لجنة الصناعة و الطاقة

دائرة التشغيل والتحكم، وزارة الكهرباء، الواقع والطموح

المهندس طارق الجميلي

عضو لجنة الصناعة والطاقة

المنتدى العراقي للنخب والكفاءات

16-04-2025

 

دائرة التشغيل والتحكم إحدى تشكيلات وزارة الكهرباء العراقية، وهي وحدة تنظيمية ممولة مركزيا. وفي حقيقتها ما هي إلا امتداد لمركز السيطرة الوطني الذي تأسس منذ منتصف السبعينيات في القرن الماضي والمسؤول عن تحقيق التوازن بين العرض والطلب على الكهرباء في الزمن الحقيقي وبشكل آمن وموثوق وهي تضم كوادر ممتازة يمكن أن تكون نواة لإداء فعال مستقبلا.

ومع التوسع الكبير في نشاطات وأهداف وزارة الكهرباء العراقية توسعت هذه الدائرة في السنوات الأخيرة توسعا عموديا وأفقيا دون أن تحقق تطور ملموس في الإدارة يعكس الدور المهم التي يجب القيام به.

فتشكلت مراكز السيطرة الوطنية في الوسط والجنوب والشمال وتشكلت بشكل متوازي مع هذه مديريات الاتصالات في المناطق الوسطى والجنوبية والشمالية.

إن إحدى أهم وأبسط واجبات دوائر التشغيل في العالم هو استمرارية الخدمة باستخدام أرخص طاقة متاحة على النظام في أي وقت.

وواقع الحال لا يشير إلى أي دور لهذه الدائرة في هذا الموضوع عدا الدور الذي تلعبه أحيانا في حجب الأحمال، بل أنها تستخدم آليات وطرق تحتاج إلى التحديث والتطوير المستمرين.

إن المحافظة على التردد بالوقت الفعلي يتطلب آليات وتقنيات أكثر حداثة من مجرد اللجوء إلى حجب الأحمال وهي الوسيلة التي تستخدمها الدائرة المذكورة.

كما يعد التنبؤ بالطلب المهمة الأكثر فعالية وتعقيدا حيث يقوم فريق متخصص بالتنبؤ وهو (شعبة التنبؤ بالأحمال في دائرة التشغيل والتحكم) باستخدام نماذج تنبؤ معقدة للتنبؤ إلى حد دقيق بكمية الكهرباء المطلوبة وأين تكون هناك حاجة إليها ومتى. يتضمن ذلك النظر إلى أنماط الطقس وسلوك المستهلكين وعند صعوبة التنبؤ بذلك فإن استخدام المنحنيات التاريخية التي تظهر الطلب في السنوات السابقة للتنبؤ على الطلب المستقبلي ويكفي أن نشير بأن الدائرة المعنية لم تقم بتحديث بيانات الحمل الأقصى المتوقع منذ عام 2021 وهي حالة غريبة جدا!

كما يتطلب من هذه الدائرة الامتثال لرمز الشبكة التي يحدد إجراءات التشغيل التفصيلية والمبادئ التي تحكم العلاقة بين الأطراف المختلفة المشتركة في المنظومة الكهربائية (محطات توليد حكومية، محطات استثمارية، محطات نقل، محطات توزيع ,ربط مع دول الجوار الخ)

يلاحظ من خلال مراقبة نشاط الدائرة في هذا المجال بأنها لا تهتم إطلاقا بالعمل وفق لرمز الشبكة الذي هو الآخر يحتاج إلى مراجعة وتحديث حيث يجب الاهتمام بإدخال متطلبات وشروط الربط مع دول الجوار الى رمز الشبكة العراقي والانسجام مع رمز الشبكة للدول التي يتم الربط معها.

تتعرض المنظومة الكهربائية العراقية بين الحين والآخر إلى حوادث الإظلام الجزئي و الإظلام التام ويؤدي بعضها إلى خسائر كبيرة ولم نجد أو نطلع على أية دراسات تفصيلية أو مقترحات بناءة من قبل هذه الدائرة المهمة لتجنب تلك الحوادث لاحقا .ولعل آخر الحوادث التي أدت إلى فصل المنطقة الجنوبية وتوقفها بالكامل هي خير دليل على غياب مثل هذه الدراسات التحليلية لإيجاد جذر المشكلة فهل من المعقول ونحن في العام 2025 أن تتم عملية التنسيقات الزمنية بين أجهزة الحماية المختلفة في اجتماعات حضورية للأطراف المعنية فالنقل والتوزيع

إن المنظومة العراقية تزداد اتساعا وتعقيدا وتتطلب النهوض بدائرة التشغيل والتحكم لأخذ دور ينسجم مع أهميتها وخاصة لتعميق المعرفة بسوق الكهرباء المستقبلية

تحتاج المنظومة العراقية إلى مشغل نظام مستقل لا يكتفي فقط بتثبيت التردد والفولتية، ولكن أيضا يفهم كلفة ذلك وأن تكون دائرة التشغيل والتحكم بقيادة أشخاص يفهمون سوق الكهرباء ونظام الطاقة الكهربائية ودور رمز الشبكة وذوي القدرة على التواصل مع التقنيات الحديثة في الاتصالات والحماية السيبرانية والقادرين على تهيئة المنظومة العراقية للعمل تزامنيا مع منظومات دول الجوار وعدم الاكتفاء بالربط المنعزل كما هو عليه الحال اليوم.

رمز الشبكة-Grid Code

التنسيقات الزمنية -Relay coordination

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى