اللجنة الاقتصادية

كفانا تشتت

كفانا تشتت

ا. د. محمد طاقة

عضو مؤسس ، اللجنة الاقتصادية

المنتدى العراقي للنخب والكفاءات

إن جميع الشعوب في العالم .. عندما تتعرض الى غزو خارجي أو الى كوارث خطيرة أو الى حدوث ما يهدد كيانها ومصيرها … تتوحد ، وتجمع امكانياتها المادية والبشرية كلها ، لمواجهة المخاطر التي تحدق بها … ولكن مع الأسف الشديد أن الشعب العراقي ، الذي يواجه أعنف غزو ، واحتلال ، وكيانه مهدد بشكل خطير جدا لا سابق له في التاريخ القديم والحديث ، نراه اليوم يتشتت ، حيث تمكن المحتلون ( الأمريكان والصهاينة وإيران ) على تفتيت الشعب وضرب قواه الوطنية مستغلين الجانب الطائفي والاثني لتحقيق ذلك ، وكرسوا ذلك في الدستور المسخ ، فضلا عن أن التكوين الطائفي والعرقي للعراق ، يشكل الارضيّة الخصبة لهذا التشتت.
فبدلا من أن يتوحد الشعب العراقي ضمن برنامج وطني يتفق عليه جميع القوى الوطنية من أجل تحرير العراق ، تمحور الكثير من أبناء الشعب حول طائفته وحول انتمائه العرقي ، مما أضعف بشكل كبير ، الفعل المقاوم للاحتلال وحكوماته المتعاقبة.
فتم تشكيل عديد من تنظيمات المجتمع المدني تفوق المعقول ، وأكثر من ( ٢٥٠) حزبا والعديد من التجمعات السياسية الغير مبررة
ويطلع علينا اليوم ما يسمى ( برئيس وزراء العراق ) ويطلب من الثوار أن يأسسوا أحزابا تمكنهم من المشاركة بالانتخابات القادمة ومنافسة الأحزاب الفاسدة ، وعلى غرار ما يحدث في أوربا والعالم المتحضر …
متناسيا بغباء ان ما يحدث في العراق ، شيء مختلف تماما ، في العراق احتلال ومفروض على الشعب العراقي حكومات احتلال ، وهيمنة إيرانية مطلقة على القرار السياسي والاقتصادي والامني ، من خلال هيمنة المليشيات المسلحة الإيرانية على العراق.
وبوجود دستور ملغوم مكتوب من قبل قوى الاحتلال ولا يمثل طموحات الشعب العراقي واقتصاد منهار وفساد مالي واداري قل نظيره في العالم .. و .. و.. الخ ، ويطلب من الثوار بتشكيل احزاب والدخول الى الانتخابات ، المزورة سلفا ، والمسيطر على نتائجها من قبل المليشيات ومن يتبعها ، وبنفس الوقت الكاظمي يغفل ، أن العالم ، خاضع الى حكومات مستقرة ومستقلة سياسيا ولديها أنظمة وقوانين رصينة وثابتة لا يجوز المساس والتلاعب بها، كما في العراق المحتل. فأين وجه المقارنة يا ( رئيس الوزراء ) …؟
وهل نحن نحتاج الى مزيد من الأحزاب ..؟ حتى نتشتت اكثر ونضعف اكثر ، وهذا هو المطلوب من قبل المحتلين واعوانهم في السلطة. فكلما تتشتت القوى المناهضة للاحتلال كلما يسهل على المحتلين واعوانهم في السلطة من السيطرة اكثر والهيمنة على مقدرات الشعب العراقي.
وهذا ينطبق على جميع القوى والمنظمات والأحزاب المناهضة للعملية السياسية ، علينا جميعا ان نسعى الى توحيد الجهود ورص الصفوف في هذه المرحلة ، وعدم تشتيت قوتنا ، وعلينا تأجيل خلافاتنا الثانوية من اجل العراق ، والابتعاد عن تشكيل كيانات غير مؤثرة ، والانفصال عن التشكيل الام ، مثل هذا العمل يقع في إطار تشتيت القوى ، وهو عمل سلبي ، وغير نافع ، وهو أضعاف غير مبرر لهذه الكيانات …
ان المرحلة تتطلب من الجميع التكاتف ولم الشمل والتوحد لمواجهة المخاطر التي تحدق بالعراق العظيم وشعبه المقدام ، ان وحدة الشعب وقواه الوطنية ومنظماته الجماهيرية ، هو السبيل الوحيد لتحرير العراق والوقوف امام قوى الاحتلال وعملائه في العراق والوطن العربي … وكفانا تشتتا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى