الكفاءات العراقية في المهام الخارجية
المهندس الاستشاري سحبان فيصل محجوب
رئيس لجنة الصناعة والطاقة
في عام 1993 عند لقائي مع رئيس الهيئة القومية للكهرباء في جمهورية السودان بغرض التنسيق مع دوائر الكهرباء السودانية في تقديم العون الفني من قبل الملاكات العراقية , (حينها كنت مكلفا بإدارة مكتب التنسيق الفني بين جمهورية العراق وجمهورية السودان وممثلا لوزارة الصناعة والمعادن العراقية في الخرطوم) .
طرح المعنيون في الكهرباء السودانية موضوع ( مشكلة الاميات ) ومن خلال عملي في قطاع الكهرباء العراقي لم يمر هكذا تعبير او مصطلح متداول … لتجاوز الحرج لم اعلق على هذا واعلمتهم بان المختصين في الكهرباء العراق سوف يساهمون بحل اي مشكلة لديكم , حال خروجي من الاجتماع سالت من مرافقيني في حضور هذا الاجتماع عن معنى ( الاميات ) وتبين المقصود بها ( محولات التوزيع الكهربائية ) , حال وصولي مقر المكتب ابرقت رسالة الى وزارة الصناعة والمعادن اعلمتها بحاجة كهرباء السودان الى فريق عمل لغرض اعادة تأهيل عدد من محولات التوزيع لدعم شبكة توزيع كهرباء السودان بعد ايام قلائل وصل فريق فني متكامل من منشأة القادسية العامة للصناعات الكهربائية ديالى / برئاسة المهندس احمد/ مع كامل العدد الضرورية الخاصة لأعمال اصلاح المحولات وتم تأسيس ورشة مؤقتة لغرض الشروع بنقل المحولات المعطوبة الى موقع الورشة وغالبها كان تحت مياه الفيضانات وبعمل متواصل من قبل هذا الفريق استطاع تأهيل خمسون محولة خلال اسبوعين رفدت بها شبكة التوزيع في ضواحي الخرطوم وتم اعادة التيار الكهربائي لعدد من المناطق التي كانت محرومة من خدمة الكهرباء نتيجة لتعرض محولات التوزيع الخاصة بها الى العطب … وهذا ما دعى اهالي بعض المناطق الى الاحتفال وتقديم الشكر وبعض من الهدايا التراثية السودانية لأعضاء الفريق الموفد .
استطاع المهندس العراقي نقل خبراته الى خارج القطر بشكل عملي وهذا نتاج ممارسته الميدانية في تلبية متطلبات مواجهة الحصار الاقتصادي المفروض على العراق في منع الاستيراد المواد المختلفة لصالح القطاعات الحياتية المختلفة للمؤسسات العراقية .. فكان تاسيس ورش اصلاح محولات التوزيع امر محتم على صعيد مديريات توزيع الكهرباء في القطر وما يعجز عنه في اعادة تأهيل هذه المحولات يرسل الى ورشة مركزية في منشاة القادسية العامة ليقوم ملاكها المتخصص بمعالجة الاعطاب لتوافر الخبرة والاجهزة المتخصصة في اعادة التأهيل حيث كانت ( اعتقد لازالت ) مشكلة عطب محولات التوزيع التي تواجه دوائر خدمة توزيع الكهرباء نتيجة سوء الاحوال الجوية او لأسباب فنية اخرى منها الحمل الزائد على هذه المحولات وعطل اجهزة حمايتها وهذا ما يحدث في شبكات توزيع الكهرباء القديمة ومنها بعض شبكات التوزيع في بعض مناطق بغداد والمحافظات والتي لم يجري عليها تحسينات او ابدالها بشبكات مدفونة غير ظاهرة والتي تقلل من حوادث عطب المحولات الى نسبة كبيرة جدا , وهذا ما كان سببا لإنشاء ورش عديدة لإعادة تأهيل المعطوب من هذه المحولات والتي تعتبر جزءا اساسيا مهما من شبكات التوزيع الكهربائية , اضافة الى ذلك فان دوائر توزيع الكهرباء بحاجة مستمرة لرفدها بمحولات التوزيع وبمختلف سعاتها لمواجه الاحمال الزائدة او لتجهيز مناطق جديدة بخدمة الكهرباء وهنا لا بد من الاشارة الى ان انتاج شركة القادسية العامة للصناعات الكهربائية من هذه المحولات كان يغطي حاجة دوائر التوزيع في العراق قبل الحصار الظالم على العراق بل كانت المنشاة هذه تقوم بتصدير الفائض من انتاجها ولظروف الحصار وعدم امكانية هذه المنشاة على توفير بعض الفقرات الاستيرادية اللازمة للتصنيع شح الانتاج بل انعدم وتوجهت ملاكات معمل انتاج المحولات الى اعادة تأهيل المحولات المعطوبة المعادة من مديريات التوزيع الكهرباء في العراق , وللأمانة من خلال عملي في ادارة المنشاة العامة لتوزيع كهرباء الوسط والمنشاة العامة لتوزيع كهرباء بغداد فقد اوفت هذه الملاكات بما تمليه عليهم عناوين المهمة الوظيفية والوطنية .
تحية لهؤلاء العاملين ومعهم من ساهم في تخفيف النتائج الكارثية لتداعيات الحصار الاقتصادي الذي منعت إجراءاته استيراد حتى اقلام الرصاص .