عذراً لكل مغربي أبكاه صوت العراق!
إياد الصالحي
عضو لجنة الرياضة في المندى العراقي للنخب والكفاءات
تصويت أسوَد في يوم أسوَد لن تنساه الرياضة العربية في الثالث عشر من حزيران 2018، وضع صوت العراق الكروي في خانة المتمرّدين على دولة عربية سعت لتشريفه مع العرب وإنجاح تحدّيهم الكبير في إمكانية كسب ملف مونديال 2026 على أرضها أملاً بثنائية فريدة في العقد الثالث من الألفية الثالثة حيث سبق القطريون أخوتهم المغاربة بالحصول على حق تنظيم النسخة 22 التي استكثر التحالف الغربي باكاذيبه ومؤامراته وحروبه الإعلامية أن تقام ثانية على أرض العرب برغم أن الكاس الذهبية دارت أصْقاع الارض كلها طوال 88 عاماً ولم يرتو الشعب العربي منها إلا بوعدٍ في الدوحة بعد أربعة أعوام لا يهدأ بال مناوئيه بتهديداتهم الفارغة كل يوم على إبطال إقامتها ونقلها خارج المنطقة!
نشعر بالخجل والمرارة أن يرد صوت بلدنا في لائحة التصويت في موقع الفيفا الالكتروني ضمن اسماء “المتحالِف” مع أمريكا وكندا والمكسيك ضد المغرب الشقيق الذي بات كل مواطن يقطنه مضرّجاً بدموع الحزن على اِحتِضار شهامة العرب الأباة الأقدمين.
واأسفاه لموقف عراقي شخصي لم يأخذ أجماع الهيئة العامة للاتحاد كما تقتضي الاعراف الديمقراطية التي افرزت مجلسه المنتخب، موقف لا يمثل إرادة العراقيين كلهم، لان اصطفافهم مع أي عربي بمثابة دفاع عن أمة عريقة بتاريخها ولن يخذلوها مهما كانت قوة الملف الأمريكي بمنشآته وأمواله التي وظّفت في عقود استثمارية، متوعّداً بالويل لمن لا يبصم له، ونحن هنا لا نتحدث بدافع عاطفي بل مهني، فالملف المغربي متكامل أيضاً واستحقّ شرف التنظيم منذ مونديال 2010 الذي ذهب الى جنوب أفريقيا برغبة صريحة من رئيس الاتحاد الدولي المخلوع جوزيف بلاتر وتحدثت جميع وسائل الاعلام عن ذلك، ثم أن المكسيك وأمريكا نظمتا المونديال سابقاً وفرصة المغرب مشروعة لولا محاربتها بتكتل مسبق.
فأي عذر سيخرج علينا اتحاد الكرة بعد فضيحة تصويته للملف المشترك الذي نال 134 صوتاً مقابل 65 للمغرب، هل أن أزمة عدم حصول الرياضيين والمواطنين العراقيين عامة على سمات الدخول للمغرب ما بعد عام 2006 وتداعيات نقل السفارة المغربية الى الأردن سبباً في ذلك كما يحلل البعض الدوافع؟ أبداً لا يمكن تبرير الفعل طالما أن التصويت جرى للمفاضلة بين ملفين “عربي وأجنبي” وليس بين العرب انفسهم، وإذا كان هناك من يغمز بقناة الحكومة أنها أوعزت لممثل العراق يمنح صوته لأمريكا فتبقى غمزته مشكوكاً بها حتى يصدر توضيح رسمي من وزارة الشباب والرياضة الجهة الممثلة للحكومة، أما إذا صحّت فهذا تناقض مزدوج يفضح رفض اتحاد الكرة تدخل الحكومة في مراقبة المال العام والإحالة الى القضاء لتدقيق شبهات الفساد في ملف مالي خليجي بينما يوافق على فرض توصية حكومية في تصويت دولي!!
كنا نتمنى أن يحمل الصوت (66) بصمة إرادة العراق الحر وهو يضغط على الـ (نعم) لتهوين ألم شقيقه لا أن يعمّق جرحه، وأي جرح أوجع من طعنة الأخ!
خسر المغرب جولة خامسة، لكنه لن ييأس، وسيعدّ ملفه السادس على هامش مونديال قطر 2022 أملاً بحصوله حق تنظيم النسخة 2030 وسيحتفل الجيل العربي بإذن الله تعالى لقصّ شريط البطولة بغبطة، وسنرفع الرؤوس تطلّعاً لهيبة علم المغرب مرفرفاً مع هامات كل نخيل العرب رمز “الصبر والعطاء” لنقطف الثمر الأحلى.
بغداد
الاربعاء 13 حزيران 2018