اللجنة الاقتصادية

المخدرات والتنمية الاقتصادية

المخدرات والتنمية الاقتصادية

أ.د. محمد طاقة

عضو مؤسس في المنتدى العراقي للنخب والكفاءات

المخدرات مادة كيمياوية تؤثر على خلايا جسم الانسان وتؤدي الى نقص المناعة عند البشر , ولها اضرار طويلة الامد بخاصة بين الشباب ولها اضرار جسيمة كذلك على الفرد والمجتمع وبخاصة على العائلة وعلى الدولة .

اما اضرارها على الاقتصاد والتنمية , فتتمثل في ان الاتجار بها والانفاق الدولي المترتب عليها يهدد الاقتصاد العالمي برمته حيث بلغ حجم الانفاق على تجارة المخدرات نحو 700 مليار دولار سنويا وهو مبلغ ضخم جداً  لو وجه الى اغراض تنموية لمصلحة الانسانية .

 من المعروف ان اي تنمية اقتصادية تعتمد على العديد من العناصر اهمها الموارد المادية والموارد البشرية فضلاً عن الادارة وغيرها فالمخدرات تستهدف اذن اهم العناصر الانتاجية ، تبدد الموارد المالية للدولة وتستنزف مواردها من العملات الصعبة وعلى العكس بالنسبة للدول المصدرة لها في السوق السوداء كأيران وافغانستان فهي تجني منها مبالغ ضخمة تقدر بمليارات الدولارات وعلى وجه الخصوص افغانستان التي تعد اكبر منتج للمخدرات في العالم وما تحصل عليه من زراعة الافيون وغيرها من الانواع يضاهي اي دولة من النفط الخام وتعد ايران ايضا من اولى الدول المتاجرة بالمخدرات وهي تحصل على موارد جدية من العملات الصعبة وبذلك تتمكن من تمويل اذرعها في المنطقة كما ان تاثير المخدرات على الموارد البشرية اي قوة العمل كبيرة وخطيرة بحيث تهدد النشاط الاقتصادي هذا اذا علمنا ان تعاطي المخدرات ستؤثر بنحو مباشر على دخل الفرد مما يؤثر على حالة اسرته المادية كما يؤثر على الصحة العامة في المجتمع وهذا سيؤدي الى انهيار جسم الانسان واختلال تفكير المتعاطي للمخدرات وكثرة شروده وغيابه عن عمله وذلك كله سيؤدي الى انخفاض انتاجية العمل داخل المجتمع وهو ما يؤدي بدوره الى تعرضه للطرد من العمل وهو ما سيقود الى زيادة نسبة البطالة ان المخدرات من الوسائل الهدامة داخل المجتمع وتدمير اقتصاده وجعله مجتمعا عاجز عن الانتاج وعن تنشيط الدوره الاقتصادية ووسيلة يستخدمها الاعداء لتفكيك البنية الاجتماعية والاقتصادية للبلد كما فعلت ايران في العراق حين انتشرت بعد الاحتلال ظاهرة المخدرات واقبال الشباب وادمانهم عليها مما عطل اهم عنصر من عناصر الانتاج واكثرها فاعلية وهو قوة العمل اذن المخدرات وسيلة هدامة تستهدف اهم عنصرين من عناصر الانتاج وتعطل فعليهما في التنمية الاقتصادية وبالنتيجة انهيار اقتصاد الدولة بسبب ازدياد عمليات التهريب وفقدان الكثير من العملات الصعبة وخروجها من البلد من دون فائدة وكما قلنا فأن المخدرات تعمل على انخفاض الدخول وهو ما يعني اثقال كاهل الناس وازدياد تكاليف المعيشة وهو ما يضر بالاقتصاد الوطني برمته ان اشاعة المخدرات ونشرها في البلد وفي العراق خصوصاً وهو عمل مدبر ومقصود يستهدف التنمية الاقتصادية للبلد وعليه تعمد الكثير من الدول ادراكا منها لخطورة انتشار المخدرات على الوضع الاقتصادي لبلدانها الى محاربة المخدرات بكل قوة وتصل عقوبتها في بعض البلدان الى الاعدام كما كانت الحال في العراق قبل احتلاله لكي تمنع هذا الوباء الخطير على المجتمع وتحافظ على النسيج العقائدي والاجتماعي والاقتصادي وتمنع من الانهيار الاقتصادي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى