لجنة العلوم السياسية

حزب العمال الكردستاني في تركيا أمام مفصل تاريخي

بقلم أ.د هاني الياس خضر الحديثي

استاذ السياسة الخارجية والعلاقات الدولية

عضو المنتدى العراقي للنخب والكفاءات – لجنة العلم السياسية

 

عبدالله اوجلان مؤسس الحزب يدعو أنصاره لإلقاء السلاح وبدء مرحلة جديدة في العمل السياسي مستندا على مسألتين أساسيتين :

الأولى : ان الأكراد والأتراك تربطهم علاقات تاريخيّة تمتد آلاف السنين .

الثانية: ان حمل السلاح كان في فترة عصيبة من تجاهل حقوق الأكراد والاعتراف بهويتهم القومية

وفي ضوء ذلك فأن قضايا مهمة ومفصلية ستطرح نفسها على الساحة التركية وعلى محيط تركيا الإقليمي في تواجد قوات حزب العمال ونفوذهم في سوريا والعراق وإيران

في العراق : تعارض قيادة اقليم كوردستان العراق بقيادة الزعيم مسعود البارزاني تواجد هذه القوات وتغلغلها في شمال العراق والمدعومة من قبل ايران وحزب الاتحاد الوطني الكوردستاني وبالتنسيق مع ملشيات مدعومة من ايران وخاصة في مناطق سنجار وسهل نينوى  لذلك سارع  رئيس اقليم كوردستان بالدعوة إلى امتثال فصائل حزب العمال الكوردستاني لدعوة الزعيم عبدالله اوجلان .

وفي سوريا: فان لهذا المستجد تاثيره الفاعل عند التطبيق باتجاه موقف قسد والقوى الشريكة لها شمال سوريا من الانخراط الجدي الإيجابيّ و المشاركة في النظام السياسي الجديد في سوريا ، وهو الأمر الذي يبشر بصفحة جديدة في الحياة السياسية السورية فضلا عن صفحة جديدة في التعامل التركي في شمال سوريا .

اماً في ايران فإنها ومن باب التخادم في المصالح تعودت توظيف حزب العمال الكوردستاني التركي للتدخل بالشأن العراقي والسوري ضمن مشروعها الإقليمي والذي بدأ بالتآكل بعد الضربة الاستراتيجية التي تلقاها  نفوذها في سوريا. ومعطيات الوضع الجديد في لبنان .

تاسيسا على ماتقدم فان تحويل بيان  الزعيم عبدالله اوجلان إلى واقع على الأرض سيترك تداعياته الإيجابية في تحقيق الأمن والاستقرار داخل تركيا وكذلك في سوريا والعراق ، بذات الوقت الذي يحقق خطوة أخرى نحو تقليص النفوذ الإيراني على عموم اقليم المشرق العربي

أنها محطة جديدة إيجابية اقليميا و على جميع الأطراف المعنية ان تدرك مقاصدها وتعيد النظر بحساباتها وان تحذر التعامل معها سلبا تحت دواعي ضيقة كون هذه الحالة ستكون لها ارتداداتها سلبا على الأطراف التي ترفض التعامل والتفاعل معها بشكل إيجابي

الآن تبدو بعض الحجب قد بدأت تتكشف ومنها :

اولاً: خلافا لما يتوهم البعض والتشكيك الذي أثارته مصادر متوافقة على مدى دقة وصحة البيان الصادر عن عبدالله اوجلان فان بيان  اوجلان أكيد ولا شك في ذلك.

ثانيا : فصائل الحزب الموجودة في جبال قنديل والمثلث الايراني -العراقي -التركي أعلنت استعدادها للاستجابة لنداء اوجلان ولكن بشرط الإفراج عنه من قبل الحكومة التركية.

ثالثا :الرئيس اردوغان يسير بهدوء لضمان عدم معارضة الدولة العميقة لإنجاح الصلح مع حزب العمال الكوردستاني في تركيا  وبقصد عدم التأثير على حضوظ حزبه في الانتخابات التركية.

رابعا: اعتماد الإجراءات المناسبة للاتفاق يقتضي اولاً عرض الاتفاق والموافقة عليه من قبل البرلمان التركي الامر الذي يتطلب اجراء تغييرات في نصوص القوانين والقرارات الحكومية بشأن حزب العمال المصنف داخل تركيا كحركة ارهابية .

خامسا :ان ماتقدم وبغرض تيسير الاتصال بين عبدالله اوجلان وقيادات حزب العمال ،فان من المتوقع نقل عبدالله اوجلان إلى موقع آخر يتيح له حرية الاتصال مع قيادات الحزب بقصد  تمرير الاتفاق مع الحكومة التركية.

 

سادسا : ستكون ايران في وضع حرج كونها تتحمل اغلب نفقات دعم حزب العمال التركي  وتوظف ذلك للتدخل في شؤون العراق شمال البلاد وفي سنجار وسهل نينوى ضمن التخادم القائم بينه وبين الملشيات التابعة لإيران التي طالما سعت لتحقيق طريق مباشر لإيران عبره نحو سوريا وهو الامر الذي بدأت عملية تقويضه اثر التغيير الجديد الذي شهدته سوريا والذي أدى إلى تطهير سوريا من الوجود الايراني المباشر وغير المباشر وهو الوضع الذي وضع حزب الله التابع لايران في لبنان في وضع حرج .

لذلك من المتوقع ان تمارس ايران ضغوطا لتحقيق انشقاقات داخل الحزب بالضد من بيان عبدالله اوجلان وهو ما يمكن ان يؤدي إلى تصعيد الموقف الإقليمي والدولي بالضد من استمرار النفوذ الإيراني. في عموم المشرق العربي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى