقف الأمريكي الرافض لوقف أطلاق النار في غزة في حين امتنعت بريطانيا عن التصويت . والمتابع لاستخدامات أمريكا حق النقض يجد أنها استخدمته (35 ) مرة ضد فلسطين و(47 ) مرة دعما لإسرائيل فكيف يعقل أن تغير أمريكا مواقفها وتقف بحياد من الحرب على غزة .

 أنها جزأ من الحرب بأوامر صهيونية للقضاء على المقاومة المسلحة خسئوا وخابت أهدافهم المريضة  وأن غدا لناظره قريب .  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى